مقالات
كيف تؤثر الدافعية في التعلم والسلوك

بقلم رشا أحمد سويلم
أخصائية الصحة النفسية- مدرب معتمد
أهلا بيكم مجددا في مقالات أنا وطفلي بصحة نفسية سليمة هنا هنكتسب ونتعلم مجموعه من المعارف والمهارات والقيم من اجل التمتع بالصحة النفسية للطفل والاسرة جميعا.
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد …..
يجب أن يعرف الأهل والمعلمين في الميدان التربوي الذين يرغبون دائماً أن يجدوا أطفالهم مهتمون بالدراسة ويميلون إليها فعلينا، الاهتمام بالدوافع والتعرف عليها وكيفية استثارتهم وهذا مهم جداً لإنجاح العملية التعليمية وجعل الاطفال بصحة نفسيه سوية.
وهنا نوجه الرساله بشكل عام للاسرة وبشكل خاص للمدرسة والمعلمين .
تعالوا نتعرف اولاعلي مفهوم الدافعية للمتعلم
مفهوم دافعية التعلم:
الدافع عملية داخلية توجه نشاط الطفل التي تحرك سلوك وتوجهه نحو تحقيق هدف في بيئته، فهي حالة داخلية تحث الطفل على الانتباه والنشاط والاستمرارية فيها حتى يتحقق ذلك الهدف.
دافعية التعلم.. يقصد بها إثارة رغبة الأطفال في التعلم.
توجه دافعية سلوك الطفل نحو أهداف معينة، فالأطفال يصنعون لأنفسهم أهدافا ويوجهون سلوكهم لتحقيق هذه الأهداف ودافعيتها تؤثر في اختياراتهم فهل يتابع الطفل اللعب أم يكتب ما يطلب منه من واجبات.
تزيد دافعية الجهد الذي يبذله الطفل لتحقيق الأهداف وهي تحدد مدى متابعة الطفل لمهمة أو عمل بحماس وبشغف أو بتراخ وتكاسل
أثر الدافعية على التحصيل الدراسي:
الأطفال يختلفون في طرائق وأساليب الاستجابة للأنظمة التعليمية والمدرسية، فالبعض من الأطفال
يقبل على الدراسة بشغف وارتياح وفاعلية عالية، للتحصيل العلمي والبعض الآخر يقبل على الدراسة بتحفظ وتردد. والبعض يرفض أن يتعلم أي شيء تقدمه المعلمة، الأمر الذي يؤكد أهمية الدافعية في تفسير الفروق الفردية في التحصيل الدراسي بين الأطفال.
وبهذا نجد أن بعض الأطفال قد يتميزون بتحصيل دراسي عال رغم أن قدراتهم الفعلية قد تكون منخفضة، وعلى العكس من ذلك نجد بعض الأطفال من ذوي الذكاء المرتفع قد يكون تحصيلهم الدراسي منخفضاً.
لذلك نجد أن التحصيل الدراسي يرجع إلى عوامل منها، ارتفاع أو انخفاض الدافعية نحو التحصيل حيث يوجد ارتباط وعلاقة قوية بين الدافع للتحصيل والإنجاز (الأداء). ونتيجة لذلك فإنه يتعين على الآباء والمربين الاهتمام بتشجيع الأطفال على الإنجاز في شتى المواقف وعلى التدريب والممارسة على الاستقلال (عدم التبعية) والاعتماد على الذات.، ومن هنا يتبين أهمية الدوافع في سلوك الطفل بوجه عام، وفي مواقفه في التعلم المدرسي بوجه خاص.
طرق اثارة دافعية الأطفال للتعلم:
1- اعمل على اشباع حاجات الطفل النفسية:
أ- الحاجة الى الحب والانتماء: كل طفل بحاجة لان يشعر بانه محبـــوب وعضو فعال في المجموعة، ويمكن للمعلمة ان تعمل على ذلك منذ اللقاء الأول، فتعرفهم بنفسها وتتعرف على اسماءهم وتعرفهم باسم المـــــــادة والأهداف المراد تحقيقها
ب- اجعل البيئة الصفية آمنة ومنظمة، فكل طفل بحاجة للشعور بالأمن والسلامة.
اجعلي الأهداف المراد تحقيقها واضحة للجميع وناقشها مع الأطفال وتقبل اقتراحاتهم.
تجنبي استخدام التهديد بالرسوب للطفل الضعيف لأن ذلك لا يثير دافعيته للتعلم بل على العكس يشعره بالقلق ويهدد أمنه فبدلاً من ذلك حاول أن تعرف سبب ضعف هذا الطفل وساعديه على أن يحــــسن أداؤه فإذا كان هذا الضعف ناتجاً عن عدم قدرة الطفل على التذكر، فاعملي معه على تحسين ذاكرته من خلال استخدام مساعدات التذكر.
2-ساعدي الأطفال على تذكيرهم بأهدافهم والعمل عــلى تحقيقهـــا حيث أن سلوك الطفل مرتبطاً بالتوقعات والأهــــداف المستقبلية التــي يضعها لنفسه.
ذكريهم بشكل مستمر بأهمية تحقيق الأهداف المستقبلية وأهميــــة التعلم بما يعود عليهم من فضل عند المقارنة بالطفل غير المتعلم إضافة إلى المكانة الاجتماعية التي يحظى بها.
3- حاولي قدر الإمكان توفير فرص النجاح للأطفال والتقليل مـن احتمالات الفشل ما أمكن حتى نجعل الدافع للنجاح أكبر من الدافع لتجنـــب الفشل.
فالطفل يأتي إلى الموقف التعليمي بمستويات مختلفة من الدافعية، إذ أن بعضهم يطورون دافعية منخفضة نتوقع من المعلمة توجيههم باهتمـام خاص حيث يفضل مع هؤلاء الأطفال تعريضهم لمهمات سهلة قادرين على النجاح بها لكي يشعروا بالإنجاز والثقة بالنفس ويقلل لديهــــــم الحاجة الى تجنب الفشل
أما الأطفال ذوي الدافعية المتوسطة والمرتفعة فنعرضهم لمهام متوسطـــــة الصعوبة فيها نوع من التحدي؛
لأن مثل هذه المهام تثير الدافعية لديهم أكثر من المهمات السهلة التي تشعرهم بالملل أو الصعبة التـــــــــــي تشعرهم بالقلق والإحباط.
4-راعي الفروق الفردية بين الأطفال، فبالواقع الأطفال يأتون ولديهــــم دافعية ولكن قد تكون دافعيتهم منخفضة أو موجهة لأسبــاب خاطئة للتعلم، فبعضهم لديه دافع لتجنب الفشل نتيجة الخبرات الفاشلة التي مــر بها سابقا، والبعض لديه دافعية للهرب مـــن مواقف التقييم التي تقيس القدرات والمهارات وبالتالي علينـــا كمعلمين زيـادة معايير النجاح وتعريض الأطفال لمهمات وفرص نجاح عالية.
5-وظفي وقتاً للانتظار خلال الحصة لمدة خمس دقائق مثــــــلا كأن تطلبي منهم المناقشة فيما تم، حيث أن هذا الاجراء يسمح بـ (طرح أسئلة أكثر، مشاركة فاعلة إيجابية من عدد كبير من الأطفال، حث الأطفال على التفكير.، تقلل من ارتباك الطفل عند سؤاله).
6- التشجيع على حب الاكتشاف والاستطلاع، فالطفل مدفــــــــوع داخليا لحب الاستكشاف، ويمكن للمعلمة تحقيق ذلك من خـــــلال ربط المعلومات الجديدة بما يعرفه الطفل سابقاً.
7-كوني نموذجاً أمام الأطفال أثناء تعليمك مـــن خلال ممارساتك وسلوكياتك اليومية، فأظهري أمام الأطفال حبـك للمادة وللتعليم وللمؤسسة التعليمية التي تعملي بها فكوني متحمسة لموضوعك.
8-قدمي التغذية الراجعة باستمرار وبطريقة سريعة للأطفال عن أدائهم، فالتغذيـــــة الراجعة المباشرة تعمل على زيادة الدافعية لدى الأطفال لأنها تتيح لهم تقويم تقدمهم في التعلم وتقدير كفايتهم والمحافظة علـــــــــى مستوى الجهد المبذول أو أنهم بحاجة لبذل جهد أكثر لتحقيـــــق الأهداف وتساعدهم على معرفة أخطاءهم وتلافيها مستقبـــــــلاً.
وإلى اللقاء فى مقال الأسبوع القادم حيث نلتقى أسبوعيا بمقالات تهمك وتهم طفلك .
كل تحياتي وتقديري لكم



