حكاية الثروة المعدنية بين الفشل والنجاح

يكتبها
أسامة شحاته
بداية هيئه المساحة الجيولوجية كانت الاسم لهيئة الثروة المعدنية، وكانت رقم 2 على مستوى العالم. وكان دورها البحث والاستكشاف، أي بعثات كشفية في جبال المحروسة لإثبات ما لدينا من ثروات واحتياطيات. هذه هي القصة القديمة، ثم أطلق عليها هيئة الثروة المعدنية. شهدت تخبطات عديدة حتى حولها الرئيس مبارك، رحمه الله، إلى وزارة البترول بعد الخسائر في أبو طرطور. وبالطبع كان المنقذ دائمًا المهندس سامح فهمي، وزير البترول والثروة المعدنية، الذي حولها من خسارة لمكسب، ووضع استراتيجية لها. وظهرت نجاحات الثروة المعدنية وحل مشكلة منجم السكرى، الذي له قصة طويلة سنرويها لاحقًا في سلسلة مقالات عن الثروة المعدنية.
وتولى المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، وعدل القانون كبداية لجذب استثمارات، وناقش الموضوعات بحكمة، وأصبح يضع الحلول العاجلة، وتوسع في مناجم الذهب والفوسفات، وجعل شركة لتسويق الفوسفات بدلاً من تضارب الأسعار وغيره. ثم جاء المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، والرجل يحاول من خلال لقاءات مع الهيئة والشركات وضع خريطة، لأن هذه الثروات قادرة على سداد مديونيات مصر لو أُديرت بطرق علمية. وعودنا للبحث والاستكشاف الحقيقي وليس الكلام.
وعاصرت إنشاء شركة شلاتين وحلايب والجهد الذي بذل فيها، وتولاها قيادات بترولية عظيمة. وإن الوقت لم يسعفهم للوصول لنجاحات كانت أحلامًا عند تأسيسها منذ أكثر من 12 عامًا تقريبًا، ولكن مع اختيار الملا للقيادات الشابة في قطاع البترول، طُبق هذا الكلام في الثروة المعدنية. وخلال يومين من تفكيري في كتابة مسلسل من المقالات عن الثروة المعدنية، جاءت أمامي سيناريوهات شلاتين وحلايب وكيف تساعد أهل الجنوب الباحثين عن الأرزاق.
وبالفعل صارت الشركة بقوة الدفع، وأعتقد وحسب الأرقام التي قد تكون صحيحة بنسبة كبيرة، فقد كانت أرباح الشركة في 2021 حوالي 68 مليون جنيه، وفي عام 2022 ارتفعت إلى 177 مليون جنيه، ثم ارتفعت في 2023 إلى 350 مليون جنيه. وهذه الأرقام مبشرة يا سادة، وأعتقد أن 2024 قد تصل لضعف المبلغ، فتقترب من 730 مليون جنيه. هذه الأرقام تحتاج لنظرة تفاؤل، بل تؤكد أن قصة التعدين الأهلي تفوقت على نفسها، ولابد من البحث عن كلمة جديدة خاصة أن هؤلاء أصبح لديهم معامل كبرى واستثماراتهم بأرقام كبرى. وكانوا حوالي 32 شركة، على ما أعتقد، والآن وصلوا لضعف حسب كلام هؤلاء، وهذا يؤكد النجاحات التي تجعل شلاتين شركة كبرى، وبالطبع هذا يتطلب منها التوسع في إنشاء مجمع صناعي.
وعلمت من البترول أن هناك تصميمات قامت بها شركة إنبي، وتنفذها غاز مصر، وهذا المشروع سوف يقوم بطحن الأحجار، وكذلك له طرق لاستخلاص الذهب. ومن المحتمل حسب التصميمات وصوله لإنتاج 3 أطنان أوقية سنويًا، ثم التوسع في هذه المشروعات ليصبح اثنين أو ثلاثة، طالما يحقق نتائج مبهرة. وأتمنى مع هذا التطور الوصول للمرحلة الأهم، وهي البحث والاستكشاف يا سادة، لأننا لسنا أقل من الشركاء، وأن تجربة أصحاب المناجم الصغيرة نجحت أمام أعيننا وتجعلنا نضع في الأولويات سرعة البحث والاستكشاف، لأنها الطريق لتحقيق الأحلام والمليارات يا سادة، بل تصبح هذه المليارات مصرية مائة في المائة.
ثقوا أن المحروسة اليوم في أشد الاحتياج لأبنائها للنهوض بها، وحمد لله معنا رئيس اهتم بالشباب ودفع بهم، وسار على نهجه الوزراء، فحققوا نتائج متميزة من خلال هؤلاء وما أكثرهم في كافة المجالات. وانتظروني ومسلسل مقالتي عن الثروة المعدنية والنهوض بها، وتحيا مصر.