مقالات
كيف أعلم طفلي التعامل مع التنمر

بقلم رشا أحمد سويلم
أخصائية الصحة النفسية- مدرب معتمد
أهلا بيكم مجددا في مقالات أنا وطفلي بصحة نفسية سليمة هنا هنكتسب ونتعلم مجموعه من المعارف والمهارات والقيم من اجل التمتع بالصحة النفسية للطفل والاسرة جميعا.
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد …..
لا يوجد طفل لم يتعرض المضايقات من أخ أو صديق، وهذا لا يُعتبر شيئًا ضارًا إذا تم بطريقة تتسم بالدعابة والود المتبادل المقبول بين الطرفين.
لكننا نعتبره تنمرًا عندما يكون الكلام جارحًا ومقصودًا ومتكررًا، بحيث يتخطى الخط الفاصل بين المزاح والمضايقات البسيطة .
لذلك المقال ده علشان تعلمي أبنك أزي يتعامل مع المضايقات الجارحه والمقصوده والتي تتسم بالعنف
اولآ/نعرف ما هو أنواع التنمر ليتعرض ليه طفلي ؟
1- بدني، مثل: الضرب، أو اللكم، أو الركل، أو سرقة وإتلاف الأغراض.
2- لفظي، مثل: الشتائم، والتحقير، والسخرية، وإطلاق الألقاب، والتهديد.
3- اجتماعي، مثل: تجاهل أو إهمال الطفل بطريقة متعمدة، أو استبعاده، أو نشر شائعات تخصه.
4- نفسي، مثل: النظرات السيئة، والتربص، التلاعب وإشعار الطفل بأن التنمر من نسج خياله.
5- إلكتروني، مثل: السخرية والتهديد عن طريق الإنترنت عبر الرسائل الإلكترونية، أو الرسائل النصية، أو المواقع الخاصة بشبكات التواصل الاجتماعي، أو أن يتم اختراق الحساب
تظهر الأبحاث أن الأطفال الذين يقومون بالتنمر على الأطفال الآخرين بصورة متكررة قد يعانون من الفشل في الاستمرار في الوظائف أو تكوين علاقات صحية
ولذلك نحتاج لمعرفة أسباب قيام المنتمر بهذا السلوك الغير سوي
لا أحد يولد متنمرًا، ولكن يمكن لأي طفل أن يتعلم سلوك التنمر ويمارسه في ظل ظروف معينه. ومن الأسباب الشائعة التي تجعل الأطفال يتنمرون:
1- أغلب الأطفال الذي يمارسون التنمر هم نفسهم تم ممارسة التنمر عليهم من قبل.
2- أن يكون هؤلاء الأطفال جزءًا من اتفاق، عن طريق الانضمام لمجموعة من المتنمرين طلبًا للشهرة أو الإحساس بالتقبل من الآخرين، أو لتجنب تعرضهم للتنمر.
3- اكتساب وتعلم العدوانية والتنمر في المنزل، أو في المدرسة، أو من خلال وسائل الإعلام.
4- الشعور بالإهمال والتجاهل في المنزل، أو وجود علاقة سيئة مع الأبوين.
5- الشعور بالضعف والعجز في حياتهم: فحين يتم تضييق الخناق على الطفل بشكل كبير، فإنه في بعض الأحيان يبحث عن طرق أخرى للحصول على القوة وممارسة السيطرة على الآخرين.
6- الغيرة والبحث عن الاهتمام لجذب الانتباه.
7- الافتقار إلى الشعور بالأمان النفسي والعاطفي.
8- تجارب سابقة نتجت عن تعلم أن التنمر يؤدي لتحقيق الرغبات.
9- عدم الوعي بالأثر السيء الحقيقي للتنمر على الضحية.
وللأسف التنمر لايأثر فقط علي الضحية ولكن يأثر علي الاطفال الذين يشاهدون التصرف
حين يشاهد الطفل أفعال التنمر والإيذاء بشكل مستمر، ويشعر بالعجز أمام ما يراه، فإنه قد يواجه:
1- شعورًا شديدًا بالذنب.
2- إحساسًا بأنه موجود ولكنه عاجز عن فعل شيء (وفي الحالات القاسية يمكن أن يسبب ذلك حدوث صدمة له).
3- شعورًا بالقلق والخوف من أنه قد يصبح الضحية التالية.
تعالوا معي هنعرض افكار لمساعده أطفالنا علي حماية أنفسهم او اعادة الثقة بأنفسهم اذا تعرضوا بفعل لتنمر وأيضا ازي الأهل يعرفوا أن طفلهم أتعرض للتنمر ولا يقدر علي الاعتراف وبذلك من خلال الأجابة علي التساولات الاتية :
ما الذي يمكنني القيام به لو قام أحد بإيذائي؟
إذا كانت الإساءة لفظية، لا تقم بالرد بإهانة مماثلة. الجدل معهم سيعطيهم القوة وسيؤدي إلى المزيد من المشاكل.
إذا كان الإيذاء بدنيًا، يجب أن تبقى في أمان. قم بإيقافهم عن طريق الدفاع عن نفسك. واطلب مساعدة شخص كبير.
تحدث مع شخص تثق به. أخبر والديك، أو مدرسك، أو شقيقك، أو أحد أصدقاءك. اطلب المساعدة
ما هي الإشارات والعلامات التي تدل على أن طفلي تعرض للتنمر؟
في بعض الأحيان قد لا نستطيع أن نرى أي إشارات، ولكن إذا كانت بعض العلامات والإشارات الآتية واضحة، فقد تصبح جرس إنذار بأن هناك مشكلة ما:
1- آثار جسدية ليس لها سبب مقنع (مثل الجروح والكدمات) خاصة لو كانت متكررة.
2- أصبح الطفل لا يرغب في الذهاب للمدرسة أو التواجد في التجمعات الاجتماعية.
3- ضياع متكرر لأشيائه دون مبرر أو اختفاء أشياء من المنزل.
4- يذكر الطفل ملاحظات عن إحساسه بالوحدة.
5- تغير واضح في السلوك (توتر أو تعلق زائد بالأهل) أو العادات اليومية (مثل رفض الطعام أو المشي في طريق معين).
6- عدوانية أو سلوكيات سلبية غير مبررة.
7- شكوى بدنية ليس لها سبب طبي (صداع وصعوبة في النوم).
8- البدء في ممارسة التنمر على الآخرين (الأشقاء على سبيل المثال).
9- تراجع مفاجئ في التحصيل التعليمي والدراسي و صعوبة التركيز.
10-ظهور شكوى جديدة بشكل مستمر من أشياء تخصه (مظهره مثلًا) أو المكان الجديد الذي يذهب إليه.
ما الذي يجب أن أقوم به حين يبلغني طفل بأنه يتعرض للتنمر والاعتداء عليه؟
1- خذ الأمر على محمل الجد.
2- اشكره وعبر له عن تقديريك لأنه تحدث إليك.
3- طمئنه بأن هذا الأمر ليس خطأه.
4- أظهر تعاطفًا معه.
5- ساعده في الدفاع عن نفسه (راجع السؤال: “كيف أعلم طفلي التعامل مع التنمر؟”).
6- اسأل الطفل ما الذي يمكن عمله حتى يشعر بالأمان.
7- تحدث مع كل طفل شارك في التنمر وحده، وتجنب توجيه اللوم إليه أو انتقاده أو الصياح في وجهه. وقم بتشجيع الصدق ومكافأته.
8- لا تغفل دور المجموعات، فالتنمر يحدث أحيانًا بواسطة مجموعات، وعلى كل من شارك تحمّل العواقب.
9- قم باتخاذ إجراءات ضد المتنمِر واشرح ما حدث لأولياء الأمور والطلبة.
10- تابع الموضوع بانتظام من خلال سؤال المتَنَمَر عليه عن كيف تسير الأمور
هناك أشياء يمكن فعلها مع طفلك ومع مدرسته:
مع الطفل
1- استمع له حتى النهاية دون التسرع بالحكم، ثم اشكره على إخبارك لأن هذا هو التصرف الصائب الشجاع.
