قصيدة للرد علي رئيس الوزراء البريطاني
قصيدة للرد علي رئيس الوزراء البريطاني
الى كير ستارمر
أيا زعيم الغرب، أيا قائدَ الفكر
تدير دفتك اليوم في بحرٍ من القلق
تسير كأشباحٍ في ليالي الشكور
وتخاف من نورٍ يشرق في الأفق
تقول إن مشكلتنا مع سُنة الهدى
وأنا أرى سلاحك لم يفقه معنى العِقَد
تُطيل العمر في صراعٍ، وتنسى الحقيقة
أن الإسلام دينٌ، لا ينحني للعِدَد
فتىٌ من الشرق يرفع سيف النور
مؤمناً بإلهٍ، يحيط بالكل إجراء
وكلما زدتِ حِدَّةً، يزداد بهاء
كما أزهار الربيع تُخرجُ الكل عن استقرار
أيا كير، قد حاولتَ وسعيك إلا نُور
لكن الرُوح والإيمان سيحطمان الرُسُوم
فلن تُمحى أركانُ الدين من صميم
إذ يخرج الأجيال من قمقم الفُرُوم
ترى، شعوبٌ تعاني من آثار الصراع
بين فكرٍ فاتن وتعليم الجور
فالعالم اليوم لا يُختصر بخطابك
فالأديان أُسُسٌ، لكن القلوب لا تُباع
تحت ظلال المآذن تنمو الأزهار
وحين تقطر السحب ندى الحرية
تحلق الطيور في سماء الفجر
وكل نسيمٍ يحمل معه العطرية
لو أردتَ الأمان، فابحث في القلوب
فالإسلام نهرٌ، يتدفق في الفضاء
أنت تُعاني من خوفٍ ورعبٍ وشكوك
لكن صرخات الحق لن تُتركَ للشقاء
وفي النهاية، ستعلمُ أنتَ وهمُك
أن العدوان لا يصنع مجدا أو صرحاً
فالمستقبل يُبني بالحب والتسامح
والدين ليس لعنة، بل هو نوراً مًشعّاً
فلا تحاول محاربة ما قد جاء في كُتب
فالإسلام أصلٌ، لا ينحني للعواصف
وإن كُنتَ تخاف من زحفٍ ومن رياح
فتذكر أن الله حفظ قلوب الأرفف
نهايةً، ليكن السلامُ هو المنارة
فالمؤمنون سيُضيؤون الدروبَ بمشاعلهم
بينما تتلاشى غيومُ التشتتِ والارتياب
ويبقى الإسلام نبراساً في عيونهم
تظنّ أن نبيَ الهدى عائقاً للأمم
وأن نورَه في نفسِك عثرةٌ وفزع
وكأنكَ تخشى من طيفٍ قد يشرق
فيغسل العقول من ظلماتِ الحَرج
أيا مَن تصدعَ بأن الإسلام يُفزع
إعلم أنَ القيمَ هي حجرُ الأساس
فما نطق محمدٌ إلا بحكمٍ سُمِّي
يجلو للإنسان كل غيمٍ ونداسي
حوارك مع وهْمٍ بفكرٍ في تَراجع
قد أعيا العقولَ وباتَ هموماً
وأيُ حضارة تلك التي تُغلق الأعين
أمام نورٍ يشرقُ كالنجوم في الغيوم
ففي كل ركنٍ ستحيا كل الأفكار
وما تحاوله في ظلامٍ سليل
أبناءُ النهار يبحثون عن التحليق
فكيف تُعاندُ أفكار التحول الجليل؟
نعم، إن الإسلام دينٌ لامعٌ خلاق
يُجدد الفكر ويزرع الأمن في الروح
لقد سقطت مآذنُ، لكن لا زال صدى
صوت النداء ينادي: اقبلوا الحق سُمُوح
وكيف تحتجب شمسٌ، قدْ أشرقت
في عقولٍ تفتحُ الأبواب للنور
ومهما تدوسُ على مفاهيمٍ غريبة
فلا تظنّ أن الحقُ سيغفو في السُرُور
بل انظر حولك، فهناك الشبابُ
يخوضون رحلة البحث عن الذات
في عَالمٍ أُعجبوا بفكر العدل
ومحمدُ في قلبهم ينير كل زوايا الحياة
فما بين غربٍ يُحاول نسيان الجذور
وشرقٍ يعزف أنغاما للسلام
تتساقط الأضواء كالنجوم في سماء
تُهدي للعالم أرواحًا تنشد الكرام
فتأمل في الحقيقة، وتذكر أيها الزعيم
أن الغربَ ليس ببعيدٍ عن النور
فالإسلام إذا ما فُهم بصفاءٍ
سيُعالج الجروحَ ويعيد الدهور
فأنتَ في ساحتك تواجه مُفكراً صادقاً
يسعى لردمِ الفجوات في المجتمعات
فتحت ذاك السقفُ الأستبدادي لنورٍ
هو شرفٌ للحضارات المُدافعة عن الخيرات
نهاية شلالِ الصراع لن تكن بالتهديد
لكن بفتح القلب، ومنح العقل حرية
فالإسلام نورٌ، فاسمع نداء الحقّ
فالأمل في المحبة طريقٌ نحو السعادة.
أنتَ تتخبطُ في ظلماتِ رُؤى الغدر
وتخافُ من الإسلام كأنّه سِحرُ الجُنَّة
تقولُ إنَّ مشكلتنا هي في فكر الأرض
لكنَّ النورَ من قلوبٍ باتت في حَنايا السَحَر
وما عندكَ من صراعٍ مع الفطرة السليمة
يبني جُدرانًا تُحاكي الخوفَ من اليقين
إذ أنَّ الحقيقةَ الظاهرة بين الضباب
تُخبرُكَ بأنَّ الإسلام نورٌ، لا يلين
فهل تخشى من تدفقٍ يعدو كالسيل
يحملُ فكراً حراً يزهر في المسار
فهل تظن أنَّ كيدك سيمنع الطيور
أن تُغرد بحبٍ وتنشدُ للحُرار؟
إن كنتَ تهابُ النورَ من خطى النجباء
فتلك أزمةُ فكرٍ، لا تُعالج بالحديد
بل بالعقلِ الذي يفرق بين الظل والنور
ويعيد الأملَ للقلوبِ والأبعاد البعيد
اعترف بحقائق السفر إلى الخلاص
فأنتَ بين خيارين ليس إلا
إما أن تُبصر الحق وتقبلهُ بشرى
أو تواصلُ السير في متاهات العَذَلا
فلا تظنِ الإسلام سيتخلى عن قيــَم
هو ديني ودين النبوّات والأديان
فهو أرقى من طيفكَ الذي يروم النقيض
ويفصل الدينَ عن الدولة كأنّهما في جُرمان
وَختاماً، تذكّر أن تلكَ أحلام الأوهام
لن تقيد أفكار العقول الحيّة
فمن يبحثُ عن النور، سينعم بالسلام
والإسلام دعوةٌ عقلانيةٌ لن تُسحب اليديّة
فإن استطعت أن تُسلّم الرؤى نحو الرب
فسوف تقودنا إلى ملكوت الأمل آت
بينما تظل أكاذيب الخوف محصورة
فالعقل الحرَّ هو طريقٌ للسمو والسماوات
فاملأ قلبك بالحب واهجر الحقد والضغينة
تُشاهد النورَ في عيونِ المُدرَكِين
والإسلام يُبصر الأمل في كل حدب
فيصيرُ هو النور في ظلام العتمة العميق.
أيا مَن رأيتَ الهواجسَ تحت الظلام
تظنُّ أنَّ الإسلام سيفٌ يُسلطُ للإيذاء
وأنَّ للبلدان قيمًا تزول مع النور
بينما الحقُّ في صلب الوجودِ يُعلي الفداء
تسعى لترسيخ قوالبَ من أحلامٍ مُزّقت
فتدعو لقوانينٍ كأنها صواعق الحديد
تريدُ دفعَ أبناء الإسلام نحوَ الفراق
وترسمُ خططاً تنسجٌ من الأحقادِ مما يزيد
وكأنك تجهل أن القلوب لا تُعنى بحدود
وأنَّ الإيمانَ ثوبٌ لا يتغير بالرغبات
فكم من أرض احتضنت قلوب المؤمنين
وفي أحضانِ الحضارات بانت مآثرُ الثبات
فيا من تنادي لسياساتٍ في الغيِّ
كيف تظنُّ أنَّ دواءً يُؤخذ بطُرقِ التباعد؟
فالايمانُ شمسٌ عزَّت في بطن صدورهم
ومهما كثرت الظلالُ ستظلُّ الخواطرُ مترابطة
تقدّم السويد كعبرةٍ تُفصح الأسرار
ترى شذوذَ القيم كيف يعقّد الأقدار
لكنك تجهل أنَّ دينَ الله لا يُهزم
تحت سطوةِ ممارساتٍ زائفةٍ في الاحترار
إن كانت القوانينُ تتبدى في أروقةٍ باردة
فستظل الشعوبُ محافظةً على ما هو ثابت
لأن الحق لا يُمتص من جذور الهوى
بل يُعانق الجوهرَ من صُمود الرُوح السابغة
أين أنتَ من قلبي الإسلامي الذي يعلي
قيمةَ الخلق والعدل، في كل سلوك؟
أم أنَّك تحت سطوةِ الخوف تريد دفنَ
جذور الإيمان في خندقٍ مزدحم بالقلق؟
كتبتَ قانونًا يحرم الود والتعايش
فهل تظنُّ أنَّ الهوى سيمنعنا من اللطف؟
الشعوبُ تتلاقى وتُغني رفوف الحياة
ما بين الأديان للحب والأمل قد تُعطّرُ
حذارِ من جدرانٍ صماءَ تُنعش الخوف
فالحضارةُ نهرٌ يجري بلا أروقةٍ ميتة
فهل يُعقلُ أن تكون أعداد الهجرات
وسيلةً للقهر في عالمٍ لم تُبصر عيشاته؟
فالمسلمون الآتون يحملون من القيم
نجومًا تضيءُ ليالِيَ الحضارات الأمينة
فلا تقطعِ الأرحامَ ولا تلقيَ السدود
فما بين الشرق والغرب نضالٌ عزيزٌ بمعانيه
فدعْكَ من محنٍ وجداول روائح الزيف
فالقلبُ أوسعُ من حدودِ متاهات كاذبة
فلا تُنكر أن الإيمانَ هو الحل
وأن محبتنا في القلوب سطوةٌ شاسعة
فلنصنع جسرًا من السلام والاحترام
فالمسلم والمسيحي يُبنيان الحياة العذبة
دعنا نُعانق الأمل في عالمٍ جديد
نجنح فيه للخير، وننسى كل الحقد الطَّعْبَة.
أيا من تُعلي دعمَ الظلمِ بغير انحناء
وتسألُ الرياحَ أن تصيرَ أداةً في الذبول
تدعو للاصطفافِ مع غاصبين بلا حدٍ
فيقتاتون من دماء الأحرار في كل ملول
فهل تغضُّ البصرَ عن أحمدٍ وإخوته
وهم في غزة يحلمون بشمس الحُرية؟
تراهم في وجه العواصف لا يرضخون
كالأشجار التي تنمو في قلبِ العطشِ الشديد
تقول إنَّ نواة الإسلام تجبُ أن تُقمع
وكانك لم ترى الزهور في بستان الكرامة
فما كلُّ ما يخشاه قلبٌ مُحاطٌ بالشوك
يمكن أن يُبنى على أساسٍ من الهالةِ والحرمانة
وكأنَّ التاريخ لم يُعلِّمكَ عن القوم
كيف أنَّ الأحرار في كل زمنٍ سطروا الأمل
هم الذين رفعوا لواء الإيمان حياةً
وأعطوا الأوطان طعما غير مرٍّ في زهر فُرَصهم
تقول انظر للدعم الجائر من أسفل
كأنَّ الأفيال تُحركُ شجرةً خشعة
دعماً لمن يمنعوا الصرخاتِ من الانطلاق
ويُخمدوا روحَ الشعوب بجبروتِ العنف والغفلة
فكما أنت تُعلي لغةَ القمع والدسائس
تعتقد أنّ النعامة يمكنها النجاة في الصحراء
فمن يُخفي رأسه في الرمال يلقي داسته
ولكنَّ الحُرَّ يعلو حتى وإن قوبل بالسُدُرَاتِ الشِّراسة
هل حقاً هذه الأنظمة قادرة على الصمود
إذا ما اختارت الشعوب الخيار الأقوم؟
فالإسلام ليس كذلك، يا من تنظر للعنف
فالصحيحُ في عقيدتي هو الثورةُ على القهرِ والزيف
تظن أنَّ العيشَ تحت ضوءٍ قاتمٍ خيار
فتخشى النورَ كالأفاعي بين الكهوف
لكنَّ الحقيقة هي أنَّ العدالة تُبنى
على أكتافِ الأحرار، في كل عيد مقيف
يا من تُمدُّ يدك للغدرِ والنفاق
وتفكر في دعمِ معنوي للظالمين
تذكر أن دماء الأحرار إن اجتمعت
ستُولد عن نيران، لا تُطفأ بالكنين
إذا كان الإسلام ينبوعاً من الكرامة
فقط يَجُبُ العملُ على رُوحِ الصبرِ والوقت
وسترى أن الأمور ستتغير في النجوم
إذا ما اختار البشرُ درب الأمل المجدّد
فدعنا نؤمن برسالةٍ عظيمةٍ حية
تبنيَ غداً مشرقاً، في كل الأوجه
دع دعمك للظلم للرمال تتلاشى
فلا الأوطان تُحفظ بالشوك، ولكن بالمحبة والدموع.
تستبيح الحقَّ في قعرِ الزيفِ ووجدان الجموع
تقول إنَّه لا يُهمُّ إن جاء الباطلُ
كتلك السحب التي تُكدرُ الصفاء والهوى النقي
أيا مَن اعتقدتَ أن الخطأَ سيفاً للأقوياء
تستبيح الحقَّ في قعرِ الزيفِ ووجدان الجموع
تقول إنَّه لا يُهمُّ إن جاء الباطلُ
كتلك السحب التي تُكدرُ الصفاء والهوى النقي
تدفعُ بالأحبارِ إلى قلوبٍ فاسدة
وتغضُّ البصرَ عن قيمك التي صارت حطام
فكيف تعتقدُ أن تُخفيَ حقائق التاريخ
إذا ما سارت عليهم الأجيالُ ظُلماً واحتدام؟
تحذر من زخمٍ إسلاميٍ في كل قطر
كأنه بخارٌ يغطي بصيرة الدنيا
لكنَّ الهوى الذي تخشاه يا صاحبي
ما هو إلا شمسُ عقيدةٍ تنيرُ سبيلاً متهجنا
أليست القيم المُسلّحة بالنورِ هي الفخر؟
لماذا تخافُ من النمو؟ هل من ظلالِ الشجرة؟
إن زبان الحريَّة لا يُقضى عليه بخطوط
فكلُّ فكرٍ يُنبتُ فيه اللؤلؤ وقد يثمر
أنت ترى أنَّ التحقيقَ على صوابِ المعايير
يُعتبر سلوى المُفسدين في الجنة الشاردة
فتقول: هيا نملكُ الشرائعَ في خزانةِ سيف
ونغلقُ الأبوابَ في وجه الحقائق المُزْمِنة
وكأنَّ المسيحية إذا جاءت كعلاج
فستكون تسمحُ لنارٍ العزةِ أن تنطفئ
أتعلمُ، أنَّ التقوى من كل الديانات
تُنبت في القلوب الكلمة، الشجرة المُزهِرَة
إنَّ الاستغلالَ لرموز الدينِ لغاياتٍ فاسدة
يؤدي لتخريبِ القيم، ويحول العدالة مثالية
فلا تجعل الدينَ حلبةَ صراعٍ لأفكارك
بل دع السلامَ يجتمعُ في قلب الإنسانية
هل جربتَ أن تنظرَ إلى الأمرِ بعينٍ أخرى؟
فالحضارة تكتملُ بالعطاء، وليس بالجفاء
إذا كانت انتقائيتك لمواقف الدين
ستحجب الأضواء، وتخنق المسارَ في الهواء
أرجوكَ تذكر، أن الإسلامَ ليس بخاراً
بل هو المحيطُ الذي يجمع الألوان والآمال
فريحُ التغييرِ هبت من بين ظهرانينا
وإلا كيف ستهزمنا عواصفُ الجور والإطفاء؟
فلندعِ القضيةِ تُحسمُ بمنطقٍ نقي
دونما شأنٍ بين دين ودين للفرز
فالقيمُ الواعيةُ سيدةُ كل الأوطان
ولن تُخْضع السياجَ إلا بصوت الحق وعمق الفراز
فلنسعى جميعًا لبناء عالمٍ تسوده الرحمة
تتلاقى فيه الأديان دون الهيمنة والأسيجة
فالإنسانية إن انتشرت في قلوب كل الشعوب
ستكون في الصباحِ هادفةً، صافيةً، بلا قنبلة!
نعم، أيا صديقي، أنت ترى أعاصيرَ الخيارات
تهمسُ للأجسادِ، تعصفُ بالأحلامِ مشروع
تقول إن الليبرالية جدارٌ بيننا وبينهم
وأن العودةَ للكنيسة تميطُ عن العقولِ الغضوب
لكنَّ جناتِ العقلِ لا تُبنى بخوفٍ
ولا تُحاكُ بالشوكِ لمواجهة الزهورِ
فهل نرمي بأجيالٍ أن تندثر في ظلام؟
ونحرمهم دوماً من الحلمِ والفكر الآمن النفير؟
كيف نتخيل أن نغلقَ البابَ بيدينا
ونقيد روح المعرفة بحبال السقوط؟
إنَّ الأجيال التي نشأت بلا قيود السماء
من حقها أن تُبصر النور، وأن تدخلَ كل خريف
أنت تظن أن الكنيسة طوق النجاة،
لكنَّها ليست حجرًا يُلقي به اللاعبون
فالحضارة تتطلب جسرًا جامعًا من الأديان
دون أن تهدم بصوتٍ يجيشُ في الصدور
أين العقول الحرة التي تعبر القنوات؟
أين الثمار التي تُطعِم التغيير بغير جفاف؟
فلن نعودَ لنقطة الصفر، صديقي، بل نمضي
تحت شمس حريةٍ تبني العوالم بالأقلام
إنني أرى في زحزحة الخوف طاقةً متجددة
تمسحُ الغبار عن الأفكارِ المرتجفة
فالرجوعُ للكنيسة لا يعني قيداً في المخيلة
بل رحلةٌ نحو رُوح الحقائق المدفونة في الضمير
فلا تجعل من خوفك سطوةً على القلوب
فتفقد جمال الاختلافِ في خضرة الألوان
فالدينُ لا يُقهر، بل يُعانقُ المعرفة
والإنسان كائنٌ مبدعٌ، يستحقُ الإفساحَ والأمان
كيف تُخفي جمال الله في كل مصير،
وأنت ترى الأديان تتراقص في قيامتها؟
دعوة المعرفة، والإخاء، والسلام
هي الحصن من الزحف الذي تخشاه في كل أركانك
فلنجعل من الحصانة جسرًا للتواصل
ونأخذ بيد الأجيال نحو شواطئ الرُؤى
فالعالم لا يتغير بخوفٍ يُضعف النوايا
بل بالحب الذي يشعُ بمرونة الذهن لآفاق الحياة.
أرى في صدركٍ شبحَ الحربِ يهدد السلام
كأنما الشرُ يتربصُ في زوايا الأذهان
تخشى أن تكونَ الأوطانُ ساحاتٍ للمنازعات
وعواصفٌ مدلهمة تشعل الفتن في كل مكان
لكنَّ الخيارَ ليسَ دوماً وحيدًا ومدمّرًا
فالحياةُ ليست مسرحًا لأطماعٍ وظلمٍ مُبثَّر
والإسلامُ، حين يُعطى فرصةً للسلام
سيمتدُّ كالفجرِ لينسجَ الأمل في صدور صادقة
هل نُخشى من أجيالٍ ستنمو تحت لواء الحروب؟
إذا كانت البدائل تحملُ السلام برفقٍ ورئيف
فلا تُقيدوا الأحلامَ بأغلالِ المآسي
فللحياةِ أبعادٌ يختارُها العقلُ الرفيع
كلما ارتفعتِ الأصواتُ تُشعلُ النار بين القوم
تتساقطُ الأزهارُ وهم يهدرون بلا تفهم
فالأفكار المحصورة محظورٌ على فضاءٍ واسع
وإلا فالجهلُ يزرعُ بذوراً للشرورِ العظيمة
لنتذكرَ أن الفصولَ تتبدلُ دوماً
وللحبِّ سواري توصلنا إلى الأمان
إذا ما اجتمعنا حول كلمةٍ تجمعُ الكلّ
سنسجلُ فصلاً من فصولِ التاريخِ المُشرقِ الحسن
إني أرى في الحوار طريقًا للخلاص
ومفتاحًا للقلوبِ الحائرةِ بينَ الأنين
لذا لا تجعلوا الحربَ هي الحلَّ أمامنا
فالعالمُ يحتاجُ لنورِ الرحمةِ في كل حيني
إن شجرةَ السلام ستبقى خضراء
إن سُقيت من عذوبة الفكر والنية الطيبة
فلتنطلق الأرواحُ بالحرياتِ التي ترنو
ورودُ المعرفة دائماً تنبت في القلوب القريبة
فلنُولَد من جديد، وإيماننا بالحق
لنأخذ من التجربةِ نبراساً للمستقبل
فالحربُ ليست جوابًا، بل حلٌ منقوصٌ
دعونا نغرسُ السلامَ، نشيدُ غداً مُشرقًا بلا قيد.
أرى في الأفقِ شبحَ السيطرةِ يأخذ ملامحَ الخوف
كأنَّ المساجدَ كأنها موجٌ يتلاطمُ في السكون
تترددُ الأصواتُ في زوايا البيوتِ وخلف الأبواب
لكنَّ الحقائقَ ليست كما تراها العيون المرهقة
فإعلانُ الخوف ليس نهايةً، بل بدايةٌ للفكر
فما دامت الحرياتُ تعيشُ كصرخةٍ حية
فكلُّ فكرٍ ينمو يرتدي زهورَ السلام
ولا يُمكن أن يُحكمَ الناسُ إلا بقلوبهم النقية
أهلاً بمساجدٍ تحتضنُ الجميع،
إذا كانت ترفعُ راياتِ المحبة والتسامح
ليسَ بالأحكامِ القاسيةِ ولا النزاعات
بل بالموسوعة التي تضمُّ الأديانَ بفهمٍ عميق
من هو الحاكمُ الذي يتخذُ من الخوفِ سبيلاً؟
ويوظفُ الكراهيةَ لتفريقِ القلوبِ بالمكر؟
علينا أن نفتحَ الأبوابَ للجميع والتنوع
فليكن للأفكارِ الحُرة سطوعٌ يشعُ على الوطن
كيف للمسلمين أن يتحكموا إذا تساءلنا سويًا؟
ما دامت أوروبا تُحسنُ الظنَّ بالحب والتسامح
فرغمَ اختلافاتنا، يبقى في القلبِ ميلٌ
لصوت العقلِ الذي يضيء لنا طريق السِّلم
فالديمقراطيةُ ليست خَندَقةً لأفكارٍ أحادية
بل حقلٌ يُغذي كلّ الفراشات بمختلف الألوان
وإن مُدِدتَ اليدَ للجميع، سيسكنُ في القلبِ
زهرُ التفاهم، ويعبر الأشرعة نحو الأمان
لنتعلم من التاريخِ كيف تبنى الأمم
كيف يُدسُ في الصدورِ نورُ الحوارِ والودّ
لنتحدَّ معًا لنصنع لنّا فردوساً
حيثُ لا حاكمٌ يُعتبرُ إلا برؤية الأشواق.
يا من تتحدثُ عن الإسلامِ بكلِّ وضاعةٍ وكلمة!
