مقالات
شخصيتك سلوك طفلك

بقلم : رشا أحمد سويلم
أخصائية الصحة النفسية- مدرب معتمد
أهلا بيكم مجددا في مقالات أنا وطفلي بصحة نفسية سليمة هنا هنكتسب ونتعلم مجموعه من المعارف والمهارات والقيم من اجل التمتع بالصحة النفسية للطفل والاسرة جميعا.
تساؤلات عديدة من الامهات ومنها علي سبيل المثال……
هل شخصيتي تاثر علي سلوك طفلي وتجعله يكتسب نفس الشخصية ؟
الاجابه عليكي “نعم” علشان كده تعالوا معي نتعرف علي شخصيات السته للامهات وتأثيرها علي شخصية الطفل
هنا في الجزء الاول سوف نتناول 3 شخصيات وكالتالي ….
1- شخصية الأم العصبية والمتوترة:
الأم الاندفاعية الشديدة في ردود فعلها، فهي تثور لأتفه الأسباب، وما بالك بالطفل الصغير الذي يتميز بفرط حركته وتساؤلاته وأخطاؤه الكثيرة، ما يجعلها تتعامل معه دائمًا بالصراخ والعصبية، فيفاجأ الطفل من رد فعل الأم الغريب، وهو لا يفهم لماذا تصرخ هكذا طوال الوقت. تنقل الأم لطفلها لا إراديًا هذه الصفة، فيجد الطفل والدته منذ صغره دائمة الصياح والتعصب وتبالغ في حدة صوتها، ومع بدء تطور الطفل وفهم ما حوله نجد أن صوته مرتفع مثلها لا يعرف إلا الصياح حتى في أوقات لعبه يرتفع صوته بالصياح بشدة، وعندما يكبر سيكون مثل والدته دائم العصبية صعب التعامل معه، ولا يقتنع إلا بما يرى ويعبر دائمًا عن غضبه بالبكاء الشديد أو ضرب الآخرين أو تكسير الأشياء.
2- شخصية الأم الحازمة:
الحزم لا يعني القسوة، ولكن يعني إدارة الحياة بالشكل الجيد وبما هو لازم وما هو نافع، فلن يكون الحزم مجديًا لو لم يمزج بالحب والحنان، وعلى الأم أن تفرق متى ينبغي تطبيق الحزم أو الليونة في قراراتها مع أبنائها، فالأم تحتاج للحزم مع أطفالها منذ الصغر ومع بداية فهمهم، فهي تتمسك بالحزم عندما تأتي مواعيد نوم أطفالها أو أنواع الطعام الذي يتناولونه أو عندما يرغبون في شراء أشياء ليسوا بحاجة إليها أو متكررة عندهم أو عند أداء العبادات أو الواجبات أي هي تطبق الحزم لمصلحتهم ولتنمية شخصياتهم بطريقة صحيحة. عندما تكون الأم حازمة، فهي بذلك ستؤثر في نشأة أولادها على احترام مبادئ الانضباط والالتزام، ويصبح ذلك من عاداتهم الشخصية وتبعدهم عن الكسل والفشل والتهاون في أداء الواجبات، وتصنع منهم شخصيات رائعة ذات هدف في الحياة قادرة على اتخاذ قرارات سليمة في حياتهم بعد ذلك.
3-شخصية الأم المفرطة القلق:
هي الأم التي يسيطر الخوف والقلق على معظم تصرفاتها، ويزيد هذا النوع من القلق بعد إنجابها، فهي تخاف على طفلها من كل شيء وأي شيء، تخاف أن يحمله والده أو أي شخص غيرها، وعندما يكبر طفلها قليلاً فهي تخاف عليه من اللعب مع أطفال آخرين حتى لا يؤذونه ويزيد هذا الخوف عندما يكبر ويذهب للحضانة أو المدرسة فهي تخاف أن يقع.. ألا يأكل طعامه.. أن يمشي بمفرده.. أن يفشل.. فيصبح الخوف والقلق هي مشاعر مرافقة لها دائمًا. غالبًا ما تنقل هذه الأم للطفل الشعور بالخوف دون أن تدري بذلك، فالطفل بطبعه يحب التجربة ولا يخشى أي شيء ولا تنمو فطرته بهذا الشعور بل إننا من نزرعه بداخله، وهذا الشعور بلا شك يؤثر سلبًا على نفسية الطفل فينمو الطفل بشخصية ضعيفة ومترددة ويكون فاقدًا للثقة بالنفس ويشعر دائمًا بالخوف وليس لديه قدرة على اتخاذ قرارات صائبة.
وإلى اللقاء للجزء الثاني فى مقال الأسبوع القادم حيث نلتقى أسبوعيا بمقالات تهمك وتهم طفلك .
كل التحياتي والتقديري لكم .



