يكتبها
أسامة شحاتة
بداية، هناك جنود مجهولون في هذا البلد يستحقون وسام التحية. يعملون من منطلق ضميرهم الوطني وخوفهم من الله، وليس البشر. هؤلاء بحق يستحقون التحية والثناء. وأضرب مثالًا بسيطًا: قمت بزيارة مستشفى التأمين الصحي بمدينة نصر، والتي يتم تجديدها حاليًا، ورغم المعاناة التي تمثل عبئًا على الأطباء وهيئة التمريض، إلا أنهم يبذلون قصارى جهدهم. وهذه حقيقة قد لا يراها إلا من يذهب إلى المستشفى لزيارة مريض، فيكتشف كيف يعمل هؤلاء. ومع هذه الظروف، لم يسلم هؤلاء من الأصوات العالية التي يوجهها أهالي المرضى تارة، وخناقات أحيانًا. بدلًا من الشكر على تحملهم المسؤولية وعلاجهم على حساب التأمين، الذي يعد أقل بكثير من دفع مبالغ كبيرة في المستشفيات الخاصة التي لا ترحم.
بدلاً من رحمتنا لهم، نتعامل معهم بأسلوب عشوائي، لأن هناك ثقافة غريبة علينا. والسؤال: هل تعلم أنت أي حالة أهم؟ بالطبع لا يعلمها إلا الطبيب. ولذلك، أقول لهؤلاء الأطباء وهيئة التمريض: جزاكم الله خيرًا على هذا العطاء، وستجدون الحساب من رب العباد قبل البشر.
وفي هذا السياق، كان من الواجب الاعتذار لإدارة المستشفى على الاشتباك الذي حدث مع الأطباء والعاملين من أهالي المريض حسن عيسى. الكريم من يتسامح، والمسامح كريم. وأخص بالذكر كل هؤلاء الأطباء: دينا صبحي، وحسن يحيى، وعبد المنعم أنور، ومحمد عبد الوهاب، وأحمد رمضان، ومحمد حافظ، وإبراهيم الجوهري، والعاملين: نصر الدين عبد الله، وهاني ياسين. وكل الاعتذار والشكر لهم على ما يبذلونه تجاه المرضى.
لقد زرت المريض أمس في الدور التاسع، ووجدت رعاية متميزة. بالفعل، هؤلاء هم الساعون في تخفيف الآلام عن المرضى، والآهات التي تعبر عن شدة المرض.
وأقول لقيادات التأمين الصحي: لابد من النظر إلى هؤلاء العاملين في ظل ظروف صعبة، حيث أن أعداد المرضى أكبر من أي تصور. عمومًا، هؤلاء هم أبناء مصر الأوفياء، الساهرون على راحة المرضى. جعله الله في ميزان حسناتكم، والله الموفق والمستعان.