مقالات

كيف أثرت مواقع التواصل الإجتماعي علي الجريمة وأصبح القتل سهلا

كتب: محمد مهدي

 

وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث تُستخدم للتواصل، التعليم، الترفيه، وحتى التسويق. لكن، كما أن لها إيجابيات كثيرة، لها أيضًا جانب مظلم، يتمثل في تأثيرها على انتشار الجريمة، ورغم الخدمات والتسهيلات التي وفرتها تلك المنصات، إلا أنها تسببت في خلق نوع جديد من الجرائم، فهل يوجد علاقة بين السوشيال ميديا وانتشار الجريمة؟

 

دور وسائل التواصل الاجتماعي في انتشار الجريمة

• سهولة التخطيط والتنظيم للجريمة

تتيح وسائل التواصل الاجتماعي بيئة مثالية للمجرمين للتواصل دون الحاجة إلى لقاء شخصي. يمكن استخدام التطبيقات المشفرة والمجموعات السرية للتخطيط للجرائم مثل السرقة، الاحتيال، أو حتى الجرائم المنظمة.

• الترويج للأفكار المتطرفة

أصبحت المنصات الاجتماعية وسيلة لنشر الأيديولوجيات المتطرفة وتحريض الشباب على العنف. عبر مقاطع الفيديو، المنشورات، والتعليقات، يتم جذب الأفراد وتجنيدهم للقيام بأعمال إرهابية أو إجرامية.

• التنمر الإلكتروني والجريمة الرقمية

التنمر الإلكتروني يُعتبر شكلاً من أشكال الجريمة الحديثة. يتعرض الأفراد، خصوصًا الأطفال والمراهقين، للإهانة والتهديد عبر الإنترنت. كما أن الجرائم الإلكترونية مثل سرقة الهوية، والابتزاز المالي أصبحت شائعة.

• الإتجار بالبشر والممنوعات

استخدم بعض المجرمين وسائل التواصل لترويج الممنوعات مثل المخدرات، الأسلحة، وحتى الإتجار بالبشر. هذه المنصات توفر واجهة سهلة للوصول إلى جمهور واسع.

• الجرائم الناتجة عن التقليد

مع انتشار مقاطع الفيديو التي تمجد السلوكيات الإجرامية، يلجأ البعض إلى تقليدها بحثًا عن الشهرة أو لتحقيق مكاسب مادية.

•ظاهرة إستغلال الأطفال علي السوشيال ميديا وصل الهوس بالمشاهدات الى حد الاستغلال الجنسى للأطفال وانتهاك حرمة الصغار وتعريضهم للوصم والتنمر طوال حياتهم.

•السوشيال ميديا تتسبب في استنساخ وتكرار جرائم القتل علناً وجعل المجرمين أبطالآ حيث قال خبير علم النفس الدكتور جمال فرويز: “إن غياب الثقافة أدى إلى استنساخ الجريمة، ليس هناك إبداع وإنما حالة من التقليد

 

ضحايا السوشيال ميديا بين الحوادث وجرائم القتل

 

حوادث الطرق (2019)

كشفت دراسة بريطانية أن 60% من حوادث الطرق التي تتسبب في الوفاة صاحبتها إصابات خطيرة سببها السوشيال ميديا، حيث تم اكتشاف أن السائقين يقومون بالتحدث والكتابة عبر الهاتف أثناء القيادة

 

شنقت نفسها بدون قصد (2020)

 

الطفلة أنتونيلا البالغة 10 سنوات أقفلت على نفسها باب حمام منزل العائلة، للمشاركة في «تحدي التعتيم» على (تيك توك) مستخدمة هاتفها الخلوي لتصوير أدائها. 

 

دهسه قطار (2020)

 

قضى شاب مصرعه دهساً بقطار في باكستان خلال تصويره مقطعاً بكاميرا صديقه خلال المشي على سكة حديدية بنية نشر التسجيل عبر (تيك توك)، حسب ما أعلن مسؤولون في الشرطة وهيئات الإنقاذ المحلية .

 

الأسباب التي ساعدت على هذا الانتشار

• عدم وجود الخصوصية : تُعرض الكثير من المعلومات الشخصية على الحسابات العامة، مما يسهل استهداف الضحايا.

• الذكاء الاصطناعي والخوارزميات: تُستخدم هذه التقنيات لتوجيه المحتوى نحو فئات معينة، مما يساعد في انتشار الدعاية الإجرامية.

• الإدمان على الإنترنت: يقضي الناس ساعات طويلة على وسائل التواصل، مما يجعلهم عرضة للتأثيرات السلبية.

كيفية مواجهة هذه الظاهرة؟

 

•يجب تعليم الأفراد، خاصةً الشباب والمراهقين، كيفية استخدام وسائل التواصل بأمان، والتمييز بين المعلومات الصحيحة والمضللة.

 

 

•تحتاج الحكومات إلى تشريع قوانين صارمة تجرم الاستخدام غير القانوني لوسائل التواصل.

 

•يجب على منصات التواصل التعاون مع السلطات لحذف المحتوى المخالف وضبط الحسابات المشبوهة.

 

•تشجيع المستخدمين على الإبلاغ عن أي نشاط مشبوه يساعد في كشف الجرائم ومنع انتشارها.

 

 

وسائل التواصل الاجتماعي أداة قوية لها فوائدها الكبيرة، لكن إذا أُسيء استخدامها قد تتحول إلى بيئة خصبة للجريمة. علينا أن نكون واعين بمخاطرها ونعمل معًا لمواجهة التحديات التي تفرضها. التوعية، التقنية، والقوانين هي المفاتيح الرئيسية لحماية أنفسنا ومجتمعنا وعلي الرغم من أنها كانت طوق نجاة للعديد من البشر في أغلب الأوقات، حيث ساعدت على عثور أشخاص على ذويهم، والتعرف إلى الأخبار والأحداث بشكل أسرع، ووسيلة دخل مربح لآخرين، إلا أن الجانب الآخر منها خلف حوادث وضحايا وجرائم قتل.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى