قصة قصيرة .. غيرة المعرفة للغرب

قصة قصيرة
غيرة المعرفة للغرب
مصر: إيهاب محمد زايد
في قلب دلتا النيل، حيث تلتقي الخضرة بالماء، تقع مدينة شبين القناطر، تلك المدينة التي تحمل في طياتها تاريخًا عريقًا وحاضرًا زاخرًا بالحياة. هنا، حيث تتنفس الأرض تاريخًا يمتد إلى قرون طويلة، تروي الحجارة والتراب حكايات الأجداد الذين سكنوا هذه البقعة من العالم، منذ أن كانت تُعرف بـ “شيبين القصر”، في زمن الروك الصلاحي، حين كانت جزءًا من أعمال الشرقية، ثم تحولت إلى “شيبين القصر” في أعمال القليوبية، كما ذكرها ابن الجيعان في كتابه “التحفة السنية”.
شبين القناطر، المدينة التي تأسست رسميًا عام 1909، تحمل في اسمها عبق الماضي، وتشير قناطرها إلى تلك الأقواس الحجرية التي كانت ترفع المياه لتسقي الأراضي الخصبة، وتنشر الحياة في كل اتجاه. إنها مدينة القناطر، التي تربط بين الماضي والحاضر، بين التراث والمعاصرة، حيث لا تزال القبائل العربية تحتفظ بجذورها الضاربة في عمق التاريخ، وتتناقل الأجيال حكايات الأجداد الذين جاؤوا من شبه الجزيرة العربية، حاملين معهم تقاليدهم ولغتهم، ليمزجوها مع نسيج المجتمع المصري.
في زوايا المدينة، توجد آثارٌ صامتةٌ تشهد على عصور مضت، مثل تل اليهودية، حيث تقف أطلالٌ غريبةٌ عن العمارة المصرية المعتادة، جدارٌ عالٍ يمتد في استدارة، مبنيٌ من حجارةٍ ضخمةٍ تروي قصة عصر الهكسوس، حين كانت هذه الأرض مسرحًا لصراعات وحضارات مختلفة. الأدوات الجنائزية التي عُثر عليها هنا تحمل أسرارًا عن أناسٍ لم يكونوا مصريين، لكنهم تركوا بصمتهم على هذه الأرض.
اليوم، شبين القناطر ليست مجرد مدينةٍ تحمل تاريخًا عتيقًا، بل هي مدينةٌ نابضةٌ بالحياة، يقطنها أكثر من 61 ألف نسمة، وفق إحصاء عام 2006. إنها مدينةٌ تجمع بين الريف والحضر، حيث الحقول الخضراء تمتد على جانبي الطرق، والمباني الحديثة تطل على تلك المساحات الشاسعة من الأرض الخصبة. هنا، حيث يعيش الناس بسلام، تختلط الأصوات اليومية بأصوات الطيور التي تحلق فوق القناطر، وتنعكس أشعة الشمس على مياه الترع التي تخترق المدينة.
شبين القناطر، المدينة التي تحمل في طياتها روح التاريخ، وتتنفس حاضرًا مليئًا بالأمل، هي لوحةٌ فنيةٌ تجمع بين الماضي والحاضر، بين التراث والمعاصرة، بين القبائل العربية التي حافظت على هويتها، والمجتمع المصري الذي استقبلها وانصهر معها في بوتقة واحدة. هنا، حيث التاريخ يلتقي بالحاضر، تظل شبين القناطر شاهدًا على عظمة الزمن وقوة الإنسان.
في زاوية هادئة من شبين القناطر، حيث تلتقي حكايات الماضي بنسمات الحاضر، ولدت غادة الأبصيري، ابنة ذلك العالم الباحث في العلوم الطبية الذي قضى حياته بين كتب الطب والمختبرات، يبحث عن أسرار الجسد البشري وكيفية شفاء أمراضه. كانت غادة الأبصيري، منذ ولادتها، تحمل في عينيها لونًا فريدًا، خليطًا من الأخضر والأزرق، كأنما السماء والبحر تلامسا في نظراتها. كانت تحت متوسطة الطول، لكنها كانت تحمل في وقفتها رقةً وأناقةً تخطف الأنظار. ملابسها كانت دائمًا بسيطة لكنها تحمل طابعًا خاصًا، كأنما كل قطعة تختارها تحمل رسالةً من عالمها الداخلي.
خصرها النحيف كان يضفي عليها مزيدًا من الرشاقة، بينما خصلات شعرها المتدلية من تحت ستار طرحتها كانت تلمع تحت أشعة الشمس، كأنما كل خصلة تحمل سرًا من أسرارها. كانت تنظر إليك بعيونها الواسعة، تلك العيون التي كانت تختزل كل ما في داخلها من أخلاقٍ رفيعةٍ وهدوءٍ عميق. لكن وراء تلك النظرات الهادئة، كانت غادة الأبصيري تستنزف مشاعرك ببطء، كأنما كل كلمة تقولها، وكل حركة تقوم بها، تلامس شيئًا عميقًا في داخلك، دون أن تدري.
كانت غادة الأبصيري، بكل بساطتها، تحمل في داخلها عالمًا من التعقيدات، كأنما كل جزء من شخصيتها كان يحكي قصةً مختلفة. كانت تتنقل بين أزقة شبين القناطر بخطواتٍ خفيفة، كأنما تلامس الأرض برفق، بينما كانت عيناها تلتقطان كل تفاصيل المكان، من القناطر القديمة إلى الحقول الخضراء التي تحيط بالمدينة. كانت تحب الجلوس قرب الماء، حيث تسمع خرير النهر وهو يتحدث بلغةٍ قديمة، لغة الأرض والتاريخ.
لكن غادة الأبصيري، بكل جمالها ورقتها، كانت تحمل في داخلها شيئًا غامضًا، كأنما كانت تعيش في عالمٍ موازٍ، عالمٌ لا يستطيع أحدٌ فهمه إلا من خلال نظراتها العميقة. كانت تترك أثرًا في كل من يقترب منها، كأنما كانت تلمس قلوب الناس بخفة، ثم تتركهم يتساءلون عن سر تلك الفتاة التي تجمع بين الرقة والقوة، بين البساطة والتعقيد.
في شبين القناطر، حيث التاريخ يلتقي بالحاضر، كانت غادة الأبصيري جزءًا من تلك اللوحة الفنية التي تجمع بين جمال الطبيعة وعمق الإنسان. كانت، بكل ما تحمله من أسرار، تعيش في مدينةٍ تحمل بدورها أسرارًا لا تُحصى، كأنما كانت هي والمدينة وجهان لعملة واحدة، تحكيان معًا قصةً لا تنتهي.
في قلب القاهرة الحديثة، حيث تلمع أضواء المدينة وتتلألأ ناطحات السحاب كنجوم في سماء الليل، انتقلت غادة الأبصيري إلى أحد أرقى أحياء العاصمة، حاملة معها جمالها الذي لا يُضاهى، لكنها أيضًا حملت في داخلها ذلك الشيطان الصغير الذي لا يهدأ: الغيرة. كانت غادة الأبصيري، رغم كل ما تملكه من ثراءٍ فاحشٍ وقصورٍ تطل على النيل، تعيش في قفصٍ من الزجاج، قفصٌ صنعته بنفسها من شكوكٍ لا تنتهي وغيرةٍ تأكل قلبها كالنار التي لا تُطفأ.
كانت غادة الأبصيري، بملابسها الفاخرة التي تختارها بعناية، وشعرها الذي يلمع كالحرير تحت أضواء الكريستال، تبدو كملكة من ملكات الحكايات القديمة. لكن وراء تلك الواجهة البراقة، كانت تعيش في عالمٍ من التوتر والقلق، حيث كل نظرةٍ تلقاها من الآخرين، وكل ابتسامةٍ تتبادلها النساء مع زوجها، كانت تشعل في داخلها نارًا لا تُطفأ. كانت ترى في كل امرأةٍ منافسةً، وفي كل كلمةٍ تهمسةً خفيةً تهدد عالمها المثالي.
رغم أنها كانت تعيش في قصرٍ يضم كل ما يمكن أن تحلم به امرأة، من حدائقٍ غنّاء إلى غرفٍ فسيحةٍ تزينها التحف الفنية، إلا أن قلبها كان يعيش في سجنٍ من صنعها. كانت الغيرة تحجب عنها رؤية الجمال الذي يحيط بها، وتحول حياتها إلى سلسلةٍ من الشكوك والصراعات الداخلية. كانت تراقب زوجها بعيونٍ لا تنام، وتتأمل كل حركةٍ يقوم بها، وكأنما كانت تبحث عن خيانةٍ لم تحدث، أو خيانةٍ قد تحدث في أي لحظة.
في تلك المدينة الصاخبة، حيث الحياة تسير بسرعة الضوء، كانت غادة الأبصيري تعيش في عالمٍ آخر، عالمٌ يسيطر عليه الخوف من فقدان ما تملكه. كانت ترى في كل امرأةٍ تلتقيها عدوًا محتملًا، وفي كل كلمةٍ تسمعها تهديدًا خفيًا. حتى في حفلات السهر الفاخرة التي كانت تقيمها في قصرها، حيث تلمع الأضواء وتتلألأ الألماس، كانت عيناها تبحثان عن أي علامةٍ قد تكشف عن خيانةٍ متخيلة.
لكن الغيرة، تلك العاطفة التي كانت تأكل قلبها، لم تكن سوى مرآة تعكس خوفها الداخلي من فقدان كل ما تملكه. كانت غادة الأبصيري، بكل جمالها وثرائها، تعيش في قفصٍ من صنعها، قفصٌ من الشكوك والخوف الذي يحجب عنها رؤية الحب الحقيقي الذي يحيط بها. في تلك المدينة التي لا تنام، كانت غادة الأبصيري تعيش في كابوسٍ لا ينتهي، كابوسٌ صنعته بيدها، حيث الغيرة تحجب عنها رؤية الجمال الحقيقي للحياة.
في قلب ذلك القصر الفاخر الذي يطل على النيل، حيث تلمع الثريات الذهبية وتتمايل ستائر الحرير مع نسمات الليل الهادئة، كانت غادة الأبصيري تعيش في عالمٍ من الوحدة التي لا تُرى. رغم كل ما تملكه من ثراءٍ وجمالٍ يخطف الأنظار، كانت هناك فجوةٌ عميقةٌ في داخلها، فجوةٌ لا يعرف أحدٌ كيف نشأت، ولا كيف يمكن أن تُملأ. كانت غادة الأبصيري تنظر دائمًا إلى ما ينقصها، وكأنما عيناها كانتا تركزان على الفراغ بدلًا من الامتلاء، على الظل بدلًا من النور.
لم تكن تعرف لماذا تشعر بهذا النقص، لكنه كان يلاحقها كظلٍ لا يفارقها. ربما كان ذلك الفراغ قد تشكل في طفولتها، حين كانت تبحث عن حبٍ لم تجده، أو ربما كان نتيجةً لصراعاتٍ داخليةٍ لم تستطع أن تفهمها. لكن ذلك النقص، بدلًا من أن يدفعها للبحث عن ملئه، حوّلها إلى شخصيةٍ تعيش في دائرةٍ من الأنانية والغيرة. لقد أصبحت “الأنا” لديها عظيمةً للغاية، لدرجة أنها حجبت عنها رؤية الآخرين، وحولت كل من حولها إلى مجرد أدواتٍ في مسرح حياتها.
كانت غادة الأبصيري ترى العالم من خلال عدسةٍ مشوهة، عدسةٍ تجعلها ترى نفسها دائمًا في المركز، بينما الآخرون مجرد شخصياتٍ ثانويةٍ في قصتها. كانت تبحث عن الكمال في نفسها، وتتوقع من الآخرين أن يرونها كما ترى نفسها: ملكةً لا تشوبها شائبة. لكن ذلك البحث عن الكمال كان يزيد من فراغها الداخلي، ويجعلها أكثر قسوةً مع من حولها.
كانت تؤذي الآخرين دون أن تدري، أو ربما كانت تدري لكنها لا تكترث. كلماتها القاسية، ونظراتها التي تحمل شكًا دائمًا، كانت تترك جروحًا عميقةً في قلوب من يحبونها. زوجها، الذي كان يحاول أن يفهمها، كان يجد نفسه دائمًا في مواجهة جدارٍ من الشك والغيرة. أصدقاؤها، الذين كانوا يحاولون أن يكونوا بجانبها، كانوا يتراجعون خوفًا من سهام كلماتها التي لا ترحم.
لكن وراء كل ذلك القسوة والأنانية، كانت هناك امرأةٌ تعاني، امرأةٌ تبحث عن شيءٍ ما لم تجده بعد. كانت غادة الأبصيري، في أعماقها، طفلةً خائفةً تبحث عن حبٍ لم تعرفه، وعن قبولٍ لنفسها كما هي. لكن ذلك البحث كان يدفعها إلى مزيدٍ من العزلة، ومزيدٍ من الأذى لمن حولها.
في تلك المدينة التي لا تنام، حيث الحياة تسير بسرعة الضوء، كانت غادة الأبصيري تعيش في عالمٍ من الظلال، عالمٌ صنعته بنفسها. كانت ترى ما ينقصها، لكنها لم تكن ترى ما تملكه. كانت تؤذي الآخرين، لكنها في الحقيقة كانت تؤذي نفسها أكثر. وفي النهاية، كانت غادة الأبصيري، بكل جمالها وثرائها، تعيش في قفصٍ من صنعها، قفصٌ من الفراغ والأنانية الذي يحجب عنها رؤية الحب الحقيقي الذي يحيط بها.
في مختبرات الأبحاث اللامعة، حيث تلمع المعدات الزجاجية وتتلألأ شاشات الكمبيوتر بأرقامٍ وبياناتٍ لا تنتهي، كانت غادة الأبصيري تقف بثقة، حاملةً معها شهادة الدكتوراة في العلوم الطبية كتاجٍ على رأسها. كانت تجري بحوثها بدقةٍ وحماس، كأنما كل تجربةٍ كانت خطوةً نحو كشف أسرارٍ جديدةٍ للجسد البشري. لكن رغم نجاحها العلمي وجمالها الفاتن الذي كان يخطف الأنظار، كانت غادة الأبصيري تُرى بعيونٍ مختلفةٍ في عيون زملائها. لم تكن تلك النظرات مليئة بالإعجاب، بل كانت تحمل شيئًا من الحزن وخيبة الأمل.
كانوا يرونها كقمرٍ باهت، ذلك القمر الذي يفقد بريقه شيئًا فشيئًا، أو كشمسٍ تغيب خلف سحبٍ من المشاكل التي لا تنتهي. كانت غادة الأبصيري، بذكائها الحاد وطموحها الذي لا يعرف الحدود، تخلق حولها جوًا من التوتر والصراعات. كلماتها القاسية، وطريقتها المتعالية في التعامل، كانت تترك جراحًا عميقةً في نفوس من يعملون معها. كانت ترى نفسها دائمًا في المقدمة، بينما الآخرون مجرد ظلالٍ في خلفية حياتها.
حتى زوجها، ذلك الرجل المسؤول الذي كان يحاول أن يكون داعمًا لها، لم يستطع أن يقنعها بضرورة احترام الآخرين. كان يحاول أن يشرح لها أن النجاح الحقيقي لا يكمن فقط في الإنجازات العلمية، بل أيضًا في كيفية تعاملنا مع من حولنا. لكن كلماته كانت تسقط على آذانٍ صماء. كانت غادة الأبصيري ترى العالم من خلال عدسةٍ واحدة، عدسةٍ تجعلها ترى نفسها فقط، بينما الآخرون مجرد شخصياتٍ ثانويةٍ في مسرح حياتها.
رغم كل ما حققته من نجاحات، كانت غادة الأبصيري تعيش في عالمٍ من العزلة. كانت تبحث عن التقدير، لكنها لم تكن تعطي التقدير للآخرين. كانت تريد أن تُرى كشمسٍ ساطعة، لكنها كانت تنسى أن الشمس الحقيقية تُشرق للجميع، دون تمييز. في النهاية، كانت غادة الأبصيري، بكل جمالها وذكائها، تعيش في قفصٍ من صنعها، قفصٌ من الأنانية والغرور الذي يحجب عنها رؤية الجمال الحقيقي للحياة.
في تلك المختبرات اللامعة، حيث كانت تجري بحوثها بكل دقةٍ وحماس، كانت غادة الأبصيري تبحث عن أسرار الجسد البشري، لكنها كانت تنسى أن أكبر الأسرار يكمن في القلب، وفي كيفية تعاملنا مع من حولنا. وكانت، في النهاية، تدرك أن النجاح الحقيقي لا يكمن فقط في الإنجازات العلمية، بل أيضًا في القدرة على رؤية الآخرين، واحترامهم، وإعطائهم جزءًا من الضوء الذي نحمله في داخلنا.
في يومٍ من الأيام، بينما كانت غادة الأبصيري منغمسة في بحوثها داخل مختبرها اللامع، رن هاتفها فجأة. على الطرف الآخر كان ابن عمها، الرجل الذي يحمل دائمًا أفكارًا طموحة ومشاريع كبيرة. هذه المرة، كان لديه فكرةٌ لمشروعٍ ضخم يمكن أن يغير وجه البحث العلمي في مصر، وكان يريد أن ينفذه من خلال مختبرها، ليكون لها وللمختبر نصيبٌ من الفائدة والمجد. لكن غادة الأبصيري، بدهائها الذي لا يعرف الحدود، رأت في هذا المشروع فرصةً أخرى لتعزيز مكانتها الشخصية، وليس بالضرورة لمصلحة المختبر.
بدلًا من أن تتعاون مع ابن عمها لتنفيذ المشروع داخل المختبر، قررت أن تأخذ الأمر إلى مستوى آخر. كانت تعلم أن مستشار الوزير رجلٌ ذو نفوذٍ كبير، وأن التقرب منه يمكن أن يفتح لها أبوابًا جديدةً في عالم السياسة والنفوذ. فذهبت إليه، حاملةً معها فكرة المشروع، ولكنها قدمتها بطريقةٍ تجعلها هي المحور، وليس المختبر. ببراعةٍ وحنكة، استطاعت أن تقنع مستشار الوزير بأن المشروع يجب أن يُنفذ تحت إشرافها الشخصي، وبعيدًا عن المختبر الذي كان من الممكن أن يكون مركزًا لهذا الإنجاز العلمي الكبير.
وهكذا، حُرم المختبر من فرصةٍ عظيمةٍ كان يمكن أن تعود عليه بفوائدَ كبيرة، سواءٌ في التمويل أو السمعة العلمية. وحُرمت هي أيضًا، في النهاية، من فرصة أن تكون جزءًا من إنجازٍ حقيقيٍ يُذكر باسمها وباسم المختبر الذي تعمل فيه. لكن غادة الأبصيري، في سعيها الدائم لتعزيز مكانتها الشخصية، لم ترَ ذلك الخسارة. كانت ترى فقط الفرصة الذهبية التي أتيحت لها للتقرب من مستشار الوزير، وكسب مزيدٍ من النفوذ.
في تلك اللحظة، أظهرت غادة الأبصيري جانبًا آخر من شخصيتها، جانبًا يضع مصلحتها الشخصية فوق كل شيء، حتى لو كان على حساب المختبر الذي يعتمد عليها، وعلى حساب ابن عمها الذي كان يريد أن يقدم لها وللمختبر فرصةً لا تُعوض. كانت ترى العالم كساحةٍ للصراع، حيث يجب أن تفوز هي دائمًا، حتى لو كان الثمن هو خسارة فرصٍ عظيمةٍ للآخرين.
لكن في أعماقها، ربما كانت هناك شرارةٌ صغيرةٌ من الندم، أو ربما كانت مجرد لحظةٌ من التأمل في الطريق الذي اختارته. كانت تعلم أن النجاح الحقيقي لا يُبنى على حساب الآخرين، لكنها كانت تفضل أن تغلق عينيها عن تلك الحقيقة، وتستمر في سعيها نحو القمة، حتى لو كان الثمن هو فقدان جزءٍ من إنسانيتها.
في يومٍ مشحونٍ بالتوتر، دخل الدكتور رضا رزق، زميل غادة الأبصيري السابق في المختبر والذي أصبح الآن يشغل منصبًا رفيعًا في مكتب الوزير، إلى المختبر بخطواتٍ ثقيلة. كان وجهه يعكس غضبًا محتدمًا، وعيناه تلمعان بنارٍ من الحيرة والخيبة. لقد علم بما فعلته غادة الأبصيري، كيف أخذت مشروع ابن عمها الكبير وحوّلته لصالحها الشخصي، محرمةً المختبر من فرصةٍ تاريخية. وقف أمامها، صارخًا بوجهها بغضبٍ مكبوت: “لماذا؟ لماذا تفعلين كل هذا؟ من الذي أضرك؟ أنتِ تضرين الجميع! تغارين من زميلاتك، من زملائك، من كل من حولك!”.
كلماته كانت كالسيف، تقطع الهواء الثقيل في المختبر. كان يتساءل بحيرةٍ وغضب: “لماذا كل هذا الطمع؟ لماذا كل هذه الأنانية؟”. كان يعرف غادة الأبصيري منذ سنوات، يعرف ذكاءها وقدراتها، لكنه لم يفهم أبدًا لماذا تختار أن تسير في هذا الطريق، طريق الإيذاء والتدمير. “أنتِ تملكين كل شيء: الجمال، الذكاء، النجاح، لكنكِ تختارين أن تعيشي في ظل الغيرة والصراعات. لماذا؟”.
غادة الأبصيري، التي كانت دائمًا واثقةً من نفسها، وجدت نفسها للحظةٍ عاجزةً عن الرد. كانت نظرات زملائها في المختبر، الذين تجمعوا حولها، تحمل نفس السؤال: “لماذا؟”. لكنها، بدلًا من أن تعترف بخطئها أو تحاول تفسير أفعالها، اختارت أن تلتزم الصمت، أو ربما كانت الكلمات تخونها لأول مرة. كانت تعيش في عالمٍ من الدفاعات التي بنتها حول نفسها، عالمٍ من الأنانية والغيرة التي جعلتها تفقد القدرة على رؤية تأثير أفعالها على الآخرين.
لكن في تلك اللحظة، ربما شعرت بشيءٍ من الندم، أو ربما كانت مجرد ومضةٌ من الإدراك بأنها قد خسرت أكثر مما كسبت. خسرت احترام زملائها، خسرت فرصةً لبناء إرثٍ حقيقيٍ في المختبر، وخسرت جزءًا من إنسانيتها. كانت تعلم أن الدكتور رضا رزق على حق، لكن الاعتراف بذلك كان أصعب من أن تتحمله.
في النهاية، تركت كلمات الدكتور رضا رزق أثرًا عميقًا في نفسها، لكنها كانت تعرف أن تغيير نفسها لن يكون سهلًا. كانت تعيش في قفصٍ من صنعها، قفصٍ من الغيرة والأنانية، ولم تكن تعرف كيف تخرج منه. لكن تلك اللحظة كانت بدايةً لشيءٍ ما، ربما لوعيٍ جديد، أو ربما لصراعٍ داخليٍ سيقودها في النهاية إلى مواجهة الحقيقة التي كانت تهرب منها طوال حياتها.
في وسط الضجيج والصخب الذي ملأ المختبر، سمع الدكتور صادق، الذي كان يعمل في مختبرٍ قريبٍ داخل المستشفى الصحي، الأصوات المرتفعة. بخطواتٍ هادئةٍ لكن حازمة، توجه نحو مصدر الضوضاء، حيث كان الدكتور رضا رزق يصيح بغادة الأبصيري، وزملاء المختبر يتجمعون حولهم في حالةٍ من التوتر. بكل هدوءٍ وحكمة، رفع الدكتور صادق يده طالبًا الهدوء، وبصوته الواثق استطاع أن يفرض السلام على المكان.
ثم توجه إلى غادة الأبصيري، التي كانت تقف مذهولةً وسط العاصفة التي أثارتها أفعالها. نظر إليها بعينين مليئتين بالحكمة والرحمة، وقال لها بصوتٍ ناعمٍ لكنه حازم: “يا بنتي، عليكِ بالصبر. بدلًا من أن تملئي أيامكِ بالأغاني الصاخبة والصراعات، رددِي ورائي: فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ”. ثم أضاف: “أنتِ تحكمين بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون”.
غادة الأبصيري، التي كانت تشعر بالغضب والإحباط، وجدت نفسها تستجيب لصوته الهادئ. قررت أن تتبع نصيحته، وبدأت تردد الكلمات التي قالها الدكتور صادق: فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ. كررتها ثلاث مرات، وبعد كل مرة، كانت تشعر بثقلٍ يرفع عن قلبها، وكأنما الكلمات كانت تغسل روحها من الغضب والأنانية.
بعد أن أنهت الترديد، هدأت غادة الأبصيري. كانت تشعر بسلامٍ غريبٍ يملأ قلبها، سلامٌ لم تشعر به منذ وقتٍ طويل. نظرت إلى الدكتور صادق، الذي كان يقف بجانبها بابتسامةٍ رقيقة، وكأنما كان يعرف أن تلك الكلمات ستُحدث تغييرًا في داخلها. ثم نظرت إلى زملائها، الذين كانوا يراقبون الموقف باهتمام، وشعرت بشيءٍ من الخجل. لأول مرة، أدركت أن أفعالها كانت تؤذي من حولها، وأنها بحاجةٍ إلى أن تتغير.
في تلك اللحظة، قررت غادة الأبصيري أن تبدأ صفحةً جديدة. كانت تعلم أن الطريق لن يكون سهلًا، لكنها كانت تعرف أن عليها أن تحاول. كانت الكلمات التي رددتها مع الدكتور صادق بدايةً لرحلةٍ جديدة، رحلةٍ نحو السلام الداخلي واحترام الآخرين. وفي النهاية، كانت تعلم أن التغيير الحقيقي يبدأ من الداخل، وأنها بحاجةٍ إلى أن تتعلم الصبر، ليس فقط مع الآخرين، ولكن مع نفسها أيضًا.
بعد أن هدأت الأجواء في المختبر، وقف الدكتور صادق بين الجميع، نظراته تلمع بحكمةٍ عميقةٍ وكأنما يحمل في قلبه رسالةً أكبر من مجرد كلمات. نظر إلى كل وجهٍ حاضرٍ، من غادة الأبصيري إلى الدكتور رضا رزق، إلى زملاء المختبر الذين تجمعوا حولهم، ثم قال بصوته الهادئ لكن الواثق:
“أيها الأحباء، هناك أمرٌ إلهيٌ واضحٌ في كتاب الله: ‘وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان’. هنا، في هذا المكان، حيث تجتمع العقول والقلوب لخدمة العلم والإنسانية، هنا مجال التعاون. فلماذا تبخلون على بعضكم البعض بثمرة التعاون؟ لماذا تختارون الفرقة والصراع بدلًا من أن تمدوا أيديكم لبعضكم البعض؟ هذا ليس فقط خسارةً لكم، بل خسارةٌ للعلم وللإنسانية.”
ثم توقف للحظة، وكأنما يترك كلماته تتردد في أذهان الحاضرين، قبل أن يكمل: “التعاون ليس مجرد كلمة، بل هو أمرٌ إلهيٌ آخر. هو طريقٌ لبناء الجسور بدلًا من الجدران، طريقٌ لتحقيق النجاحات التي لا يمكن أن تتحقق بمفردنا. أنظروا حولكم، كلٌ منكم لديه موهبةٌ وقدرةٌ يمكن أن تكمل الآخر. غادة الأبصيري، لديكِ الذكاء والطموح. دكتور رضا، لديكِ الخبرة والنفوذ. وزملاؤكم، لديكم الإخلاص والعمل الجاد. إذا اجتمعتم معًا، يمكن أن تخلقوا شيئًا عظيمًا، شيءٌ يفيد المختبر، يفيد العلم، ويفيد البشرية.”
ثم أضاف بابتسامةٍ رقيقة: “لا تدعوا الغيرة أو الأنانية تحجب عنكم رؤية الجمال الذي يمكن أن يخلقه التعاون. تذكروا أن الله أمرنا بالتعاون، لأن فيه قوةٌ لا تُقهر، وفيه بركةٌ لا تُحصى.”
كلماته كانت كالماء العذب في أرضٍ قاحلة، لامست قلوب الحاضرين. غادة الأبصيري، التي كانت تشعر بالندم والخجل، نظرت إلى زملائها، ثم إلى الدكتور رضا رزق، وكأنما كانت تبحث عن طريقةٍ لتصحيح أخطائها. الدكتور رضا، الذي كان غاضبًا، بدأ يشعر بأن الغضب يتبدد، ليحل محله شعورٌ بالمسؤولية تجاه المختبر وزملائه.
في تلك اللحظة، قرر الجميع أن يبدأوا صفحةً جديدة، صفحةٌ مبنية على التعاون والتفاهم. كانوا يعلمون أن الطريق لن يكون سهلًا، لكنهم كانوا يعرفون أن الأمر الإلهي بالتعاون هو السبيل الوحيد لتحقيق النجاح الحقيقي. وكانت تلك اللحظة بدايةً لعهدٍ جديدٍ في المختبر، عهدٌ من العمل الجماعي والإنجازات التي ستغير وجه العلم في مصر.
وقف الدكتور صادق بين الحاضرين، نظراته جادةٌ وحزينة، وكأنما يحمل في قلبه همًّا كبيرًا لا يُطاق. بعد أن هدأت الأجواء قليلًا، بدأ يتحدث بصوته الهادئ لكن المليء بالحزن والألم:
“أيها الزملاء، لدي شيءٌ مؤلمٌ أريد أن أشارككم إياه. نحن، كباحثين مصريين، نعمل ليل نهار، نكدح في المختبرات، ونبذل كل ما في وسعنا لتحقيق الاكتشافات العلمية. لكن أين تذهب ثمرة جهودنا؟ للأسف، معظم أبحاثنا تنتهي في مكتبات الغرب، تُنشر في مجلاتهم، وتُستخدم لتعزيز تقدمهم العلمي. بينما مكتبتنا الوطنية، مكتبتنا التي يجب أن تكون مرآةً لتقدمنا، تظل خاويةً، ليس فقط من الأبحاث، بل أيضًا من الروح العلمية الحقيقية.”
ثم توقف للحظة، وكأنما يستجمع أفكاره قبل أن يكمل: “هل تعلمون أن نسبة الأبحاث المصرية المنشورة في المجلات الدولية تفوق بكثير تلك المنشورة في المجلات المحلية؟ وفقًا لإحصاءات عام 2022، تم نشر أكثر من 70% من الأبحاث المصرية في مجلات أجنبية، بينما لا تتجاوز نسبة الأبحاث المنشورة في المجلات المحلية 15%. وهذا يعني أننا نغذي مكتبات الغرب بينما مكتبتنا الوطنية تظل جافةً وعطشى.”
ثم أضاف بصوتٍ أكثر حزنًا: “ولكن المشكلة ليست فقط في الأبحاث. المشكلة تكمن في الصراعات التي تدمرنا من الداخل. صراعات في العلوم، حيث يفضل الكثيرون العمل بشكلٍ فرديٍ بدلًا من التعاون. صراعات في الأخلاق، حيث يتم سرقة الأفكار والنتائج العلمية. وصراعات على المناصب، حيث يصبح الهدف هو الكرسي وليس العلم.”
ثم نظر إلى الجميع بعينين مليئتين بالأمل والألم في نفس الوقت: “أيها الأحباء، نحن بحاجةٍ إلى أن نغير هذا الواقع. نحن بحاجةٍ إلى أن نعمل معًا، ليس فقط من أجل أن ننشر أبحاثنا في المجلات الدولية، بل أيضًا من أجل أن نبني مكتبتنا الوطنية، مكتبةً تكون مصدر فخرٍ لنا ولأجيالنا القادمة.”
كلماته كانت كالصاعقة، لامست قلوب الحاضرين. غادة الأبصيري، التي كانت تشعر بالندم، نظرت إلى زملائها، ثم إلى الدكتور رضا رزق، وكأنما كانت تبحث عن طريقةٍ لتصحيح أخطائها. الدكتور رضا، الذي كان غاضبًا، بدأ يشعر بأن الغضب يتبدد، ليحل محله شعورٌ بالمسؤولية تجاه المختبر وزملائه.
في تلك اللحظة، قرر الجميع أن يبدأوا صفحةً جديدة، صفحةٌ مبنية على التعاون والتفاهم. كانوا يعلمون أن الطريق لن يكون سهلًا، لكنهم كانوا يعرفون أن الأمر الإلهي بالتعاون هو السبيل الوحيد لتحقيق النجاح الحقيقي. وكانت تلك اللحظة بدايةً لعهدٍ جديدٍ في المختبر، عهدٌ من العمل الجماعي والإنجازات التي ستغير وجه العلم في مصر.
إنتهت القصة
في عالم البحث العلمي، هناك مفارقةٌ كبيرةٌ تُثير الحزن والأسى: نحن، كباحثين في الدول النامية مثل مصر، ننتج المعرفة بأيدينا وعقولنا، ولكننا نرى ثمار جهودنا تُقطف وتُستغل من قبل الغرب، الذي يحولها إلى منتجاتٍ علميةٍ وتكنولوجيةٍ ثم يعيدها إلينا بشكلٍ مُصنّعٍ وبأسعارٍ باهظة. هذه الظاهرة ليست مجرد صدفة، بل هي نتيجةٌ لعدة عوامل داخلية وخارجية تعيق تقدمنا العلمي وتجعلنا عاجزين عن الاستفادة الكاملة من إنتاجنا المعرفي.
لماذا يحدث هذا؟
1. ضعف البنية التحتية للبحث العلمي:
وفقًا لتقارير اليونسكو، تنفق الدول العربية مجتمعةً أقل من 1% من ناتجها المحلي الإجمالي على البحث العلمي، بينما تنفق الدول المتقدمة ما يصل إلى 3% أو أكثر. هذا يعني أننا نعاني من نقصٍ في التمويل والمعدات والتقنيات الحديثة، مما يدفع الباحثين إلى الاعتماد على المؤسسات الغربية لإكمال أبحاثهم.
2. هجرة العقول:
تشير إحصاءات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) إلى أن أكثر من 50% من الباحثين المصريين الذين يدرسون أو يعملون في الخارج لا يعودون إلى بلادهم. هذا يعني أن عقولنا تذهب إلى الغرب، وتُسخّر طاقاتها لخدمة أبحاثهم بدلًا من أبحاثنا.
3. الصراعات الداخلية:
داخل أروقة العمل الأكاديمي والمختبرات، نجد صراعاتٌ لا تنتهي: صراعات على المناصب، سرقة الأفكار، والتنافس غير الشريف. هذه الصراعات تُضعف روح التعاون وتُفقدنا القدرة على بناء فرق بحثية قوية. وفقًا لدراسة أجرتها جامعة القاهرة، فإن 60% من الباحثين يعانون من بيئة عملٍ سامةٍ تفتقر إلى التعاون والثقة المتبادلة.
4. ضعف النشر المحلي:
معظم الأبحاث المصرية تُنشر في مجلاتٍ أجنبيةٍ بسبب ضعف تصنيف المجلات المحلية وعدم وجود دعم كافٍ لها. وفقًا لإحصاءات عام 2022، فإن 70% من الأبحاث المصرية تُنشر في مجلاتٍ أجنبية، بينما لا تتجاوز نسبة النشر المحلي 15%. هذا يعني أننا نعطي الغرب معرفتنا مجانًا، ثم نشتريها منهم لاحقًا بشكلٍ مُصنّع.
5. غياب التخطيط الاستراتيجي:
لا توجد خطةٌ واضحةٌ لتحويل الأبحاث العلمية إلى منتجاتٍ قابلةٍ للتسويق. في الغرب، هناك ارتباطٌ قويٌ بين الجامعات والصناعة، مما يسمح بتحويل الأبحاث إلى تطبيقاتٍ عملية. في مصر، وفقًا لتقارير وزارة التعليم العالي، فإن أقل من 10% من الأبحاث يتم تحويلها إلى منتجاتٍ أو خدمات.
لماذا لا نتسع لبعضنا البعض؟
هذا السؤال يُلخص المأساة. نحن نعيش في دوامةٍ من الصراعات الشخصية والمبالغات العلمية التي تُفقدنا القدرة على التعاون. وفقًا لدراسة أجرتها جامعة عين شمس، فإن 65% من الباحثين يعانون من غياب الثقة في زملائهم، مما يؤدي إلى عزلةٍ بحثيةٍ وضعفٍ في الإنتاجية.
ما الحل؟
1. تعزيز التعاون:
نحتاج إلى بناء ثقافةٍ تعاونيةٍ داخل المختبرات والجامعات، حيث يتم تشجيع العمل الجماعي وتبادل الأفكار بدلًا من التنافس السلبي.
2. زيادة التمويل:
يجب على الحكومات والقطاع الخاص زيادة الاستثمار في البحث العلمي، وتوفير البنية التحتية اللازمة لإجراء أبحاثٍ عالية الجودة.
3. دعم النشر المحلي:
نحتاج إلى رفع تصنيف المجلات المحلية ودعمها ماديًا وفنيًا لجذب الباحثين لنشر أبحاثهم فيها.
4. ربط البحث بالصناعة:
يجب إنشاء شراكاتٍ قويةٍ بين الجامعات والصناعة لتحويل الأبحاث إلى منتجاتٍ قابلةٍ للتسويق.
5. وقف هجرة العقول:
نحتاج إلى توفير بيئةٍ بحثيةٍ جاذبةٍ للباحثين، مع توفير فرص عملٍ مناسبةٍ ومكافآتٍ ماديةٍ ومعنوية.
نحن نملك العقول، ونملك الإرادة، ولكننا نحتاج إلى أن نتوقف عن الصراعات الداخلية وأن نتعلم كيف نتعاون. الغرب يستفيد من إنتاجنا المعرفي لأننا نسمح له بذلك. حان الوقت لأن نغير هذا الواقع، وأن نبدأ في بناء مستقبلٍ علميٍ يكون لنا، لا علينا.
اللهم يا حي يا قيوم، نسألك أن تحفظ مصر أرضًا وشعبًا، وترزقها الأمن والاستقرار. اللهم احفظ جيش مصر العظيم واجعله درعًا واقيًا لأرضنا، وزودهم بالقوة والحكمة في أداء واجبهم.
اللهم بارك في جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي ووفقه لما فيه خير البلاد والعباد. اللهم اجعل مصر في مقدمة الأمم، واجعلها واحة للسلام والازدهار.
اللهم اغفر لي ووفقني في حياتي، وامنحني القوة والإرادة لتحقيق أهدافي وطموحاتي. آمين.