مقالات

مش هزار ده إنذار بقلم شيماء محمد

نزيف البراءة ما بقاش خيال…

الدم على الأرض من طفل، مش محتال،

والمشهد؟

مش من فيلم… ده من شارعنا،

والمجرم؟

مش غريب… ده من ولادنا.

 

لما طفل يرتكب جريمة،

والضحك يتحوّل لدم وندم،

واللعب يبقى خنق وحكم،

اعرف إن التربية فيها خلل،

وإن السكون سبّب خلل،

وإنه باب اتفتح للندم… وإحنا اللي سكتنا، وإحنا اللي شاركنا.

 

مش أول خبر يهزّ الجدران،

ولا أول جرح في الوجدان،

بس يمكن تكون دي الفرصة قبل الطوفان،

قبل ما يكبر جيل من غير أمان،

جيل شايل غل، وبيتكلم سُم، وبيضحك على الأحزان.

 

طفل اتربى على الصوت العالي،

على الشتم بدل السؤال،

شاف العنف بطولة،

وسمع القسوة على إنها رجولة،

واتعلم إن الجدع هو اللي يوجّع،

مش اللي يضم ويمنع.

 

فين الحضن اللي كان بيروّح؟

فين الإيد اللي كانت بتريح؟

فين الكلام اللي يطبطب،

مش اللي يلسع ويجرّح؟

ولا خلاص؟

بقينا نربّي بعيون مغمّضة، ونسيب القلب يتشرّخ.

 

 

 

مش هزار… ده إنذار

لكل بيت سلّم طفله لموبايل،

ولكل مدرسة بتحفظ حضور وبتنسى السؤال،

ولكل شاشة بتزرع سم،

وتفخّخ كل يوم طفل بكلمة وألم.

 

السكوت دلوقتي مش حياد،

ده مشاركة في الفساد،

وكل طفل بنسيبه يتكسر،

بيرجع يكسّر في اللي حواليه… من غير ميعاد

احفظوا دي:

“الطفل اللي ما اتحبّش حب…

هيحب الغلط، ويمدّ له القلب،

ويكبر شايل عتمة في الروح،

ما يفرّقش بين القسوة والمسامحة،

ولا بين الحضن والجرح،

ولا بين الجدعنة والدمّ المسفوح.”

وصدقوا الحكمة:

“إذا انكسر الطفل في الصغر…

كبر وهو يكسّر في غيره.”

ومن زرع القسوة في قلب طفل…

حصد وحشاً لا يعرف الرحمة… ولا يرحم غيره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى