المزيد

السيسي في الإمارات لتعزيز وتنسيق ودفع العلاقات لمواجهة التحديات

إعداد :-محمد عبدالمولي

رأى عدد من الخبراء والدبلوماسيين أن الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم الأربعاء، تحمل دلالة خاصة في ظل التحديات والتطورات التي تشهدها المنطقة.
وأوضحوا أن الزيارة في هذا “التوقيت المهم والمميز”، تأتي بهدف إعطاء دفعة قوية ومطلوبة لتعزيز العمل العربي المشترك، والتي تتزامن مع التطورات المتلاحقة والمتسارعة في الخليج العربي والشرق الأوسط، مشيرين في الوقت ذاته إلى أن التنسيق الكامل والتعاون بين البلدين “أحد أركان الأمن القومي العربي”.

ويعكس تعدد الزيارات واللقاءات المتبادلة بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قوة ومتانة العلاقات الاستراتيجية الخاصة بين البلدين، إلى جانب أنه يعد مؤشرا على متانة وقوة العلاقات بينهما.

استراتيجية عربية موحدة
——————————–
السفير محمد العرابي، وزير الخارجية المصري الأسبق عضو مجلس النواب قال: “إن مصر والإمارات مؤهلتان تماما لقيادة توجه جديد يعمل على وضع استراتيجية عربية موحدة؛ بمشاركة السعودية ودول خليجية وعربية، لمواجهة المخاطر المختلفة التي تهدد الأمن القومي العربي”.
وأشار العرابي إلى أن هناك حالة شبه سكونية في العلاقات العربية-العربية والعمل الدبلوماسي خلال الفترة الماضية، مبينا أن زيارة السيسي للإمارات تمثل بداية لتحرك عربي موحد وحقيقي لمواجهة التحديات التي تواجه الأمة العربية وكسر حالة الجمود.
وزاد: “تكتسب الزيارة أهمية كبيرة لاسيما مع تفاقم الأوضاع في سوريا وليبيا، وتصاعد الأحداث في لبنان والعراق، والتدخلات التركية المستمرة في شؤون المنطقة، وعدوانها الأخير على شمال سوريا، وهي قضايا تستوجب صحوة عربية وموقفا موحدا”.
وأكد أن زيارة الرئيس السيسي إلى أبوظبي في هذا التوقيت تأتي لإحداث دفعة قوية ومطلوبة لتعزيز العمل العربي في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه دول المنطقة.
وهو الاتجاه ذاته الذي مضى فيه السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، مؤكدا أن “التطورات المتلاحقة والمتسارعة في الخليج العربي والشرق الأوسط وشمال أفريقيا تستدعي انعقاد القمة المصرية-الإماراتية في هذا التوقيت المهم والمميز”.
ونبه هريدي، إلى أن زيارة الرئيس المصري ستتناول مجمل القضايا العربية، وفي مقدمتها الموقف العربي والخليجي تجاه إيران، فضلا عن تعزيز التعاون والتنسيق في مكافحة الإرهاب.
وشدد على أن أهمية الزيارة تكمن في أنها تأتي عقب توقيع “اتفاق الرياض” بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة اليمن، وفي أعقاب أيضا اختتام الجولة الأولى لاجتماعات لجنة الدستور السورية في جنيف، إضافة إلى التطورات الخطيرة التي تشهدها سوريا بسبب الغزو التركي لشمال البلاد.
وإزاء هذه التطورات “المثيرة” التي تنعكس بشكل كبير على الأمن القومي العربي، أكد هريدي “ضرورة التنسيق والتعاون بين البلدين كأحد أركان الأمن القومي العربي، وزيادة فاعلية العمل العربي المشترك”.

علاقات تاريخية متينة
—————————-
أما السفير سيد أبو زيد، مساعد وزير الخارجية المصري السابق للشؤون العربية، اتفق مع ما ذهب إليه سابقوه، قائلا: “إن العلاقات المصرية-الإماراتية تاريخية ومتينة وتقوم على أساس الشراكة الاستراتيجية من أجل مواجهة التحديات الراهنة، وتحقيق مصالح الشعبين”.
وأضاف: “تبادل الزيارات واللقاءات بين الرئيس المصري والشيخ محمد بن زايد آل نهيان يعكس العلاقات الاستراتيجية الخاصة بين البلدين، وهي أهم علامات قوة العلاقات بينهما”.
ولفت السفير أبو زيد إلى أن هناك الكثير من القضايا الملحة للتباحث حولها في القمة المرتقبة، وتتضمن استمرار التنسيق بشأن سبل التعامل مع التحديات التي تواجه الأمة العربية، بما يُسهم في تعزيز العمل العربي المشترك، والتطورات الإقليمية الجارية، إضافة إلى التدخل الإيراني والتركي في شؤون المنطقة.
وأكد أن للإمارات ومصر “ثقلا استراتيجيا كبيرا، وهو ما ينعكس بشكل إيجابي على مجمل قضايا المنطقة”.
ويعتبر المراقبون في كلا البلدين أن العلاقات المصرية الإماراتية “وثيقة”، ليس في بعدها الثنائي فحسب، لكنها تمتد إلى تفاهمات إقليمية في ظل الأزمات التي عصفت بالمنطقة خلال السنوات الأخيرة، ولا سيما في مجال مواجهة التطرف والإرهاب، والتدخلات الإقليمية في الشؤون العربية.

فيما أكد جمعة مبارك الجنيبي، سفير دولة الإمارات لدى جمهورية مصر العربية، أن مبادرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بالتبرع بمبلغ 50 مليون جنيه لصالح المعهد القومي للأورام في مصر، تأتي في إطار العلاقات الأخوية التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين.
وقال السفير جمعة مبارك الجنيبي: إن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حريص على دعم كل ما من شأنه أن يعزز مسيرة التنمية والأمن والاستقرار في مصر، والوقوف إلى جانبها في الحرب على الإرهاب والتطرف، باعتبارها معركة مشتركة ضد هذه الآفة التي تهدد المنطقة والعالم.
وأضاف أن دعم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لمصر لم يقتصر على هذا الموقف فقط، وإنما هي أحد مواقفه النبيلة الداعمه لمصر دوماً، وهو أمر تكرس في عهد الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ويزداد رسوخاً في ظل قيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة.
وأكد السفير جمعة مبارك الجنيبي موقف الإمارات الثابت والرافض للإرهاب أيا كان مصدره ومنطلقاته، مشددا على تضامن دولة الإمارات الكامل مع مصر وإدانتها لهذا العمل الإرهابي، الذي وقع خارج المعهد القومي للأورام في منطقة المنيل بالقاهرة، وأسفر عن مقتل عشرات الأشخاص، فضلاً عن العديد من الإصابات.
وأعرب السفير الجنيبي عن تعاطف دولة الإمارات العميق مع مصر، قيادة وحكومة وشعبا، وتعازيها الصادقة لأسر الضحايا وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين جراء هذا العمل الإجرامي الذي يتنافى مع القيم الدينية والإنسانية.
وأكد في ختام تصريحه أن هذا العمل الإرهابي الجبان لن ينال من عزيمة مصر والمصريين، وشدد على ضرورة تكاتف الأشقاء العرب لمواجهة هذا الاٍرهاب البغيض.

مفتي مصر: الإمارات دولة التسامح
——————————————-

كما قال الدكتور شوقي علام، مفتي جمهورية مصر العربية، إن دولة الإمارات رائدة عالمياً في مجال التسامح، ونشر تعاليم الدين الإسلامي المعتدل والوسطي.

وأوضح “علام”، أن الدين الإسلامي دعا إلى قيم التسامح وقبول الآخر مهما كان اختلافه، مضيفاً أن التسامح عنصر أساسي وركن رئيسي في عناصر الدين الإسلامي.
وشهدت دبي، الإثنين، انطلاق أعمال الدورة الـ24 من مؤتمر مجمع الفقه الإسلامي الدولي، تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وبتنظيم من دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي.
وتناقش الدورة الـ24 من مؤتمر مجمع الفقه الإسلامي الدولي 2019، جملة من المواضيع المهمة في العالم الإسلامي، أبرزها الاقتصاد الإسلامي.
ويحضر الدورة 137 مشاركا، منهم 37 من أعضاء المجمع المنتدبين، و10 مشاركين من الأعضاء المعنيين، و50 مشاركاً من الخبراء، و8 مشاركات من الخبيرات، إلى جانب 30 مشاركاً من كبار الشخصيات، إضافة إلى الأساتذة والمختصين والطلاب من ذوي الاختصاص.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى