*قصيدة: في ظلمات السبل*

*قصيدة: في ظلمات السبل*
في ظلمات السبل، رُسمت الألوان،
تُلبيس العقيدة، معانيها الهتان،
رايات تُرفع في زمن الظنون،
وعقولٍ تَعبث بها أيدي الزمان.
من خلف الستار، تسري الأوهام،
ومخابر في الليل، تُدير الأحلام،
تروِّج للشر، تُعزف الألحان،
بأصواتٍ تتراقص، كأنها الأعياد.
قد جُنَّ العقل، واهتزى الوجدان،
ففي ظلال الدين، تاه الأضعان،
أفكارٌ مُشوهة، تُغتال الأفكار،
وحلمُ الإيمان، يُذبحُ بلا إنسان.
دخلت أسودٌ، تُخطط في خفاء،
تنسج الفتن من خيوط البهاء،
شعارات مظلمة، تُعلي البهتان،
وجسدُ الجهاد، يُستغلُّ بالإهانة.
ختامٌ مُفجع، فاخذوا من الطغيان،
أنينُ المظلوم، ضاع بين النيران،
والعالم ينظر، بألم واستهجان،
فلا للدين يشوَّه بعد اليوم بيان.
يا أمةً في القلب، عِلمُها في القرآن،
تبقَّي على العهد، وارفعي الجبين بان،
فالحقيقة لا تُخفي، مهما دارت الأزمان،
فاليوم يناديك، صوتُ الحقِّ في الأذان.
وقد دفعت مخابرات الغرب بالمليون والمليار،
لتزيد في الفتنة، تُعزز الانهيار،
تُشعل النار في الأجيال، يوماً بعد يوم،
تُغذي التعصب، كأنها قدرٌ مُزعجٌ يثور.
أين الرشاد في زحام الجهالات؟
وما نفع العقول في زمن الإغراقات؟
أولئك الذين في برك الظلام،
يستعملون الدين وسيلةً للإجرام.
تسري الخدع كالسير في عواصف العنف،
في محيط مُظلم، نُمسَك فيه بالسيف،
لكننا في ظلال الحق، لن نستكين،
فالعقل نورٌ، والإيمانُ كالأمل المتين.
إن أموالهم سلاحٌ في يدِ الغوغاء،
لكن حكمة الأحرار تبقى في الذاكرة تألأ،
فلنجتمع يا أمة، نداوي الجراح،
ونقف بوجه الفتنة، لنبدد السراح.
حذارِ من السقوط في فخِ الخداع،
فحقُنا في السلام أعظم من كل فِرَاق،
ولتُحطَّم زُخارفُهم، ودسائسهم البالية،
فما للدين أهلٌ، إلا في حُضن العائلة.
فلنقف جميعاً صفاً واحداً، في الصفوف،
نستعيد هويتنا، ونُقوّي عقولَنا بالمعرفة،
فليكتب التاريخ، كيف دحرنا الأشرار،
فلا للظلام، معاً نكتب الأقدار.
يأذن بإيذاء بالفقر والجهل، والجوع،
كأنما عمّت على قلوبنا الفتوح،
فكأنما الحياة قد استسلمت للألم،
تُصنع الفتنة في ظلامٍ قد عَمَّ.
فتحت الأبواب، لأسابق الظلام،
تساقطت الأحلام، كأنها الحطام،
يجب أن نكسر قيودَ العجز والضياع،
ونغرس الأمل، كالشجرة في الفضاء.
أين صرخات العقل حينٍ أُرسي الجهل؟
جلست الأمم مشدوهة، تتجاذب السهام،
لكن نور المعرفة يبقى في الأذهان،
فلا نسمح للظلام أن يُهدم الأركان.
جوعٌ ينخر في الأجساد، يسلب منها الحياة،
والفقر يحاصر الأمل، يسفكُ الدمعة،
تلك الأيمّ الغافلة، تَترنح في الفضاء،
لكننا سنعكس صورتهم، نُعيد الهناة.
فلنرجع للقراءة، لنُحيَي الفكر،
ونغذّي أرواحنا بصوت الحق كالنهر،
فالعلم نورٌ، والجهل ظلمةٌ عمياء،
ومعاً نتجاوز، لنصلح كل ما فنى.
