مقالات

حملة فريزر عام 1807م

كتب : الشيخ أحمد تركى 

بعد عامين من تولى محمد على باشا الحكم فى مصر ! تحديداً فى 1807م. انتهز الإنجليز الصراع الدائر بين محمد على والمماليك فى مصر ، وضعف الجبهة الداخلية ! وكانو قد اتفقو مع محمد بك الألفى زعيم المماليك فى مصر بتأييد حملة فريزر فى مقابل تمكين المماليك ووعود سياسية !! 

الا ان الالفى مات قبل وصول فريزر ، وكانت الخطة المتفق عليها بين الإنجليز والمماليك أن يزحف المماليك إلى القاهرة ليحتلوها، بالتزامن مع احتلال الإنجليز لموانيء مصر، ثم يزحفون إلى الدلتا ويحتلون القاهرة لإسقاط حكم محمد علي، على أن يعاونهم عملاؤهم المماليك في مصر ولاسيما جبهة الألفي بك. كان الجنرال فريزر في الاسكندرية قد تلقي تقريرًا من قنصل إنجلترا في رشيد عن حالة المدينة وما بها من قوات مما جعله يزحف برًا إلى رشيد لاحتلالها، واتخاذها قاعدة حربية لقواته، وكلف القائد “ويكوب” بهذه المهمة العسكرية! 

تحرك ويكوب في 1600 جندي من الإسكندرية إلى رشيد. عزم محافظ إقليم رشيد علي بك السلانكي وقواته الـ 700 جندي، على مقاومة عساكر الإنجليز، واستنفر الشيخ حسن كريت الأهالي للمقاومة الشعبية!  

 

فتقدم الإنجليز ولم يجدوا أي مقاومة، فاعتقدوا أن المدينة ستستسلم كما فعلت حامية الإسكندرية، فدخلوا شوارع المدينة مطمئنين، وأخذوا يستريحون بعد السير في الرمال من الإسكندرية إلى رشيد، وانتشروا في شوارع المدينة والأسواق للعثور على أماكن يلجئون إليها ويستريحون فيها. وما كادوا يستريحون، حتى انطلق نداء الآذان بأمر السلانكي من فوق مئذنة مسجد سيدي زغلول مرددًا: الله أكبر، حي على الجهاد. فانهالت النيران من الأهالي وأفراد حامية رشيد من نوافذ المنازل وأسطحها، فقتل جنود وضباط من الحملة، وهرب من بقي حيًا….

وأحبط أهالي رشيد المشروع البريطاني لاحتلال مصر فى ذلك الوقت … 

كانت المراة المصرية تغلى الماء وتصبه على عساكر الإنجليز من فوق الأسطح ،، والفلاحون يقطعون رؤسهم بالفؤوس ! 

انتصار المصريين على حملة فريزر وتقويضهم لمشروع الاحتلال حدث كثيراً فى تاريخ مصر .. 

وما أشبه اليوم بالبارحة !! لكن الحروب الحديثة حروب معقدة ، تحتاج إلى مزيد من الوعى والرباط على حدود الهوية والولاء والانتماء .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى