مقالات

سد النهضة. وقرب النهاية

بقلم:-اسامه شحاته

مصر تفعل كل شئ سلمى قبل استرداد حقنا ووزير الخارجية وشعب مصر نفذ صبرهم والسؤال ماذا قال مندوب فرنسا فى مجلس الامن لوزير خارجيتنا

لا يوجد لدى المجلس الكثير الذي يمكن أن يقوم به حول هذه القضية، ولا نملك سوى جمع الفرقاء الثلاثة وعرض مخاوفهم وحثهم على استكمال المفاوضات، فالمجلس ليس لديه الخبرة لتحديد كمية المياه التي يجب حصول كل دولة عليها

‏ «فرنسا» هي الرئيس الحالي لمجلس الأمن ،، ولاحظ كمان ان «فرنسا» بالذات هي أكتر دولة عارفة دبة النملة في أفريقيا بحكم ماضيها الاستعماري وبحكم نفوذها الحالي في القارة الأفريقية

‏واضح جدا ان المجتمع الدولي بيدفع في اتجاه عمل عسكري في المنطقة، لأن العالم كله بينتظر هذه الحرب ويترقب نتائجها باعتبارها ستكون أول «حرب ميــاه» في التاريخ المنظور، لأنها سوف تؤسس لقواعد جديدة تماما في القوانين والأعراف الدولية وفي التوازنات والعلاقات بين الدول

‏فلو انتصرت «أثيوبيا» ونجحت في فرض إرادتها على مصر والسودان، فسيصبح ذلك ليس فقط سابقة قانونية خطيرة، ولكن الأخطر أن كل دول منابع الأنهار العابرة للدول في العالم ستقلدها وستحذوا حذوها، بل وسيتم التأسيس لمبدأ «بيــع» المياه كسلعة استراتيجية شأنها شان النفط والغاز،،

‏وسنرى ساعتها «بورصة ميــاه» دولية تضم كبار المنتجين/البائعين لتتحكم في أسعار المياه كما يحدث في بورصات البترول ، وستكتسب دول المنابع في هذه الحالة قوة سياسية واستراتيجية نابعة من جغرافيتها وليست نابعة من قوتها العسكرية أو الاقتصادية، ،

‏بل وسيظهر”سلاح السدود”كنوع جديد من الأسلحة الاستراتيجية التي يمكن تهديد وابتزاز دول العالم بها،دا غير ان القبول بسياسة فرض الأمر الواقع سيشجع باقي دول المنابع،مثل جنوب السودان وأوغندا وغيرها على بناء سدود أخرى على منابع النيل الأبيض بما سيجعل مصر أسيرة ورهينة لإرادة هذه الدول،،

‏- أما لو نجحت «مـصــر» في إنهاء هذه الأزمة بالقوة الغاشمة، ثم أتبعتها بمفاوضات واتفاقيات ستكون حينها أقرب لاتفاقيات الاستسلام التي يكتبها الطرف المنتصر في الحرب ويفرضها على الطرف المهزوم ، فلن تجرؤ بعد ذلك دولة منبع على التفكير في انتهاج نفس الطريق والسيناريو الأثيوبي.. ‏لأن مصير «أثيوبيا» المظلم سيكون ساعتها ماثلا أمام أعين الجميع .

– نفضها سيرة بقى من متاهة المفاوضات والمباحثات العبثية ، ونتوكل على الله وعلى قوتنا في استرداد حقوقنا والحفاظ على كرامتنا وهيبة دولتنا.. ‏فحتى لو افترضنا فرض هزلي خيالي ان «أثيوبيا» جات بكره الصبح وقالت انا موافقة على جميع طلبات وشروط مصر ، وحتى لو تم توقيع عشرات الاتفاقيات الملزمة للأحباش في قاعات الأمم المتحدة وشهد عليها الخمسة الكبار في مجلس قيادة العالم ، فليس معنى ذلك زوال التهديد الوجودي لأمننا القومي ،،

‏لأن مجرد وجود هذا السد في حد ذاته هو مصدر تهديد دائم ومباشر للأمن القومي المصري ووجوده مرفوض تماما بغض النظر عمن يتحكم فيه، لأن فكرة ان مصيرك يبقى في إيد دولة تانية و إرادتك تبقى مرهونة بإرادة ناس تانيين هي فكرة مرفوضة من الأساس،،

‏لذلك ، لابد من ضرب هذا السد تحت أي ظرف ورغم أي تداعيات، ولابد أن تكون ضربتنا واضحة وقوية ومزلزلة وفيها استعراض للقوة بكل مقوماتها .. لابد أن نعلن عن قوتنا ونفرض سطوتنا وهيبتنا في الإقليم، وإلا ستتجرأ علينا كل كلاب السكك ولقطاء التاريخ وغرباء الجغرافيا،،

‏يعني مش هيبقى لينا مستقبل ولا وجود ،، فضرب مصر للسد الأثيوبي معناه ترسيخ مكانة وهيبة مصر كقوة عظمى في الإقليم ، وهذه الهيبة والمكانة تتحقق في الجزء الأكبر منها باستعراض العضلات و القوة العسكرية والقدرة على الحسم العسكري وقت اللزوم،،

‏أما تركه والخضوع لإرادة الأحباش فمعناه ميلاد «أثيوبيا» كقوة إقليمية عظمى وعملاق أفـريــقــي يتربع على عرش القارة بعد أن نجح في التحكم في روح وحياة أكبر دولها وهي القاهرة ، ولابد قبل ذلك وبعده من تأديب العبـــ&ـــد الحبــ&ــشي الآبق بضربة موجعة ترجعه مئات السنوات للخلف،،

‏عشان كل صعلوك متطاول يعرف حجمه وكل قرد يلزم شجرته ، والكل يعرف ان المنطقة دي ليها كبير ، والكبير ده لما بيزعل بيتغاشم بالجامد وبيطربقها على دماغ الكل ،،

‏وكما قالها من قبل العبقري الدكتور.. جمال حمدان:
مصر اليوم إما القوة أو الإنقراض ، إما القوة و إما الموت ، فإذا لم تصبح مصر قوة عظمى تسود المنطقة بأسرها ، فسوف يتداعى عليها الجميع يوما ما “كالقصعة” .. أعداء و أشقاء و أصدقاء .. أقربين و أبعدين ،،

‏عموما الدولة المصرية عارفة كويس من البداية ان دي هي النهاية المنطقية والمتوقعة للمسار الديبلوماسي وقارية المشهد من زمان وعامله حسابها لكل حاجة وبتتحرك في كل مرحلة طبقا لما يلائمها من أدوات ،،

‏وعشان احنا خلاص استنفذنا كل السبل والحلول السياسية زي ما قال الوزير سامح شكري ، هنلاحظ ان لهجة الديبلوماسية المصرية اتغيرت جدا في الكام يوم اللي فاتوا واتجهت لما يعرف بـ تخشين القوة الناعمة، وأصبحت أقرب لبيانات حرب منها لبيانات ديبلوماسية،،

‏الكلام ده معناه أننا خلاص جهزنا نفسنا وفي انتظار صافرة البداية مش أكتر ..

والله الموفق والمستعان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى