الحب زرعه الآباء مع الإخوة الأقباط، ولن يفرقنا أحد

يكتبها
أسامة شحاته
بداية تهنئتي لقداسة البابا وللإخوة الأقباط في مصر الغالية بمناسبة عيد القيامة وهنا تحضرني قصة زرعها والدي رحمة الله عليه، وبالطبع توارثناها ولم نتغير لحظة. ولذلك فشلت الفتن، لأننا نسيج واحد.
القصة كانت عن والدي رحمة الله عليه، الذي كان مدرسًا بمدرسة شطوره، وكان لديه تلميذ من بين التلاميذ اسمه سمير رياض، ابن عمي رياض، الذي كان لديه محل بقالة فجأة، سمير التلميذ النابغة، من وجهة نظر معلمه، ينقطع عن المدرسة. وبالطبع ذهب ليسأل عن سمير عمّي رياض، فقال له: “يا شيخ شحاته، محتاج سمير معي في المحل.” فقال له: “اترك سمير يا رياض، لأن سمير سيكون له مستقبل.”
واقنعه، وذهب سمير إلى المدرسة، ووالدي يتابعه كعادته، ويتوقع أن هذا التلميذ النابغة سيكون له مستقبل باهر. واعتبره ابنه كما كان يعتبر باقي الطلاب. ولكن ذكاء سمير وشطارته جعلته يهتم به. وتمر الأيام ويحصل سمير على الشهادات، ثم ينتقل إلى أمريكا، وهناك يبدع ويصبح من الشخصيات الهامة في أمريكا
وهنا أتناول شقين. الأول: واجب المعلم تجاه أبنائه الطلاب وكيفية اكتشاف الطلاب المتميزين والخوف على مستقبلهم، وكيف سعى لإقناع والده بعودته إلى المدرسة، لأنها رسالة المعلم وحبه للمتميزين
والرسالة الثانية هي أننا جميعًا نسيج واحد، ولذلك فشلت محاولات البعض في إثارة الفتنة، لأننا عشنا معًا، كلنا يحب الآخر، وعلمنا ذلك الأهل
والآخر أن الأخ سمير وهو في أمريكا يذكر ذلك، بل أحبنا حبًا في والدي الذي سعى لعودته انطلاقًا من خوف الوالد عليه. ولولا عودته للمدرسة ما كان في هذه المكانة
ولذلك أقول نحن نسيج واحد، وهذا ما تعلمناه من الآباء. وهنا أصبحت العلاقة قوية، ولا يؤثر فيها زرع الفتنة وغيرهم فشعب مصر متماسك وقوي، وشاهدنا البابا تواضروس عندما أحرقت الكنائس قال: “نصلي في المساجد.” هذه هي المحبة التي تعيش فينا جميعًا
وأقول لأخواتنا الأقباط: كل عام وأنتم بخير، ومصرنا بخير. وتحية لمن خافوا على الوطن فزرعوا المحبة وجعلونا نسيج واحد، تكسرت على اعتابه أفكار الخونة ومثيري الفتن تحيا مصر.