نعيش فى زمن البالونات

بقلم: محمود جاب الله
اصبحنا نحن نعيش في زمنٍ اختلطت فيه المفاهيم، وتشابكت الأولويات، حتى أصبح الناس يهرعون خلف ما لا يُسمن ولا يُغني من جوع. ولعل أبلغ الأمثلة على ذلك، ما نراه من هذا الانشغال الكبير بكرة القدم، وما يصاحبها من مشاعر عارمة بين فرحٍ جنونيٍ وحزنٍ عميقٍ، وكأن مصير الأمة بات في أقدام اللاعبين! .بعيدا عن الصراع السلبى بين مشجعى الاهلى والزمالك حتى اصبح تشجيع اى نادى منهما عقيدة وتحزب ابناء الشعب الواحد ضد بعضهم البعض حتى الاخوات فى البيت الواحد وهذا اكبر تقاعس يحدث للمجتمع المصرى تخيل لعبة تسبب كل هذا العبث ؟!!،بدلا من ان تكون هذه اللعبه وسيلة ترفيه لمن يحبها ولا تزيد حجمها عن ذلك اصبح المشجع يقدس لاعب ناديه الذى يقوم بالانتماء إليه . وللاسف هذا اللاعب متوسط الفكر والعلم والثقافة. فلا يستطيع ان يقاوم هذا التغيير الكبير ماديا و اعلاميا . للاسف نصنع منه انسان مسعور لايشبع وهنا تكمن الخطورة الاجتماعية بتميزه عن نخبة المجتمع مثل العلماء والأطباء والمهندسين والمعلمين ، وكل فرد يعمل وينتج فى هذا البلد هو أهم وانفع من هولاء الاعبين ، لا تقول هذا رزقه لانه يملك موهبة اللعب بهذا المنطق هناك ملايين يملكون موهبة ولكن موهبة جبارة فى العمل وليس فى اللعب ورغم ذلك ليس هناك عدل فى توزيع الثروة فى بلد فيها موهوبين فى مجالات كثيرة لايملكون شيء ويعيشون بالكاد هذا خلل اجتماعى وهذا يسبب الفتن حتى اقتصاديا يؤثر سلبا على المجتمع فنظرة الناس للرقم الخيالى الذى يتقاضاة اللاعب يجعل قيمة الفلوس فى نظرة الناس نظرة سلبيه قيمة الجنيه تقل ويعطى المغالاة فى البيع والشراء لان نظرة الناس لما فى ايديهم من فلوس نظرة متدنيه لا تشبعه وهذا لا شك احد اسباب التضخم مع سلوك الرفاهيه التى يتصرف فيها هذا اللاعب وهذا الممثل وهذه الراقصه فى الشراء وفى اللبس وفى كل معاملتهم الماديه هم من يشترون كل شىء باى ثمن، هنا الخطورة اولا زيادة التضخم لان الفلوس التى يصرفها هؤلاء ليست وليدة انتاج مثلها مثل طبع الفلوس بالضبط ومثل فلوس تجار الممنوعات التى لا يقابلها انتاج ثانيا الفتنه سواء عن التقليد والحقد . فالتغير من القاع والفقر للقمه يحدث مشاكل اجتماعيه لاشك والمصيبه الاكبر ان يصبح هؤلاء هم القدوة الموضوع خطير ويتطلب تدخل من المسؤولين..
، الكرة المنفوخة التي يتصارع عليها الناس في الملاعب هي رمز للهو والعبث إذا ما قورنت بقضايا الأمة الحقيقية. اليوم نرى أمة الإسلام تتفرق وتتشرذم ليس بسبب خلافات سياسية أو فكرية، بل بسبب تعصب أعمى لنادٍ أو فريق. يبكي الإنسان على خسارة فريقه، أو انتقال لاعب ال. النادى المنافس وتتحول وسائل التواصل الاجتماعي لساحة حرب بين مشجعي الأندية. وفي الوقت نفسه، حين تتعرض الأمة لمصائب جسام، كأن تُهدم المساجد، أو تُنتهك الأعراض، أو تُقتل الشعوب، نرى سكوتًا وصمتًا مريبًا.
أي، نقطة خطيرة نراها اليوم بين شبابنا، وهي تهافتهم على كرة القدم، ليس فقط حباً في الرياضة، بل رغبة في الوصول إلى الغنى السريع والثراء الفاحش ،
لقد انقلبت الموازين؛ فضاعت أمة كان من المفترض أن تستمد قوتها من العلم والفكر، فإذا بنا اليوم نبحث عن قوتنا بأرجلنا لا بأقلامنا! أي انحدار هذا؟ وأي ضياع
إن الأمة التي كانت تُخرج العلماء والمفكرين والقادة، أصبحت الآن تُخرج المشجعين واللاعبين. شبابنا باتوا يعتقدون أن طريق النجاح هو الملاعب، وأن العظمة تُقاس بعدد الأهداف، لا بعدد الكتب التي قُرئت أو الأفكار التي تُبني بها الحضارات. فأين نحن من أمتنا التي كان يقودها العلماء.