قصيده صدي الوحده
قصيده صدي الوحده
في وحدتي قد سقطتُ في ظلامٍ
كالأشباح تتراقص في الأوهامِ
أحلامي كطيفٍ يُجافيني،
وأفراحي كأوراقٍ في الرياحِ تهامى
ألم الفشل يحاصرني كالسجان،
وأخيلتي تسربت كأسطورة الفرس في الأفهامِ
أنا الفارس في ميدانٍ بلا نبض،
أضيع في زحامِ الخيال وعذاب الأيامِ
كالنجم الغارق في غيوم المساء،
تاه مني ضوء الحلم بعد زحامِ
يا قلبَ شوقٍ، يا بؤس الأماني،
أحاور الصمت في كلِ ظلامي
فلا أسئلةٌ تُجيبني عن غيابك،
ولا همساتٌ تداوي جراحي العظامِ
وفي وحدتي، أرى كل الألوان شاحبة،
وكأني في بحار سوداء من الأحزانِ
سأظل أنتظر فجرًا ينشقُّ عن عتمةٍ،
ربما في يومٍ تعود الذكرى بحنانِ
لكن حتى ذلك الحين، أكافح وحدتي،
وأعيش الفشل كرفيقٍ بلا أركانِ
فلا صديق ولا رفيق يقاسمنا الدمعَ،
ولا نجمٌ في السماء يضيء ليالي الغيمِ
أجوبُ الدروب بلا هدفٍ أو عنوان،
كالأشجار التي فقدت ظلالها في الزمانِ
الصدى يجيبني بأوجاعٍ وعباراتٍ،
تتعمق الأحزان في زوايا الأغاني
وفي كل لحظة تمرّ، كالسيف يقطع،
يشتد الوجع في قلبي الحائرِ الحيرانِ
فرحتي كغيمةٍ هاربةٍ في الأفقِ
تُداعب الشمس ثم تُغادر بلا كيانِ
أخطط في الفضاء أحلامًا مُنكسرة،
كالطيور التي قد صارعت إعصارَ البقاء
ربما تشرق شمسُ الأمل في زماني،
أو يأتي الفرحُ كنسيمٍ على الأبوابِ
لكن حتى يحين ذلك اللقاء العجيب،
سأظل في وحدتي أعيشُ كالعذّابِ
فلا صديق ولا رفيق، سواي لهذه الجراح،
تلامس كلماتي سماءًا بلا غيمِ
ربما في الأعماق ثمة بصيصٌ،
ينير طريقَ الرحيل من قلبِ الأنينِ
فأستجمع قواي في عالمٍ مُظلمٍ،
وأبحث عن ضوءٍ يُنهي ليالي الشجنِ
قد يأتي الفجر بجمالٍ جديد،
ويمحو كل آثار الحزن في
كل الأحباب ماتوا فلا نجم من يشتاق،
والليالي ترسم في صدري ذاك الحِراك
كأنما أنا سفينةٌ في بحرٍ عاتي،
تجذفني الأمواج نحو سرابِ الفراق
أستشعر الخسارة في عيونٍ محبطة،
وكل لحظةٍ تُحيرني كما سحر الفراق
أعانق الذكريات كطفلٍ ضائع،
تائه في أزقةِ الماضي بلا رفاق
أبحث في الفضاء عن أطيافٍ تشبههم،
عن ضحكاتِهم التي كانت تنعش المساء
هل غابت شمسُهم أم أن النجوم انطفأت؟
فلم تعد تُشرق إلا في ظلال البكاء
كل الألوان باهتةٌ تأبى الانغماس،
وفي القلب جرحٌ ينزفُ بلا التِئام
أمشي في دروبٍ شغفها السكون،
كغريبٍ يبحث عن معنى الاهتمام
فلا صديق، ولا رفيق، ولا نجم يُضيء،
سوى وهم الحكايات في الليل الحالك
وإن كتب القدر حياةً جديدةً لي،
فهل تنسى الذاكرة تُعانق الفراق؟
لكنني سأبقى في خيالي أُحلق،
ففي عالمِ الفشل قد أجد بعضَ السلام
وربما يأتي الفرج، بريق الأمل،
يملأ روحي، ويُعيد لي عظمة الأقدام
فكل الأحباب ماتوا، لكنّي لم أمت،
وأنا هنا أكتب عن وطني الحزين
حتى وإن غابت الأوجه والألوان،
سأبقى أسرد حكايتي في سطورِ السنين
دلني على شريك بالحياة، وهل من يؤنس للكتاب صديق؟
في زوايا القلب يعيش الوجع، وفي كل حرفٍ يتكلمُ صدى النحيب
أنا سائرٌ في دروبٍ مظلمة، أبحث عن نورٍ يبدد هذا الغيم،
فهل يأتيني العطاءُ بنبضةٍ؟ أم ستبقى الروحُ وحدها في العذابِ؟
أرنو إلى الأفق، حيث تغفو الأمنيات،
وأناجي نجمًا قد غاب في طياتِ الظلام
يا ليتني أجد وسط الضياع من يسمعُ،
إنسانًا يُشاطرني الأفراحَ والأحزان
دلني على من يجرفني من وحدتي،
حتى يبتسم البحرُ ويُزهر الوردُ في البساتين
أنا في سجن ظالم من عدم الأنس،
وسنان الأمل يغفو في عيني بكاء السنين
هل من صديقٍ يحس مغزى الوجود؟
يسير معي كظلٍ في ممرات الحياة
يرسم الفرح في قلوبٍ احترقت،
ويعيد للروحِ بعضَ بهجةِ الأوقات
أحتاجُ من يرفع عن كاهلي الأعباء،
ينزع شوقي كالأغصانِ المُمزقة،
فالوحدةُ ثقيلة، تتراكم كالسحاب،
تُخفي الفرح، وتكتم أنين النداء
دلني على من يُشبه النجومَ في سمائي،
يُعيد لي نسماتِ الفرحِ والأمل،
حتى تنبض الكلماتُ في كتبي،
وتعود الحياةُ شغفًا، بعد هذا الفِراق.
أيا ربي، اتني صديقًا يُخبرني،
عن الحبِّ الذي فقدته بين الدروب،
هل من شريكٍ بالحياة يُشعل لي القلب؟
فأرفع صوتي، ويعود لي الفرحُ في الحضور
أنا صدي صوتي في ليالي الهموم،
أحاكي ظلالي في زوايا الصدور،
أبحث عن رفيقٍ يشاركني همومي،
ويمسح الدمع عن خدي المنهار من الشهور.
أنا صدى لأحلامٍ بين الضلوع تنام،
تتحرق شوقًا كزهر في ساحة الربيع،
أخاطب الفجر وأكلّمه بأسراري،
يا ليت أن تصل إليك يوماً خبراتي!
أنا صديَ غنائي في فضاءات العذاب،
تغنيها أمواجٌ من بحور الفراق،
تسافر بي الأفكار نحو الأفق البعيد،
تنثر أحزاني كأوراقٍ في الرياح.
أحتاج من يفهم نبضات قلمي،
يقرأ بين السطور ما لا يُقال،
حرفٌ ظل حديثي في عتمتي،
كيف لي أن أجد من يأخذني إلى المآل؟
أيا ربي، ارحم قلوبًا تعبت من السكون،
تسعى في ظلمةٍ دون رؤيةٍ وبدون أمل،
هل من صديقٍ يجلس معي في المدى،
ينثر الإنس على زمنٍ كان فيه المحل؟
أنا صدى الليل، أمشي على الأشواك،
وأحمل عبء الأيام في عيون تبحث عن الصفاء،
دلني يا قلبي على من يُعيد البسمة،
في عصرٍ يُخفي الفرحَ خلف الأستار والكدر.
لا أريد سوى مَن يُشاركني الرحلة،
فأنا وحيدٌ في زحامِ هذا الوجود،
أحتاج من يحتضنني بلطفٍ،
في زمنٍ صامتٍ، يأخذني. إلامَ المدى؟
ايهاب محمد زايد
القاهره -دارالسلام
السابعة واثنين واربعون دقيقه
٢٤-١٢-٢٠٢٤