عيد العمال سواعد تبني وقلوب تنبض بحب مصر

بقلم : عبد الفتاح موسي
في عيد العمال تتجه القلوب والأنظار نحو أولئك الذين يصنعون الحياة كل يوم، نحو الأيادي الخشنة التي تعبق برائحة الكد والشرف يد قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم “هذه يد يحبها الله ورسوله” ،نحو الرجال والنساء الذين زرعوا في أرض الوطن أحلامهم ورووها بعرقهم ، لينبت فوقها الغد الأجمل.
العمل في حياتنا ليس مجرد وسيلة للعيش، بل هو عبادة يتقرب بها الإنسان إلى ربه، رسالة يؤديها بأمانة وإخلاص، وعهدٌ قطعه الله على الإنسان منذ أن أوجده في الأرض؛ قال تعالى: “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون”.صدق الله العظيم
و قال الرسول الكريم “من أمسى كالا من عمل يده أمسى مغفورًا له”
في كل طلعة شمس، يبدأ العامل يومه حاملاً على كتفيه آمال أسرته، وأحلام وطنه، ماضياً بكل إيمان وإصرار في طريق البناء والنهضة.
وفي مصر اليوم، حيث يعلو البناء فوق البناء، وحيث تمتد المشروعات من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، يصبح للعمل مذاقه الخاص، يحمل بداخله معنى جميل و رسالة حب صامتة للوطن.. رسالة تقول: “نحن هنا، نبني لك مستقبلك بعرقنا وحبنا”.
يا عمال مصر الأوفياء، يا من خطت أيديكم تاريخ هذا الوطن، وأضأت جهودكم دروبه
أنتم القلب النابض لهذه الأرض.
أنتم من علمنا أن العمل ليس مجرد واجب، بل هو حياة وروح وأمل.
أنتم من علمنا أن العبادة ليست فقط في المساجد، بل أيضاً بين آلات المصانع، في الحقول، على الأرصفة، وتحت لهيب الشمس.
يا عمال مصر في عيدكم هذا أقف إجلالاً وتقديرًا لكل ساعة تعب، لكل قطرة عرق، ولكل لحظة عطاء. بكم تنهض مصر، وبكم تكتب غدها المشرق.
فلنجعل من كل يوم عيدًا للعمل نواصل فيه البناء بكل قوة وعزم أكثر من أي وقت مضى حيث تحتاج مصر إلى سواعدنا المؤمنة، وقلوبنا العامرة بالأمل. فليكن عملنا دعاءًا صامتًا، وسعينا صلاة”ممتدة، وعزيمتنا جسرًا نعبر به إلى مستقبل مشرق.
هيا نكمل الطريق.. فالوطن ينتظر المزيد منا، ولن ينهض إلا بأيدينا.
كل عام وأنتم بخير، وكل عام وأنتم تصنعون الفرق.