مقالات

يمكن للجرح العميق في الجلد أن يؤدي إلى تغيرات في بكتيريا الأمعاء

يمكن للجرح العميق في الجلد أن يؤدي إلى تغيرات في بكتيريا الأمعاء
مصر: ايهاب محمد زايد
لا يقتصر الضرر الذي يلحق بالجلد دائمًا على مستوى السطح فقط. توصل بحث جديد إلى أن الجروح الجسدية يمكن أن تسبب مشاكل صحية تتجاوز عمق الجلد، مع وصول التأثيرات إلى الأمعاء.
لقد عرفنا منذ فترة أن هناك صلة بين صحة الأمعاء والجلد، لكن معظم العلماء افترضوا بشكل عام أن الميكروبات الموجودة في جهازنا الهضمي تؤثر على الجلد، وليس العكس.
الآن، وجد فريق بقيادة أطباء الجلد من جامعة كاليفورنيا سان دييغو دليلا مباشرا على وجود محور الجلد والأمعاء في الفئران، مما يدل على أن الأضرار التي لحقت بالجلد تؤدي إلى اختلال توازن دفاعات الأمعاء وتغيير تكوين ميكروبيوم الأمعاء.
هناك العديد من الأعضاء التي تتلامس مع العالم الخارجي، والجلد هو الأكثر وضوحًا. الأعضاء الأخرى، مثل الأمعاء والرئتين، لديها أيضًا حواجز تحدد حدود الجسم وتدافع عنها.
تتكون هذه الحواجز من الأنسجة الظهارية التي تعمل كحراس مسلحين، مما يحد من النمو الزائد للميكروبات المرحب بها (فكر في بكتيريا الأمعاء “الجيدة” التي تتغذى بسعادة على وجبة الإفطار، أو العث غير الضار الذي يقوم حاليًا بتنظيف وجهك بالمكنسة الكهربائية)، ويمنع الغزو من قبل المتطفلين غير المرحب بهم مثل الإشريكية القولونية، وديدان الدم، وفطريات المبيضات.
ومن الغريب أن إصابة أحد الأسطح الظهارية يمكن أن تعني أحيانًا حدوث تغييرات في الأعضاء البعيدة الأخرى في نفس الوقت. على سبيل المثال، تم ربط الالتهاب في الأمعاء بأضرار في الرئتين.
ولاختبار نظريتهم حول محور الجلد والأمعاء، قطع الفريق شقوقًا بطول 1.5 سم (حوالي نصف بوصة) في جلد مجموعة واحدة من الفئران. ثم قاموا بمقارنة برازهم مع براز مجموعة مراقبة من الفئران لمعرفة ما إذا كان هناك أي اختلافات في الميكروبات المعوية للمجموعات.
كان لدى الفئران المصابة المزيد من البكتيريا المسببة للأمراض وعدد أقل من البكتيريا المفيدة في برازها، مما يشير إلى تغير كبير في البكتيريا.
ظهرت نتائج مماثلة من تجربة لاحقة تم فيها تعديل الفئران وراثيا لإنتاج المزيد من الإنزيم الذي يكسر جزيء الهيالورونان (المعروف أيضًا باسم حمض الهيالورونيك، أو HA).
هذه الزيادة في الإنزيم تحاكي جانبًا من إصابة الجلد دون إصابة الفئران فعليًا، وذلك لتحديد الآلية الكامنة وراء الارتباط بين الجلد والأمعاء. يلعب HA دورًا حاسمًا في إصابة الأنسجة وإصلاحها، ويتم إطلاقه محليًا من الطبقة الداخلية للجلد في حالة جرحه أو التهابه نتيجة لحالات مثل الصدفية.
كما عالج الباحثون الفئران لتحفيز التهاب القولون الناتج عن اضطراب الجهاز الهضمي من أجل التحقق من أي علاقة بين تلف الجلد وشدة حالة الأمعاء.
شهدت كل من الفئران المصابة بجروح جلدية وتلك التي تعاني من تلف HA حالات التهاب القولون أسوأ بكثير من المجموعات الضابطة. تلقت الفئران المنفصلة عمليات زرع براز من تلك الموجودة في التجارب الأولية، مما يكشف عن أن قابلية التهاب القولون قد تم نقلها جنبًا إلى جنب مع ميكروبيوم الأمعاء المزروع.
وكتب الباحثون: “لاحظت دراسات سابقة وجود خلل في ميكروبيوم الأمعاء لدى الأفراد المصابين بأمراض جلدية التهابية، وكان من المفترض أن الميكروبات الموجودة في الأمعاء تؤثر على الجلد”.
وعلى الرغم من أن هناك حاجة لدراسات على البشر لتأكيد ذلك، يعتقد المؤلفون أن “هذه النتائج تقدم تفسيرا غير متوقع للارتباط بين الأمراض الجلدية والأمعاء لدى البشر”.
تم نشر هذا البحث في مجلة Nature Communications.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى