مقالات

مات الأسد 

بقلم

عبد الفتاح موسي

كان يا مكان في سالف العصر و الأوان أسد يحكم الغابة و كان ذات شأن عظيم جداً يهابه كل الحيوانات في الغابة و كان ايضاً في تلك الغابة فأرا هزيلا ضعيفاً و لكنه كان يتمتع بقدر كافي من الذكاء و الحقد معاً.

كان هذا الفأر اللعين يغار من الأسد و كان يتمنى لو يعكر عليه صفو حياته بل و يتخلص منه إذا سمحت الظروف.

 

و في يوم من الأيام ذهب الفأر الهزيل إلي الأسد و استجمع قوته و قال له بكل ثقة “اعلم أيها الأسد أني سوف أتخلص منك في غضون شهر من الآن ” فضحك الأسد كثيراً ثم قال له “و أنا أوافق أن أمنحك هذه الفرصة أيها الفأر الجوعان ،ولكن إن لم تفعلها في خلال شهر من الآن سوف أسحقك أنا “.

 

وافق الفأر على كلام الأسد و عمت الفكاهة في الغابة أن الفأر يتوعد الأسد و كان كل ما يفعله الفأر في الأسبوع الأول أن يمر من أمام الأسد ليذكره إنه سوف يقتله. 

 

بعد مرور الأسبوع الأول بدأ الأسد يرى الفأر في أحلامه و هو يقتله و بمرور الاسبوع الثاني أصبح الأسد متوتراً جدا ينتظر الغدر في أي وقت .

و في أحد أيام الأسبوع الرابع و الأخير و قبل إنتهاء المهلة المتفق عليها ، جمع الفأر حيوانات الغابة و ذهب بهم إلي بيت الأسد و كانت الصاعقة حينما وجدوا الأسد قد لقى مصرعه بالفعل.

…………مات الاسد ……….

لم يقتله أحد ولكنه مات من الضغوط النفسية التي تعرض لها على مدار الشهر .

 

بأختصار يا عزيزي أنت هذا الأسد الذي تقتله الضغوط النفسية و مشاكل الحياة رغم إنك أيها الأسد إن أحسنت الظن بالله سبحانه و تعالى ستري مشاكلك لا تتعدى حجم هذا الفأر .

علينا يا عزيزي أن نحسن الظن برب الكون كله فهو من يدبر لنا الأمر كله.

 فمهما كانت المشكلات كبيرة و عظيمة فهو سبحانه اكبر و اعظم. 

لا تجعل يا عزيزي تلك الأشياء مهما رأيتها كبيرة أن تعكر عليك صفو الحياة أو تضعف من إيمانك بالله تعالى . 

 

قال الله تعالى: قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ {يونس:31} صدق الله العظيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى