الواقع ومرارة القادم


يكتبها
أسامة شحاتة
بداية، هذه الكلمات تخرج بعد تفكير طويل في الواقع الذي نعيشه، وهذا يجعلنا لا نَعِد بشيء إلا إذا كانت عوامل تحقيقه كبيرة.
الشعب عاش ثورتين، وعذابًا لم نشهده من قبل سلّم المشير طنطاوي، رحمه الله، الإخوانَ الحكمَ وهو يعلم أنه شعب عصيّ، وظهرت التفرقة بين الأتباع والمواطن غير المنتمي للجماعة.
ثار الشعب على الظلم، وعلى ضياع الاحتياطي النقدي الذي تركه مبارك، رحمه الله
توالت المناصب على الإخوان، وأصبحت العشوائية في الإدارة هي السِمة السائدة
وتوالت الطوابير على البنزين، والسهر حتى الفجر لتموين السيارة، ونفس الشيء في السولار والأسطوانات وغيرها
هذا ما جعل الشعب يخرج ليسترد البلد قبل فوات الأوان، والشعب قوي وقادر
وجاء دور ترميم المنزل، بداية من تولي المستشار عدلي منصور رئاسة الجمهورية لتسيير الأعمال، ثم انتخاب الشعب للرئيس السيسي، والكل يعلم أنه رجل المرحلة، وضابط مخابرات لديه معلومات
جدد البنية التحتية المتهالكة، وأسس المدن الجديدة، وقناة السويس الجديدة، ومليون ونصف فدان زراعي، وغيرها من المشروعات التي نُفذت في وقت قياسي
ولو وُضع ذلك في برنامج انتخابي مسبق، لكان من الصعب استيعابه
ثم تقلبت الأوضاع، وقالها الرئيس صراحة القيادات الموجودة أمامكم ليست الأفضل في مصر
وهي رسالة تقول إن هناك قيادات قد تكون بعيدة عن صاحب القرار.
ومن هنا لاحظ الشعب أن الحكومة أصبحت مثقلة بالأعباء، وغير قادرة على إدارة الأزمات العديدة التي نمر بها
فمثلًا هل يُعقل أن تكون مصر، التي تحارب وتتعرض لضغوط، تعتمد كل اتصالاتها وتشغيل الرقمنة من خلال سنترال رمسيس؟
هذا السنترال اقترب عمره من 100 عام! لابد أن يكون سنترال الأوبرا بديلاً، ومع بناء العاصمة الإدارية، هل فكرنا في وجود سنترال جديد؟
أين إدارة الأزمات؟ هذه واحدة
الثانية: الموت المنتشر على الطرق التي لم نكن نحلم بها
الثالثة: ارتفاع الأسعار بطريقة عشوائية، فأين وزارة التموين وهيبتها؟ وأين المحافظين؟
هناك أشياء لابد من وضع حلول لها
هل يعقل، مثلًا، أنه إذا كانت هناك شركة عالمية ولها شركاء مصريين، وعند تحديث حسابها في البنك الأهلي، تحتاج لاستدعاء الأجانب للتوقيع؟
هل يحدث هذا في دول الرقمنة ؟
رابعًا: تدني مستوى العلاج والمستشفيات الحكومية أصبحت خاوية، تطلب من المريض شراء كل شيء ومن الذي يذهب للعلاج في المستشفيات الحكومية، يا سادة؟
خامسًا: اختيار ممثلي الشعب في الانتخابات النيابية.
هل أصبحت القاعدة الآن هي اختيار رجال المال؟ وعلى استحياء، يتم ضم بعض الشخصيات لاستكمال “الديكور”.
نعلم أن المجالس النيابية لم يعد لها دور كبير بعد قيام الدولة بتوفير الخدمات من خلال مبادرات مثل “حياة كريمة”، وغيرها،
ولكن، رغم ضيق العيش، نختار شخصيات لا يقبلها الشارع.
والسؤال هل دوركم هو فضّ الاحتقان، أم زيادته ونحن نحارب من دول عديدة تريد النيل من مصرنا
وهناك مشكلات ملحّة فتحت الأبواب أمام من يحاولون محاربتنا، وأصبح الأمر سهلاً، لأننا نلقي الكرة في ملعبنا.
وأقول للإعلاميين: انزلوا إلى الشارع وناقشوا المشكلات، بعيدًا عن التلاعب بمشاعر الناس، التي جعلت كثيرين يرفضون مشاهدتكم
ولإرضاء الشعب، لابد من علاج جذري لما ذكرناه سابقًا.
هذا هو الواقع الذي نعيشه
أما مرارة القادم، فهي الأخطر.
الكل اتفق علينا، وشاهدنا إعلامًا وكُتّابًا في بعض الدول يهاجموننا، وبالطبع لا يمكن لأيٍّ منهم أن يكتب شيئًا إلا بعد الرجوع إلى “سيّده”.
كل الدول من حولنا ملتهبة: ليبيا، السودان، غزة، لبنان، وأخيرًا ما حدث في إيران، وفشل إسرائيل في تنفيذ عمليات داخلها
وأعتقد أن فشلهم في الوصول إلى المفاعلات جعلهم في حيرة.
وأيقن هؤلاء أنهم يخشون الحرب مع مصر، التي لا تبعد عن تل أبيب سوى بضع كيلومترات، وليس آلاف الكيلومترات كما كان الحال مع إيران.
الاستعدادات المصرية متواصلة، لأننا نتوقع أي شيء في أي لحظة، وخوفهم من دخولنا معركة معهم وتدميرهم جعلهم يفكرون في سيناريو آخر
هدم البلد من الداخل، ومن خلال أبنائها.
استغلال الخلايا النائمة، وتنشيطها، وإحداث حرائق، وانتشار حرب الشائعات، وعودة فيديوهات قديمة من أيام الثورة
ولذلك، أرجوكم، راجعوا كل شيء بدقة قبل مشاركة ما ينشروه.
وضرورة اليقظة
ولا ننسى ما ذكرناه سابقًا بخصوص الحكومة والاختيارات، سواء في الوظائف القيادية أو المجالس
لأننا لابد أن نقف خلف القائد الذي يعلم الله ما يعيشه من ضغوط، لمواجهة هذه المخططات الكبرى لهدم الوطن، والتي يركّزون عليه الآن باستخدام كل الوسائل
وثقوا أننا نعيش في أمن وأمان، ومهما كانت الحياة صعبة
فوجودك نائمًا في منزلك، وعندك قوت يومك، كأنك ملكت الدنيا بحذافيرها
وأخيرًا: حافظوا على نعمة الوطن
وانظروا لمن يعيشون حولكم.
وهنا نقول الحمد لله، ونقف صفًا واحدًا خلف قيادتنا السياسية وجيشنا وشرطتنا وتحيا مصر.



