قصيدة في وصف أسماء الله الحسنى
قصيدة في وصف أسماء الله الحسنى
في جنان النور زهر الأسماء
فرح النور يسري في الأرجاء
يا رحمنُ، يا رحيمُ، يا مجيبُ
أنتَ الأمل في أيّام الانكسار
يا حليمُ، يا غفورُ، يا ودودُ
تحت عرش حبك، عند الأقدار
يا أمنُ، يا سلامُ، يا كبيرُ
أنتَ الرزاقُ في كل الأسرار
يا بصيرُ، في ظلم الليلِ تنجلي
والقلبُ يلتمس نورك في النهار
يا جبارُ، يا قهارُ، يا لطيفُ
عندما تعلو البأساء، تتجلى الأقدار
أنشودةُ الشوق ترتلُ بقلوبنا
كلُ اسمٍ لك طيفٌ من الأنوار
أنتَ العزيزُ، وأنتَ الحكيمُ
في كُلّ صبوة يعبرها الأحرار
وفي آياتك يا إله الكون
نسألُك الرحمةَ، الأولادُ والأشجار
يا مُنجي، يا فاطر، يا مُبدعُ
في كل شمسٍ تُشعلُ الأنهار
فاسجد لله بصدقٍ و إخلاصٍ
وافتح القلبَ للرحمة والأسرار
يا من هو أعلى من كلّ هم
أنتَ وحدكَ في ظلِّ الفخار
فاللهم اغفر وارحم واعتق رقابنا
وأدخلنا برحمتك جنان النور والأنوار
عند كل مرية، في كل دعاء
عظيمُ الفضلِ يُجلي كل الأخطار
يا حسيبُ، في الكرم أنتَ المدبرُ
لكَ الفضلُ، يا إلهَ العالمينَ الأوحدُ
أحدٌ أنت، لا شبيه لكَ بين حِصنٍ
تجلى في زوايا الأنفس وقلبُها مُحدَّدُ
يا أولُ، من هو في كل سابقةِ
قدمك تفيض بنورٍ لن يُحَدَّدُ
يا بارئُ، أبدعتَ الكونَ بقدرتكَ
في كل ذرةٍ، فكأنكَ المُجددُ
يا باطنُ، في قلب الليل تزرعنا
وفي نور الفجر نراكَ لا تُحَجَّدُ
يا باعثُ، في الأرواح تشحننا
صوتكَ يدعونا، نحنُ في كنفكَ نُمدَّدُ
يا باقي، في كل شيءٍ تحيا
كل الأسماء عندك يُعَدُّ مُنَشَّدُ
فما لنا سواك يُغني وحدتنا
وأنتَ الحضورُ تحت السقفِ المُحدثُ
إن كانت الأقدار تجمعنا بفرقةٍ
فذُكركَ يرسل النورَ بين الخلدَينِ نُمدِّدُ
فلنسجد لكَ بالصبر وإخلاصٍ
يا رحمةً تتلألأ، عهدًا ليس يُفَصَّدُ
وكل الأسماء تُعزف بحناجرنا
تتوجُّ في قلب مؤمنٍ، عزمًا لا يَضَـعُدُ
ألا يا ذا البديع، بديعٌ في ذاك
تجلاء النور في كلِّ الأركانِ
أنت الأكرم، يا جواهر الأسماء
أنت الحيُّ، أنتَ عزُّ الإيمانِ
الشديدُ، في اللطف، في رحمةٍ
تسري كنسيم الفجر في الذّى
يا محصي الأمور، في العدلِ تـدركُ
عدلاً تذوبُ به كلُّ الأزمانِ
أنتَ القريب، لمن أقبلَ قلوبه
وأنتَ السميع، للأنينِ والآهاتِ
فاغفر لي يا توابُ، وارحم خطايَ
وأنتَ الحفيظ لكلماتي وقصائدي
الرزاق، في أعماقنا، تفيضُ رحمتُكَ
كالأنهرِ في صيفٍ حارٍ بأمانِ
الجليل تعطينا جمالًا ونورًا
يبهَر الناظرين، في كلِّ مكانِ
طُوبى لمن راقبَكَ، وتَبَصَّرَ
بالأسرار في أسماءِكَ العلا
فيا ذي المعارج، صَلِّ على من
أسسَ للخيرِ، وللردى وفا
فاسجدوا لله، وارجعوا لأسمائه
فالعينُ تبكي والقلوبُ تقرعُ
سبحانك يا رب، في ملكوتك
الذي أبدعت، وأحسنت وأوجبت
الواسع، الباقي، فكل شيء هالك
وأنت الباقي، يا رب الخلق
فيا ذا الأسماء، هَبْ لنا من كرمكَ
كي تنجلي الهموم، ونرتقي لعرفان
فلتكن قلوبُنا طاهرةً من الحقدِ
نرحمُ خلقك، ونؤدي العيدان
بفضلِكَ يا ذا الجلال وكلِماتك
نعم الحبيب لمن وُجد في الإيمان
يا ذا النورِ، شتى الألوانِ في قلبه
تجري كالماء، في مداد الـحياة
أنت الجواد، فأغدِق علينا نعمك
أقبل علينا، بحبك وودك دائمًا
يا حسيبُ، في الحساب لك مثالي
فلا تغضب وارفَعْ عَلَيْنا الأمانِ
هي أسماءُكَ تضيء قلوبَ العابرين
فالكلمةُ كالصدى، ترددُ للزمان
أيا من في السماء مغمورُ،
ترى الأنوار في الأسماء تَسيرُ
أنت الواحدُ، في الوجود عجيبٌ،
ربُّ العرش والأدوار كثيرُ
الرحمنُ، نعمةُ لا تُحصى،
إن في الأفقِ شمسكَ المستنيرُ
الرحيمُ، ملأ الأرض رحمةً،
وفي الأعماق حبكَ يكبرُ نورُ
أنت الملكُ، إكرامكَ دائمٌ،
وفي المليحِ سحرُكَ يفتنُ الزهورُ
العزيزُ، مجدُكَ في العلى عجبٌ،
لا يُجارى في العطاء المسيرُ
الحكيمُ، في القلوب رحمةٌ،
وفي الأقدار حكمٌ تجري الأمورُ
العليمُ، قد علمتَ خفايا،
وعندك أسرارُ الوحي تَكثرُ
الخبيرُ، بالشأنِ خالقنا،
أنت المجيبُ، وفي الدجى سِرُ
الواحدُ، لا شريك لك، وُجدٌ،
وفي الكونِ كل العين لك زُهرُ
المقيتُ، تُسقي العبادَ مهجةً،
أنت السميعُ، دعاءنا يتذكرُ
الغفورُ، استر عيوبَ عبادكَ،
فما لنا في الذنوب، إلا النورُ
الستيرُ، أغثنا من ذنوبنا،
وعلى طاعتكَ ارزقنا، ربي، سرورُ
الجليلُ، في وصفكَ آياتنا،
تتجلى في الفجر، تتقدَّم الأمورُ
الحيُّ القيومُ، كل الكائنات لك،
عالمُ الغيب، في كل ما عُرِفَ وجُدُرُ
القدوسُ، طهر قلوبنا من الهموم،
وأنت الغنيُّ، لا حاجةً تُذكرُ
الهادي، في دروب العبادِ سِر،
بصائرنا لك، يا من بيدكَ الفِكرُ
أنت المجيدُ، في كل معاني الجمال،
فالعطاءُ منكَ، التكريمُ في الحضورُ
الودودُ، أزرع المحبة بيننا،
فلا أحزانَ تعلو، ولا أوجاعٌ وندمُ
المعزُ، ترفعُ الأقوام بفضلك،
ففيك الرجاء، والنصرُ يُكبرُ
المعينُ، على المصائب نلجأ لك،
وفي كربات الطريق، تُهدينا السُبلُ
المحيي، القلوب في يدكَ تبحث،
عن الحياةِ الطيبة، في أرضنا الزهورُ
أنت النورُ، في السير بين الظلام،
هديك يكفي، في ليالينا السُرُرُ
الحفيظُ، تحمي عبادك برحمتك،
وفي كل سكونٍ تُسمعُ النجومُ
المتكبرُ، لك العظمةٌ في كلِّ حَدٍ،
صوتُ المجدِ في الأنحاء يُدوي، فعودُ
المجيبُ، دعواتُنا تضاف لمائدةِ الرحمة،
وأنت القريبُ، قربُكَ دائماً يشعُرُ
أيها الودودُ، أزهارُ المحبة تلامس،
وجوه المحبين، وقلوبهم يغمرُ
خاتمةٌ في حبِّكَ تمتد،
إلهي، بكَ العشقُ دائمًُ والنورُ
أسألك يا ربنا توفيقاً تسيرُ،
وبعد العمر اجعلنا في الملكوت نُحررُ
مع تحياتي
إيهاب محمد زايد
القاهرة- دار السلام
العاشرة مساءا
19-12-2024