عملاقان في الطريق للتقاعد

يكتبها
أسامة شحاتة
الحديث عن قلعة بترولية شهدت عظماء، كان كل واحد منهم مدرسة تدرس، ولكن الأيام تمر والسنوات تمضي والأجيال تتغير من جيل لآخر. وأعود لهيئة البترول التي ما زالت حتى هذه اللحظة هي أم القطاع، مع احترامي للشركات القابضة الأخرى. ورغم أن المهندس سامح فهمي، وزير البترول والثروة المعدنية، كان يهدف إلى استقلال هذه الشركات عن هيئة البترول، فإن الأيام لم تمهل الوزير، فأصبحت الهيئة الأم والقابضة أبناء، وما زال الاشتباك قائمًا. عمومًا، لابد من الفصل فصلًا كاملًا، وأعتقد أن هذا يتطلب من القيادات الوصول إلى قرار للفصل.
وأعود للهيئة والعملاقين الذين سيخرجان في الشهر القادم للتقاعد، والاثنان أعطوا لهذا القطاع الكثير على مدار خدمتهما في قطاع البترول، وهما اللواء عمرو الشربيني نائب رئيس هيئة البترول للأمن والسيد حسام التوني نائب الإداري بهيئة البترول. ورغم بعض الانتقادات التي وُجّهت للسيد حسام التوني في بداية تعيينه، إلا أنه نجح نجاحًا باهرًا، وظهرت شخصيته القوية وقراراته التي جاءت في وقتها. ولذلك أقول إن الرجل كان صادقًا مع نفسه ومن هنا احترمه الآخرون، وحفر اسمه في هذا المكان الهام الذي يعد رمانة الميزان داخل هيئة البترول. وبالطبع، اختيار البديل يحتاج لمواصفات معينة لهذا المكان المهم. عمومًا، التوني أعطى وبذل قصارى الجهد، وكان يعلم كل كبيرة وصغيرة عن معظم العاملين في الهيئة ومستويات كل واحد، وهذه موهبة قد لا تكون موجودة عند كثيرين.
وأعود للصديق اللواء عمرو الشربيني، الذي بذل قصارى الجهد ونجح في إصلاح الكثير داخل شركات القطاع بهدوء، ومعالجة الأخطاء دون أن يشعر الآخرون، وأعاد للأمن هيبته، وتعامل مع كل المستجدات بحكمة. عمومًا، جاء اختيار اللواء محمد فراج مساعد إيجاس للعلاقات الحكومية مساعدًا للأمن بالهيئة في وقته، والرجل عاش داخل شركة قابضة كبيرة، وقادر على إدارة الأمور، وسيكون خير خلف لخير سلف. وتحياتي لمن أعطى، ومهما كرمناهما فعطاؤهما وجزاؤهما سيكون من عند الله. تمنياتي لهما بالتوفيق في القادم، وأن يمن الله عليهما بالصحة والستر، وأن يبارك لهما فيما أعطاهما. والله الموفق والمستعان.