مقالات

كيف أكتشف نفسي

بقلم : الدكتورة نهلة السعدي 

الوعي والإدراك الذاتي من أهم السمات الشخصية التي تساعد الإنسان للوصول إلى قدراته ومن ثم النجاح ولكي نعرف كيف نكتشف ذواتنا لابد أن نعرف ما هو الوعي الذاتي ؟

الوعي الذاتي هو مقدرتك على رؤية نفسك من منظور شخص أخر وذلك عن طريق مُلاحظة تصرفاتك ومشاعرك وأفكارك ومُعتقداتك وسماتك الشخصية وأهدافك ونوياك ونقاط ضعفك وقوتك بإختصار هو مقدرتك على فهم كل ما يدفعك للقيام بعمل ما ومدى توافق وتناسب العمل الذي تقوم به مع كل ما سبق ذكره

 

أنواعه

الوعي الذاتي نوعان

وعي ذاتي داخلي وهذا يكون عن طريق معرفتك لنقاط ضعفك وقوتك وأفكارك ومشاعرك وإمتلاكه يجعل منك شخص يثق بنفسه قادر علي الإنجاز 

 

 وعي ذاتي خارجي (كيف تعتقد أن الناس تراك؟) وهذا يكون خاص بالناس من حولك ومدى فهمك لمشاعرهم وإحتياجاتهم وإمتلاكه يجعل منك شخص ودود ومتعاون وهنا وجب التنويه أنه يجب الحذر من أن يطغى أحد النوعين على الأخر عليك الحفاظ على التوازن بينهما وذلك لأنه لو طغى الوعي الداخلي سيجعل منك هذا الأمر شخص أَناني أما في حالة طُغيان الوعي الخارجي فسيجعل منك شخص ضعيف لا يقدر على قول “لا” لأي طلب حتي لو كان على حساب نفسه وذلك الأمر سّيضر بك كثيراً

ما هي عواقب عدم إدراكك بذاتك ؟

 

عدم إدراكك لذاتك سّيؤدي بك إلي إحدى النتيجتين إما أن تّظلم نفسك ولا تُعطيها قيمتها وحقها مما يؤدي بك إلي الذُل والإهانة والقلق والإكتئاب وكل تلك الأمور لا تنبغي للمسلم ولا تليق به

“نحن قّوم أعزنا الله بالإسلام فإن إبتغينا العزة بغيره أَذلنا الله” الفاروق عُمر بن الخطاب

وإما أن تُبالغ في تقدير نفسك وتُصبح مغرور وهذا بكل تأكيد سّيمنعك من التحسن في أي شيئ

يقول تعالى: ﴿وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَارٍ فَخُور)

 

والآن بعد أن تَعرفنا علي مفهوم الوعي الذاتي وأنواعه وأهميته يُصبح السؤال هو كيف يُمكننا أن نُحسن من هذه السمة الشخصية؟

الوعي الذاتي يَتطلب من الشخص شجاعة كبيرة وتفكير منطقي ومُحايد لكي يصل للحقيقة وبكل تأكيد الكثير من الصبر لأن طريق إكتشاف الذات صعب جداً وطويل

 

أصعب إكتشاف في العالم إكتشاف الأّنا 

ولذلك يجب عليك التعامل مع نفسك علي أنها شخص غريب لم يسبق لك وأن قابلته من قبل كل شيئ كُنت معتقده عن نفسك الآن هو تحت القياس والإختبار ولابد من قياسه بحيادية لكي نستطيع أن نصل إلى الحقيقة

وفيما يلي بعض الخطوات العملية التي سّتُسَاعِدنا علي إبراز سِماتنا وبالتالي قياسها 

 

الكتابة 

عن طريق تدوين اليوميات وكتابة الأفكار والمواقف وسؤال نفسك لماذا تّصرفت هكذا أو ما هي طرق تفادي هذا الخطأ أو هذا تّصرف صحيح كيف يمكنني أن أُحافظ عليه زيادة فرص تكراره

الإختبارات 

يوجد العديد من الإختبارات على الإنترنت سّتُسَاعِدك في إكتشاف نفسك أكثر

المهم أن تتأكد من أنك تفهم الأسئلة جيداً وأن تُجيب بشخصيتك الآن لا الشخصية التي تُود أن تُصبح عليها في المستقبل وأياً كانت النتائج لا يجب أن تنطبق عليك بحزافيرها الغرض من هذه الإختبارات الإسترشاد وملاحظة تصرفاتك والتفكير بها مثل هل أنا عاطفي أم منطقي إجتماعي أم أفُضل العُزلة وهكذا

القراءة 

الإطلاع علي تجارب الناس علي مر التاريخ والإستفادة من خبراتهم والأخطاء التي وقعوا فيها بالتأكيد سّيُسَاعِدك في رحلة إكتشاف الذات

سؤال المُقربين

سُؤال المُقربين منك عن رأيهم في تصرفاتك وملاحظتهم وتقبل نصائحهم من المُمكن أن يفتح عيناك على الكثير من المشاكل التي لم تكن تُدركها

الإِنفتاح

الإِنفتاح وخَوض تجارب جديدة والتعلم من أخطاء الآخرين وتحليل أفعالهم وشخصياتهم سينعكس عليك بشكل إيجابي ويُساعدك بشكل كبير في رحلتك

أيضاً عرض أفكارك وأعمالك في مكان سيجلب لك العديد من الإنتقادات والتأييدات يمكنك أن تستعمل كلاً منهما في تصحيح أفكارك وزيادة قوة عقلك

ملحوظة الإنتقادات تحمل لك الخير وهي أكثر نفعاً من التأييدات فقط لو تعاملت معها بالمنطق وبحكمة وموضوعية

طويلة هي الرحلة وصعبة لكنها مُمتعة ومُرضية وكم هو عظيم ما ستكتشفه في نفسك أثناء هذه الرحلة دُمتم راضيين عن أنفسكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى