رجال يذكرهم التاريخ وعطاؤهم عند الله

يكتبها
أسامة شحاتة
بداية، لم أتمكن من لملمة الكلمات لبداية هذا المقال، لأن الحديث عن الرجال، وكلمة رجال تحتاج لكتب، لأن الرجال في هذه الأيام قلائل. والرجال هم من يعملون لله ويلقون حمولهم عليه، وفي أي مكان يعمرون، لأنهم رجال. والحديث اليوم عن واحد منهم لأنه أحب العطاء، ولم يجرِي ولا يسعى وراء المنصب
ياسادة، هذا الرجل العظيم أعطى على مدار سنوات طويلة، وكان واحدًا من رجال شركة التعاون للبترول، الشركة العظيمة التي خرجت عظماء على مدار تاريخها الطويل. وهذا الرجل الذي نتناوله اليوم واحد من هؤلاء الرجال الذين خرجتهم شركة التعاون للبترول واليوم نكتب شهادة لله، لأن الرجل خرج للتقاعد ولم يعد بيننا وبينه إلا العلاقة الطيبة والسيرة العطرة التي تركها
إنه المهندس أحمد عيد، رئيس شركة النيل للبترول، والذي خرج للتقاعد منذ أيام قليلة أعطى للتعاون الكثير ووقف ضد أشياء كثيرة وانتصر للشركة. وكانت النتيجة اختياره رئيسًا لشركة النيل للبترول والرجل وضع بصمات لا حصر لها، لعلني أتذكر بعضها. كانت النيل تسوق زيوت التعاون وغيرها، لأنه لم يكن لها زيوت. والرجل صنع معه أبناء الشركة، عدة أنواع من الزيوت كان ينافس بها زيوت الشركات الأجنبية، وأخذت هذه الزيوت مساحة في السوق رغم حداثتها، وكذلك المنظفات بأنواعها. وينطبق عليها ما قلته عن الزيوت، واستحدث البنكر لإدخال دولارات للشركة وغيرها. وارتفع رأس مال الشركة، وحققت ما يزيد عن 800 مليون جنيه أرباحًا هذه الأشياء تحتاج إلى تمثال.
والسؤال: هل ذكرت قيادات البترول ذلك للمهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية؟ وأعتقد لو علم الوزير بذلك لكان قد جدد له لمدة عام آخر. وعموماً، الرجل يتميز بالرضا الداخلي وقربه من الله، وكل ذلك لم يفرق معه. ولكن أقول له سيرتك العطرة سيذكرها التاريخ، وأرقامك صعّبت المهمة على القادم لإدارة النيل وعموماً، ما حققته كان لإرضاء الله، فسوف تأخذها من الله، وما تركته من سيرة عطرة ستتناوله الأجيال، لأن المناصب تفنى وتبقى السيرة الطيبة ويكفيك هذه السيرة العطرة التي تركتها في كل مكان عملت به جزاك الله خيرًا على ما قدمته، ومتّعك الله بالصحة والعافية. وانتظروني في مقال قادم طالما في العمر بقية.