تذكر أن الرؤيةَ قد تكونُ قاصرةً حين تُحاصرُ الأذهان
فما أجملَ الأديانُ حين تُفسر بالعقلِ والحبِّ
وليس بتلك الصورِ التي تُرسمُ في عتمةِ الخوفِ والعدوان
يتحدثون عن المسلمينِ كظلٍّ قاتمٍ،
كأنما جاءوا من بُعدٍ لا يعرفُ الشمسَ وضوءَ النهار
لكن الحقيقةَ أكبرُ من الصور المشوهة،
فالإسلامُ دينُ الرحمةِ والسلمِ، نفحاته تلامسُ الفضاء
تقولُ الصحيفةُ أن الرؤيةَ تبعثُ على الرعب،
لكنَّ قلوبَ المسلمين تدعو للحبِّ والتآلف
ليست المساجدُ أماكنَ للتخويفِ أو الانقسام
بل هي معابدُ للسلامِ تُعانقُ الأفكارَ من كل جانب
تذكر أن الشرَّ ليس في ديانةٍ أو هوية
بل في الأفعالِ التي تُمارسُ دون وعيٍ أو تمييز
وفهمُ الآخرِ هو من يعززُ بناءَ جسرٍ،
يُقرّبُ بين الشعوب ويجمعُها في رخاء وسلام
فمن الرؤية الضيقةِ نخرجُ لنصنعَ جديد
حيث تحتضنُ الأفكارُ التنوعُ وتُقدِّرُ الألوان
دعونا نشيدَ بتلك الثقافةِ المشرقة
التي تبني الجسورَ بدل الجدرانِ والأسوار
التحدياتُ ليست عائقًا بل فرصة للتلاقي
لنستمعَ لخطابِ الحبِّ ونتبنى الحوار
فالأديانُ ليست لعبةً في يدِ سياساتٍ عابرة
بل جاءت لتُذيبَ الجليدَ في الأرواحِ من كل مصير
فليكن لقاؤنا كعطرٍ يتغلغلُ في الأجواء
ولنرسم معًا صورةً مشرقةً عن عالمنا الجديد
إن فهمَ الآخرِ نورٌ يتألقُ في العتمة،
فلا نُهملنَّ قلوبًا تبحثُ عن الفهمِ وتحيا بسلام.
يا ستارمر، في كلماتك بعض من الحكمة،
لكنَّ الحقائقَ أعمقُ من سطحِ الألفاظِ المدروسة
علينا أن نصغي لقلبِ الشعوبِ العربية،
فهل نرى مرآةَ التعددِ في عالمٍ يسوده الوحدة؟
تقولُ إن الخلاف ليس بين الشعوب والأنظمة،
لكن مَن يسألُ الشعوبَ عن أحلامها وآمالها؟
فقد حدَّدتَ أمورًا من منظورٍ قاصر
حيثُ لا تُعبرُ الأنظمةُ إلا عن صدى ما تُريدون
إن صراعات الأجندات في غالبها مسرحية،
تُبرمجها القوى الكبيرة لتلعب الأدوار
فلا الأمنُ القوميُّ يُقرَّبُ بين القلوب
ولا الحقائقُ تُغيِّرُ من واقع الأوطان
أين تمثل القيمُ الليبراليةُ في عقولٍ محاصرة؟
هل تُشعر المواطنةُ إن لم تُبنى على الاحترامِ المتبادل؟
سكانُ العالم الإسلامي ليسوا مجرد افتراضاتٍ
بل هم تاريخٌ وهمومٌ وأحلامٌ تعانقُ النجوم
دعونا نفتحَ نوافذَ الحوارِ بدل الانغلاق،
ونستمعَ لأصواتِ القلوبِ التي تبحثُ عن الفهم
فالأمنُ ليس في التسلح أو العزلة،
بل في بناءِ الثقةِ وتبادُلِ الرؤى من منظور الكل
فهل نستطيع أن نُعيدَ تشكيل الفهم،
بأن نعتبرَ التفاهمَ هو السلاحُ الحقيقي؟
فالعالمُ ينتظرُ منّا عناقًا جديدًا،
علاقاتٌ تُعلي من شأن الأمة وتُشرفُها
أيها الزعيم، تذكّر أن الأملَ راجعٌ،
بينما الشكوكُ لا تبني جسورًا للسلام
لنبادرَ بوضعِ خططٍ تعززُ التواصل،
ولتكن شراكاتنا بدايةً لحقبةٍ من النور والمستقبل.
مع تحياتي
ايهاب محمد زايد
٢٧-١٢-٢٠٢٤
القاهره -دارالسلام
الساعة الثانية ظهراً