منوعات

الكاتبة سميحة المناسترلى : فئة من الشباب تعاني من الأمية الثقافية

 

قالت الكاتبة والباحثة الثقافية سميحة المناسترلى، إن هناك مجهودات وانجازات إعجازية مضنية تقوم بها الدولة للقضاء على العشوائيات، توفيرا لحياة كريمة، خاصة لفئة قاست كثيرا وعانت مرارة الإهمال والتجاهل لعقود، وكما تقوم الدولة بمحاولة إعادة بناء شخصية المواطن البسيط، والإهتمام بالتعليم والصحة والثقافة بجهود عظيمة مستمرة، يظل هناك سؤال يتردد أمام أعيننا كعنوان كبير، كما أنه نقطة ضعف مرعبة تقف كالمارد تأخذنا إلى الخلف وتعوق مسيرتنا، هذه النقطة هى ( الفراغ لدى الشباب ) .

وتابعت الكاتبة سميحة المناسترلى، أن هذا الفراغ الذي يتلاعب بأغلى ما نمتلك، مع توافر أدوات التقنية الحديثة التى تساعده على اختراق القوة الناعمة بسهولة ويسر، أنها كارثة إمتلاك الوقت مع الخواء الفكري، وتواجد أدوات بلا رقيب أو حسيب، مهما قدمنا من حلول أو حاولنا وقف ما يحدث من حولنا، فهو سيحاول للوصول والإعلان عن نفسه بشتى الطرق، لماذا؟، لأنه يبحث عن نفسه، لأنه يريد أن يحقق ذاته ويحتاج إلى منفذ ومتنفس، لأنه طاقة سواء كانت سلبية أم ايجابية فهو طاقة قوية موجودة فعليا بيننا .

وأشارت المناسترلى إلى أن البعض يتناول المخدرات لينهي طاقته، والبعض يتحدى الظروف والزمن، ويقوم بعمل صرخات للمجتمع من حوله، ويعتبرها صيحات لجذب الانتباه لمن يستوعب الرسالة، فكل ما نسمعه ونراه من هوجة سلبية على اليوتيوب والأفراح الشعبية والعشوائيات، والذي كثر ولم ينتبه له أحد منذ بداياته، وأصبح ظاهرة خطيرة على فكر المجتمع وثقافته وموروثاته، هو نتيجة للفراغ القاتل الذي انبثقت منه صرخة سلبية محبطة .

وأوضحت المناسترلى أن ما نسمعه من عويل أو خبط صحون ليس بفن كما يعلم الجميع، ولكنه ظاهرة تعبيرية عن ما تعاني منه فئة الشباب التي تمتلك الطاقة، والطاقة تحتاج إلى توجيه جيد وإيجابي، خاصة أن معظمهم إما يعانون من الجهل أو يعاني من أمية ثقافية وعدم وعي كاف بما يقدمه، لذلك هو في احتياج للإنتباه، سواء عن طريق إعلام منظم يصل لهؤلاء الشباب والمراهقين في ربوع مصر كلها – في محاولة لتصحيح مفاهيم مغلوطة انتشرت من خلال الدراما، والبرامج ساعدت على انتشار هذه الظاهرة – أو عن طريق الهيئة العامة لقصور الثقافة، وبالطبع وزارة الشباب والرياضة معا مجتمعين، بجانب إيجاد فرص عمل بورش تدريبية تحتوي هذا الشباب وتحول طاقاته إلى إبداعات انتمائية ايجابية لمصر والمجتمع من حولهم.

وأوصت المناسترلى أنه عندما نرى السلبيات يجب علينا أن نمنعها نعم، ونهاجمها نعم، ولكن يجب علينا أيضا أن نوفر حلول بديلة على أرض الواقع، فشباب مصر يمتلك طاقات خلاقة وهو يستحق فرص الاحتواء والتوجيه، تحيا مصر بوعي شعبها وقيادتها الحكيمة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى