مقالات

المثل المصرى يقول تفعل خيراً شراً تلقى !! 

بقلم : الشيخ أحمد تركى

 

المثل المصرى يقول تفعل خيراً شراً تلقى !! 

وبسبب “شراً تلقى ” عزف الكثير من الناس عن فعل الخير !  

وقال لى بعضهم : كل ما أعمل خَيْرٌ أتأذّى ؟!! خلينى فى حالى أحسن ! 

مما جعل وجوه الخير نادرة بين الناس !! 

#اسمحوا لى محاولة حل هذه المشكلة . 

 

لابد أن نعرف جميعاً طبائع البشر ونضعها فى اعتبارنا ، ولابد أن نعرف أيصاً طبيعة فعل الخير وآثاره وثواب الله الذى يعود على فاعل الخير.   

أما طبائع البشر فى هذه الجزئيه : 

1- فهناك من يقابل الإحسان بالإحسان وهذا صنف نادر بين الناس وإذا وجدته فصاحبه لأنه أغلى صديق ،،، 

وكلنا يتوق إلى هذه المعاملة ، والله تبارك وتعالى قال : ” وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ” 

2- وهناك من يقابل إحسانك بنكران الجميل !! 

سأل النبى صلى الله عليه وسلم أعرابياً بعد ما تصدق عليه وأكرمه بهدايا ، أأحسنت إليك ؟. قال الأعرابي : لا ولا حتى أجملت !! 

3- وهناك صنف عدوانى لدرجة إذا مددت إليه يدك لتساعده إلتهمها وطمع فى ذراعك ، وإذا أعطيته ساعدك لمساعدته طمع حتى ملابسك التى تلبسها !! هذه النمط لن يرد يد الإحسان إلى صاحبها سالمةً بدون خسائر ؟! 

كان الصديق رضى الله عنه ينفق على شاب من شباب الأنصار يدعى مسطح بن أثاثة ، وعندما تناول المنافقون عرض السيدة عائشة بنت الصديق بالسوء فيما يسمى ” حادثة الإفك” كان مسطح بن أثاثة من الذين أشاعوا الإفك فى المدينة وآذوا رسول الله فى زوجه وآذوا الصديق فى ابنته !! 

فقال الصديق : أحسن إليك وتؤذينى؟! فمنع النفقة التى كان يرسلها لمسطح بن أثاثة !! 

وكان هذا هو الإبتلاء العظيم !! 

أنزل الله قوله تعالى كدرس عظيم من أعظم دروس سورة النور :

“وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (22) سورة النور 

 

هل تفعل الخير لله أم للعدوانى الذى تأذيت منه ؟ 

الجواب : لله.  

ما دام الخير لله والله هو المعطى وسيجازى إحسانك بإحسان بحساب الله وليس بحسابك ؟ فلا تلتفت إلى الأذى وأكمل الخير حتى وإن استفاد منه من يؤذيك ؟! 

ألم تر إلى النخلة المثمرة كيف تجود بثمارها على من يستحق ومن لا يستحق ؟. فالنخلة تعلم وظيفتها جيداً. العطاء وفقط ! وجزاؤها السيرة الطيبة على ألسنة الناس ومرضاة الله. المؤمن مثلها ! كما قال صلى الله عليه وسلم : إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المؤمن !   

تعطى وفقط والجزاء عند الله وكفى بالله وكيلا … 

 

غير أنه لابد من الحيطة والحذر ، افعل الخير واحترس لنفسك ، وحتى ان تأذيت سيجبرك الله لأنه هو القائل : 

” وافعلوا الخير لعلكم ترحمون” 

أتمنى أن تصل رسالتى هذه إلى كل متردد أو حيران فى هذه المشكلة ، يتوق الى فعل الخير وخائف من الأذى ؟! 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى