بعد ساعات عصيبة وطويلة من التواجد داخل البدروم كونه شاهد على الحادثة خرج أحمد حامد وقد كسى التعب والحزن ملامحه، ليتوجه سريعًا إلى دورة المياه ويغسل وجهه الشاحب علّه يخفف من أثر الصدمة، يأخذ العامل الأربعيني نفسًا عميقًا ويقول: “العامل ده تبع شركة خارجية بيعملوا ترميمات في البدروم تحت عشان بيبنوا مدرج جديد يستوعب عدد الطلاب”، مشيرًا إلى أن العامل الشاب وشقيقه يعملان بالقسم منذ شهور، إلا أنه صباح اليوم أخطأ في المكان الذي يجب عليه تنظيفه وتجهيزه لبدء العمل ليقوده حظه العاثر إلى التواجد في مكان هبوط المصعد الكهربائي والذي تحرك من تلقاء نفسه دون أن يستخدمه أحد موضحًا “اللي عرفناه إن الأسانسير مفيهوش أمان”، ولم تمر دقائق حتى سقط المصعد فوق رأسه مباشرة ليفقد الشاب العشريني حياته بموتة شنيعة تهشمت معها عظام جمجمته.
وفي إحدى الممرات التي تفصل بين غرف أخذ العينات بالطابق الأول التي خلت من الطلاب والمرضى على غير العادة، وقفت إحدى الطبيبات التي رفضت ذكر اسمها بالقرب من السلم المؤدي إلى الطابق السفلي وقد بدا القلق على ملا محها، تقول: “كنا قاعدين بنخلص شغلنا وفجأة سمعنا صوت خبطة جامدة وصويت جرينا كلنا على مصدر الصوت وزمايلي نزلوا قبلي وقالولي اللي حصل بس أنا مقدرتش أنزل”، وتتابع الطبيبة أن أغلب من شهدوا الواقعة سيطرت عليهم حالة نفسية سيئة قبل أن يسمح لهم مسؤلو القسم بإمكانية مغادرة المكان وانتهاء يومهم الوظيفي.