كتب اللواء خيري شكرى وكيل جهاز مباحث امن الدولة السابق على صفحته فى الفيس بوك :
طلب مني مدير أمن السفارة الأمريكية في مصر ، منذ ثلاث سنوات تقريباً ، أن ألقي محاضرة للسفارة عن أثر الارهاب على المصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط ، فقلت له : هذا طلب غريب أن يطلب مني ذلك رغم مواقفي المعروفة! فهل سيتحمل السفير وأعضاء السفارة والعاملين بها ، والسادة مديري أمن الشركات الأمريكية بمصر ومنطقة الشرق الأوسط كلامي عن الدور الأمريكي في ملف الإرهاب بالمنطقة ؟ ، فكان رده أن الموضوع عندهم عادي ، بل سوف يقوموا بتحليل كلامك ، خاصة وأن مسؤول CIA بمنطقة الشرق الأوسط سيكون حاضر هذا اللقاء.
تذكرت تلك المحاضرة بعد استقالة وزير الثقافة اللبناني السيد “جورج قرداحي” ، بعد هجوم دول الخليج عليه وسحب سفرائهم من دولة لبنان ، بسبب تصريحه فيما يخص الحرب اليمنية بأنها حرب عبثية.. وقارنت ذلك بما طرحته في محاضرتي وتأكدت من أن الدول الكبيرة “كبيرة” أيضا في تعاملها لأنها تفاعلت مع كلامي رغم شدته وقسوته بالتحليل بل وأهدتني بعد المحاضرة شهادة تقدير من السفارة مع دعوة بحضور الاحتفال بالعيد القومي الأمريكي ، رغم أنني أثناء المحاضرة وجهت لهم سؤال : لماذا تكره الشعوب العربية الإدارة الأمريكية ؟ وكان ردي بالأدلة والبراهين التي عرت الدور الامريكي في منطقة الشرق الأوسط ، بعد أحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١ و حتى تاريخ القاء المحاضرة ، ورغم قوة الحديث الذي شهدته القاعة ، فلم أشهد هجوما بعد انتهاء اللقاء بل شهدت تكريما وتقديرا .. حتى ولو كان ظاهرياً ، هكذا تكون الدول الكبرى سواء نتفق أو نختلف معها .
#ستبقى لبنان .