2- أظهر تجاوبًا وتعاطفًا مع ما يشعر به. تمالك نفسك مهما كان الأمر صعبًا أو كانت التفاصيل مخيفة بالنسبة إليك لأن الموضوع شاق عليه، وربما لو رآك متوترًا سيخاف من إطلاعك على التفاصيل.
3- لا تقم أبدًا بلوم الطفل، أو تقول له أشياء مثل “لماذا لم تخبرني في وقت سابق، سبق وأن قلت لك دافع عن نفسك، لابد وأنك فعلت شيئًا جعلهم غاضبين منك” لأن ذلك قد يمنعه من التحدث إليك مرة أخرى.
4- أن تجمع أكبر قدر من المعلومات عن أطراف المشكلة عن طريق الأسئلة (اسأل واسمع أكثر مما تتكلم وتحكم).
مع المدرسة
1- أبلغ معلمه بما يجري وكيفية تعاملك مع الأمر.
2- حافظ على هدوئك وتجنب الانفعال وتواصل مع المسئولين في المدرسة للتأكيدعلى أهمية الأمر وضرورة المتابعة الدقيقة.
3- عبر عن شكرك وتقديرك لأي تطور حين يقوم بتنفيذ ما اتفقتم عليه.
4- لو شعرت أن طفلك معرض للخطر في أي لحظة، تدخل على الفور مع المدرسة.
كيف يمكنني حماية طفلي من التنمر؟
1- احترم طفلك وعلمه أنه يستحق الاحترام. فإذا ما تعلم الطفل أنه من المقبول أن تتم إهانته وضربه والسخرية منه وإيذاؤه بالمنزل، فإنه سيكون أكثر ميلًا لتقبل ذلك من الآخرين (أو أن يقوم هو شخصيًا بإيذائهم).
2- أظهر لطفلك دائمًا أنك فخور به، وذكره بمواطن القوة لديه وبقدراته، وتجنب النقد والتقليل من شأنه. كما أن الرياضة تتيح لطفلك تنمية الثقة بالنفس.
3- أمنح طفلك الاهتمام الكافي. فالطفل يحتاج الى الإهتمام المتواصل والتمكين.
4 – قم بخلق بيئة آمنة لطفلك حيث يمكنه التحدث عن أي شيء دون القلق من أن يتم لومه أو السخرية منه أو الشعور بأن لا أحد يفهمه.
5- علم طفلك الاندماج مع الأطفال الآخرين والدفاع عنهم وقت اللزوم، فالأطفال تميل للدفاع عن طفل آخر أكثر من ميلهم للدفاع عن أنفسهم، وحين يقومون بذلك يصبحون أكثر ثقة في قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم عند الحاجة لذلك.
كيف أساعد طفلي على إعادة بناء الثقة بنفسه بعد تعرضه للتنمر؟
1- شجع الطفل على قضاء وقت مع أصدقائه الذين لهم تأثير إيجابي عليه.
2-احرص على إشراكه في الأنشطة والألعاب والرياضة وأي نشاط يمكن له أن يبني القوة والصداقة.
3-استمع جيدًا لكل ما يقول الطفل مع ضرورة سؤاله عن الأشياء الإيجابية التي تحدث في يومه والاستماع بنفس الاهتمام لهذا الجزء.
4-أظهر الثقة بالطفل وبقدرته على التصدي للموقف، وأنك – في نفس الوقت – ستبذل كل ما تستطيع لوقف أي تنمر يحدث له في المستقبل.
وفي النهاية المتنمر والضحية كلنا منهم ضحايا لعدم تربية الاطفال بصحة نفسية سوية وصحيحة بكل حب وثقة وأحترام وأمان عاطفي ونفسي .
وإلى اللقاء فى مقال الأسبوع القادم حيث نلتقى أسبوعيا بمقالات تهمك وتهم طفلك.
كل تحياتي وتقديري لكم.