بـأيدينا نُعيد بناء الأحلام،
نُشرع الأبواب نحو آمالٍ جُدد،
فلا للجوع بعد اليوم، والفقر لن يبقى،
بالعلم والنية، فالنصر لنا يُهدى.
فلتعلُ أصواتنا، بالمعرفة نغزو،
لنصنع غدًا ترى فيه كل النفوس،
فغداً أعدوا لنا عهداً من الانتصار،
بلا جوعٍ ولا ألم، ببسمةٍ وافتخار.
فلا مؤسسة تقوي ولا تغير الإعلام،
نحتاج القلوب في هذا العبور العميم،
فالإعلام سلاحٌ، لكن من يحسن توجيه،
فليكن ضميرُنا هو الأغلى، نبراسٌ للأمام.
نحتاج نحو القلوب، أن نزرع الأمل،
نتجاوز الغمامة، نحو فجرٍ يتجدد،
لنكتب قصةً تُروى للأجيال القادمة،
فلا مكان للضعف في جبين التحدي.
في زمن السهام، نحتاج للعقول الراقية،
لنرتفع فوق الجراح، ونُسقط الأحقاد،
بالحب نُشيد، في كل ميدانٍ وقلب،
فالصوت الذي يُحكى، قد يكون مفتاحَ السلام.
الإعلام دميةٌ إذا أُحسن استخدامها،
فليكن سبيلاً نحو الوعي ونحو الفهم،
دعونا نُضيء، كالشمس في كل المساحات،
نغسل الأدمغة، من أكاذيبٍ وأفلام.
إذا التقت القلوب، في قاعدةٍ واحدة،
سنُعانق الحقيقة، ونسعى للعيش بكرامة،
معاً نُعيد بناء إرادتنا، ونضعُ الأسس،
لنجعل من كل كلمة سلاحًا للحُرية.
فلنركض معاً، نزرع الفرح والأمل،
فالإعلام إذا دعا، فلنسمع بأفضل الفهم،
قادرون على التغيير، بقلوبٍ ناصعة،
نصارع الجهل، نُضيء درب الأجيال المتعاقبة
فلتبني العقول، ولتساهم مصر بالتعليم،
فالفقر بالعقل يعني الجحيم،
مصر أن سادت، سادت الوسطية والنور،
تعليمي وتربوي، هو السبيل الأكيد.
في زوايا الفكر، لنغرس المبادئ،
فكل كلمة تُزرع، ستنمو كالحياة،
لنُعلي شأن القلم، والنور في الأذهان،
لنجعل من كل عقول، شعلةً من البصيرة.
يا مصر يا أمي، يا من تحتضنين الأمل،
قامتكِ في المعرفة، تسكنُ كل الفصول،
فبالعلم تتحررين من قيود العدم،
تستعيدين عرشكِ الفسيح بين الأمم.
باستثمار العقول، نُغيّر الواقع المُر،
نكتب فصول مستقبلٍ بلا حقدٍ أو جهل،
فالعلم نورٌ، والفكر رايةٌ خفاقة،
بوركتِ يا مصر، إن سادت قلوبُكِ جُدُر.
فيا طُلاب العلم، شُدوا الأزر وعُقدوا العزم،
نحو تحقيق أحلامٍ باتتْ بالأمس سُرُب،
فالمستقبل بانتظارنا، كالجواهر في الفضاء،
بتعلمٍ وصبر، نبني عالماً للنجوم.
فلنحيا معاً بروح التعاون والإخاء،
نُقهر الجهلَ ونزرع قيم الأمل،
مع كل خطوة، نُثبت للعالم أننا،
أمة تعلي نفسها، بالتعليم والأحلام..
حيث
مصر المنارة لا تنتهي،
إن آتت غربان العدو غرباً تصعق وتعتري،
وإن طارت من الشرق، فهي صفحات التاريخ،
تُطبع على الجرانيت لزمن سرمدٍ لا يعرف النهايات.
تاريخُك في القلب، نقشٌ لا يمحى،
أصالةٌ وقوة، ترسم الأمل في السماوات،
كواكبُ تضيء دروب الآتين،
تخبرهم بأن للأوطان روحاً لا تسقط في الظلمات.
تعلمنا من عبق الأجداد وتضحياتهم،
فلا شيء يُهزم حين تكون الإرادة حاضرة،
لن ننسى أن النيل، يجري كنهرٍ من الصمود،
ينحت القصص على ضفافه، ويوصل الأجيال بحكايات.
فلتعش مصر في قلوبنا، شعلةَ الوفاء،
تُدحر الظلام متسلحةً بحبنا،
في كل زاوية، صدى أصوات المآذن،
تشدو في الأفق حكاياتٍ تلامس الأمل.
قد تأتي عواصف، وقد تشتد الرياح،
لكننا نُحافظ على هذا الوطن بالتصميم،
فبرغم كل ما يمر، تبقى مصرُ الرافعة،
بلد الأحرار، منارةً للعلم والكرامة، لا تعرف الحداد.
فيا أبناء مصر، هيا نكتب المستقبل،
بالعمل والفكر، نبني للأجيال الجديدة،
معاً نرفع رؤوسنا، عالياً للإيمان،
أن مصر، بقلوبها، تظل دوماً سيدة.
وإنتهي السجع، يفصح لحن الحروف،
تتراقص الأفكار كالنور في النهار،
فتاريخُك يا مصر، عطاءٌ مستمر،
تسيرين بخطىً ثابتة، بلا انكسار.
في طياتِ كل حكاية، أملٌ يتجدد،
فالأرض تنبض بالحياة، وتزهر كل الزهور،
وبترولك يُشعل الطموح في النفوس،
ويضيء المستقبل، بنورٍ كالشمس في البكور.
والغاز يجري كالنهر، في عروق الوطن،
يمنح القوة والحياة، لكل من يسعى،
فلن ننسى الجهد الذي يبني ويعمر،
ولن نصمت عن الحق، رغم كلٍّ من تساءل.
فالجهاز لم تصمت، ولم تخرس، ولم تخزين،
في صمتٍ، تبني، وفي عملٍ، ترسخ الإيمان،
لنعتلي السحاب، كالأبطال في الميدان،
مصر، يا منارة الأمل، نبضٌ في كل مكان.
لنحيا بسلام، نكتب التاريخ من جديد،
بخطوط الأمل، نُضئ دروب الأجيال،
معاً نُعلي راية مصر، فوق كل الهضاب،
فهي المنارة والسراج، في كل زوايا الحياة.
مصر الطاقة بالسلم، مهد الأمان،
تنبض فيها القلوب، صاغت للأحلام ألوان،
مصر الكلمة بالحرب، صمودٌ وإيمان،
تنطق بالحق، وتلهم شعباً في كل مكان.
ومصر تمنع الانهيار، بيدٍ حديدية،
تكتسب القوة من الشعب، فالعزيمة سريّة،
فكل جيلٍ يُعادُ بناءُ العزة،
يصنع من الألم ألحان الأمل، بفخرٍ وكرامة.
مصر تدفع الحزن بالفرح كالأنهار،
تُحارب الألم بابتسامة الشوارع والأفكار،
تُغني بقلوبٍ تملؤها الطموحات،
فتاريخُها سفرٌ من العزيمة والأنوار.
سننطلق كحمام زاجل، نحو مستقبل مشرق،
سنبني الأمل بأيدينا، ونسير فوق الشوك،
فمصر قلب حيا، ينبض بالعطاء،
يُضيء كل الشوارع، يشد رحال الفلاح.
لنعلم أن السلم هو الأساس لتزدهر،
ودربنا للأمان سيفٌ لا ينكسر،
بكلمة الحقّ نُحارب، وبالفرح نُحيا،
فمصرُ رمز الصمود، في كل العصور والأعصار.
يا مصر العظمة، يا وطن الأحرار،
نُحارب من أجل سلامك، في كل الأقطار،
فلنسر معاً بقلوبٍ ملؤها الإيمان،
أن الفرح سينتصر، في كل الأزمان.
مع تحياتي
ايهاب محمد زايد
القاهرة- دار السلام
14-12-2024
الساعة السادسة وثلاثة عشرة دقيقة