البحث عن السعادة

بقلم : عبد الفتاح موسى
ذات يوم من الأيام قرر أحد المعلمين بتلقين تلاميذه درساً من دروس الحياة ولكن بطريقة عمليه ، فأعطي كل واحد منهم بالونا و كان عددهم ٢٥ طالبا وأمر كل منهم بنفخ البالون و كتابة اسمه عليها ثم جمع البالونات و بعثرها بفناء المدرسة و قال لهم الآن علي كل منكم أن يأتي ببالونه على أن يكون ذلك في وقت لا يزيد عن عشر دقائق … و بعد إنتهاء الوقت لم ينجح أي منهم الوصول إلي البالون الخاصة به .
وقتها قال لهم المعلم أن يقوم كل منهم بإلتقاط أي بالون من الفناء و يبحث عن صاحبها و يعطيها له و بالفعل و في أقل من خمس دقائق كان كل تلميذ يحمل البالون الخاص به.
وقتها ابتسم المعلم و قال لهم هكذا تكون السعادة يا أبنائي إذا قام كل منكم بالبحث عن السعادة لنفسه فقط و كانّه يعيش في الكون بمفرده لن يشعر بها ابداً بينما من بحث عنها مع غيره لتكمل سعادتهما معا يصل للسعاده التي يبحث عنها
لذلك يجب ان يعلم كل منكم أن سعادة الآخرين لا تقلل من سعادتك ابداً
العالم يموج بالمنافسة والصراعات، يعتقد البعض خطأً أن ازدهار الآخرين قد يكون على حسابهم، أو أن سعادة شخص آخر تعني نقصانًا في سعادتهم.
لكن الحقيقة أن السعادة ليست موردًا محدودًا يُقتسم بين الناس، ولا الرزق كعكة يتقلص حجمها كلما أخذ منها أحد. على العكس، فإن الفرح الذي نمنحه أو نشاركه مع الآخرين يعود إلينا أضعافًا، والرزق مكتوب لكل إنسان، ولن ينقص منه شيء بسبب سعي الآخرين.
السعادة تنمو بالمشاركة, فتصور أن لديك شمعة مشتعلة، وقمت بإشعال شموع أخرى منها، هل ينقص نور شمعتك الأصلية؟ بالطبع لا، بل يزداد المكان إشراقًا. كذلك هي السعادة؛ عندما تفرح لإنجاز صديق أو نجاح زميل أو حتى لسعادة شخص غريب، فإنك تفتح قلبك لمزيد من الفرح.
الحسد والمقارنة هما ما يسرقان منا السعادة، بينما الرضا والامتنان والمشاركة هم مفاتيحها الحقيقية.
و ايضا الرزق بيد الله وليس على حساب أحد يعتقد البعض أن فرص النجاح محدودة، وأن نجاح شخص ما يعني بالضرورة تقليص فرص الآخرين. لكن الحقيقة أن الأرزاق مقسمة بحكمة إلهية، وكل إنسان يأخذ نصيبه المقدر له. السعي مطلوب، لكن القلق من أن يأخذ غيرك رزقك هو وهم يبدد الطاقة الإيجابية ويزرع الخوف بدلاً من العمل الجاد والثقة بالله.
ثق بأن الخير يتسع للجميع: الكون مليء بالفرص، وهناك مكان لك ولغيرك لتحقيق أحلامكم.
اجتهد واسأل الله البركة: فالبركة في الرزق والسعادة لا تأتي من كثرة ما نملك، بل من الشعور بالاكتفاء والطمأنينة.
السعادة هي طاقة متجددة تنمو كلما شاركناها، وكذلك الرزق ليس تنافسيًا، بل هو رزق مقدر بيد الله.
فلنفرح بسعادة الآخرين، ونسعى للرزق بقلوب مطمئنة، لأن الخير الذي يتمناه الإنسان لغيره يعود إليه بأجمل الطرق