
رمد المنصورة تطلق أول تطبيق ذكي لرصد اعتلال الشبكية لدي الأطفال المبتسرين
في خطوة جديدة نحو التحول الرقمي في القطاع الصحي، أطلقت مستشفى رمد المنصورة تطبيقًا ذكيًا هو الأول من نوعه على مستوى مستشفيات الرمد الحكومية، لرصد ومتابعة حالات اعتلال الشبكية لدى الأطفال المبتسرين، وذلك ضمن مبادرة «رؤية أمل»، التي تستهدف الكشف المبكر عن مضاعفات البصر لدى حديثي الولادة.
وأوضح الدكتور تامر مدكور – وكيل وزارة الصحة بالدقهلية، أن التطبيق يمثل نقلة نوعية في متابعة الأطفال المبتسرين، حيث يتيح تسجيل بياناتهم إلكترونيًا من الحضانات الطبية بدقة، ويحدد التوقيت الأمثل لفحص كل حالة وفقًا لمعايير طبية دقيقة، كما يقترح الإجراءات العلاجية المناسبة لكل طفل ويوثق مراحل العلاج إلكترونيًا، مما يسهم في تحسين فرص التدخل المبكر وتقديم الرعاية الطبية المثلى.
وأشار الدكتور أحمد البيلي – وكيل المديرية للطب العلاجي، إلى أن التطبيق يأتي ضمن جهود الوزارة لتعزيز التحول الرقمي في القطاع الصحي، وهو ما يسهم في تحسين جودة الخدمات الطبية، خاصة للأطفال الأكثر عرضة للمضاعفات البصرية. وأكد أن رقمنة هذا النوع من الخدمات تسهل التواصل بين الفرق الطبية وتسرّع عمليات التشخيص والعلاج، مما يعزز من كفاءة الخدمات الصحية.
من جانبه، أوضح الدكتور أحمد حسان – مدير مستشفى رمد المنصورة، أن التطبيق تم تطويره بإشراف فريق تقني وطبي متميز بقيادة الدكتور محمد معوض، أخصائي العيون بالمستشفى، مشيرًا إلى أن المستشفى وضعت نظامًا دقيقًا لتحديد الصلاحيات على التطبيق بحيث يقتصر استخدامه على الفرق الطبية المختصة، مما يضمن سرية البيانات الطبية ودقة إدارتها.
وأضاف أن المستشفى استقبلت منذ إطلاق المبادرة في منتصف فبراير الماضي وحتى الآن أكثر من 110 حالات، حيث يتم متابعة جميع الأطفال المبتسرين المعرضين لمضاعفات بصرية بشكل دقيق، وذلك بالتنسيق بين مستشفى الرمد وإدارة الرعاية الحرجة، بإشراف الدكتورة بسمة شوكت، مسؤول الحضانات والعناية المركزة للأطفال.
وأكد أن التطبيق الجديد لا يقتصر على التشخيص والمتابعة فقط، بل يسهم أيضًا في تحسين توثيق البيانات، مما يتيح إجراء دراسات وإحصاءات دقيقة حول انتشار اعتلال الشبكية بين الأطفال المبتسرين، وهو ما يساعد في وضع استراتيجيات وقائية وعلاجية فعالة مستقبلًا.
وفي سياق آخر، تمكن فريق طبي مشترك من مستشفيي الجمالية والمنزلة العام من إنقاذ حياة طفل يبلغ من العمر 15 عامًا، تعرض لحادث سير أدى إلى إصابته بقطع غير كامل في الشريان الكبدي الأيمن، مما تسبب في نزيف داخلي حاد كاد أن يودي بحياته.
وتم استقبال الطفل في مستشفى المنزلة العام بعد تحويله من مستشفى المطرية، حيث أظهرت الفحوصات الأولية وجود نزيف شديد بالبطن، ليتم حجزه فورًا بالعناية المركزة وتجهيزه لإجراء تدخل جراحي عاجل.
وخلال عملية استكشاف البطن والحوض، تبين وجود قطع غير كامل في الشريان الكبدي الأيمن، مما استدعى تدخل الفريق الطبي بمهارة عالية للسيطرة على النزيف وإصلاح الشريان المصاب. وأوضح الدكتور أحمد البيلي، وكيل المديرية للطب العلاجي، أن الفريق الطبي نجح في وقف النزيف وإصلاح الأوردة والشرايين المتضررة، كما تم تركيب قسطرة مركزية لنقل الدم وتعويض الفاقد، مما ساعد في استقرار الحالة وإنقاذ حياة الطفل.
وبعد الجراحة، نُقل الطفل إلى العناية المركزة تحت المتابعة الدقيقة، حيث أظهرت الفحوصات استعادة الدورة الدموية للفص الأيمن من الكبد، مما يعني نجاح التدخل الجراحي وتجنب مضاعفات كانت قد تهدد حياته.
وقد قاد الفريق الطبي الدكتور محمد زهيري، استشاري جراحة الأوعية الدموية ومدير مستشفى الجمالية، والدكتور أحمد سعد، مدير مستشفى المنزلة، بمشاركة الدكتور أحمد عنبر، استشاري الجراحة، والدكتور أحمد الدسوقي، استشاري التخدير، وفرق التمريض بالعمليات الذين لعبوا دورًا رئيسيًا في إنقاذ حياة الطفل من مضاعفات خطيرة.
ويؤكد هذا النجاح الطبي قدرة الفرق الطبية بمستشفيات الدقهلية على التعامل مع الحالات الطارئة بدقة وكفاءة، بفضل الجهود المستمرة لتطوير المنظومة الصحية وتقديم رعاية طبية متميزة لإنقاذ المرضى في الحالات الحرجة.