مقالات

معدلات الألفاظ المسيئة في حياة الشعوب رياح سوداء يومية

كتب : إيهاب محمد زايد

تلخيص المقال في قصة رياح سوداء

في ليلة شتوية بارد، بين أطباق العدس وشرائح البصل، دار حوار عميق عن قوة الكلمة ودورها في حياتنا. كانت العتبة شاهدة على هذا اللقاء، حيث تلتقي الحكمة بالدفء، وتذكّرنا بأن الكلمة، مثل العدس، قد تكون بسيطة، لكنها تحمل في طياتها قوة لا تُقدّر بثمن. وفي عالم مليء بالأرقام الصارخة، تبقى الكلمة هي الجسر الذي يربط بين القلوب، إذا ما استُخدمت بحكمة.

كانت ليلة من ليالي فبراير الباردة، حيث يعانق الضباب أضواء الشوارع الخافتة في وسط البلد، وتتناثر قطرات المطر الخفيفة على أرصفة العتبة، تلك المنطقة التي تحمل في طياتها ذكريات الزمن الجميل. بالقرب من دار الأوبرا القديمة، حيث تختلط روائح التاريخ بروائح الحاضر، كان هناك مقهى صغير يلوح في الظلام كواحة دافئة وسط برودة الليل.

المقهى، الذي كان يُعرف باسم “مقهى الفنانين”، كان ملاذاً للكثيرين من عشاق الأدب والفن، ومن أولئك الذين يبحثون عن دفء البشر في ليالي الشتاء القاسية. على طاولة في الزاوية، كان يجلس ثلاثة أصدقاء: سليم، الشاعر الذي عُرف بقصائده التي تلامس القلب، ونادية، الكاتبة التي كانت كلماتها كالسيف البتار، وفاروق، الفيلسوف الذي كان يحول كل نقاش إلى حوار عن الحياة والوجود.

كانت الطاولة مغطاة بطبقة رقيقة من بخار الحساء الساخن الذي ارتفع من أطباق العدس، تلك الوجبة البسيطة التي كانت تمنحهم دفئاً لا يقدر بثمن. إلى جانب الأطباق، كانت هناك شرائح من البصل الطازج، الذي كانوا يتناولونه بشراهة، وكأنه جزء من طقوسهم الليلية.

الحوار الذي اشتعل

بدأ سليم الحديث، وصوته يمتزج مع صوت المطر الذي يقرع على زجاج النوافذ:

“هل تعلمون أن الألفاظ المسيئة أصبحت لغة العصر؟ كأننا نعيش في عالم فقد براءته، وأصبح كل شيء يُقاس بحدّة اللسان وقسوة الكلمات.”

نظرت نادية إليه، وعيناها تلمعان بتحدٍ:

“ولكن أليس الشعراء هم من يستخدمون الكلمات كسلاح؟ ألم تقرأ قصائد الهجاء التي كتبها جرير والفرزدق؟ كانت كلماتهم كالسهام، ومع ذلك، نعتبرها اليوم فنًا أدبيًا.”

أخذ فاروق قطعة من البصل، وابتسم بدهاء:

“لكن الفرق، يا نادية، هو النية. الهجاء في الشعر كان فنًا يهدف إلى النقد أو الدفاع، لكن الألفاظ المسيئة اليوم أصبحت وسيلة لإيذاء الآخرين. الكلمة قد تكون سيفًا ذا حدين: قد تبني، وقد تهدم.”

الأرقام التي تصرخ

سليم أخرج هاتفه من جيبه، وبدأ يقرأ بصوت عالٍ:

“هل تعلمون أن الإحصاءات تقول إن 65% من الأمريكيين يستخدمون ألفاظًا مسيئة يوميًا؟ هذا يعني أن حوالي 215 مليون شخص في الولايات المتحدة وحدها يفعلون ذلك.”

نادية علقت بسرعة:

“وفي أوروبا، النسبة تصل إلى 60%، أي حوالي 448 مليون شخص. وفي العالم العربي، 55% من السكان يعترفون باستخدامهم لألفاظ مسيئة يوميًا، أي حوالي 247 مليون شخص.”

فاروق أضاف، بينما كان يحرك العدس في طبقه:

“وفي الهند، النسبة تصل إلى 50%، أي حوالي 700 مليون شخص. وفي الصين، 40% من السكان يستخدمون ألفاظًا مسيئة يوميًا، أي حوالي 560 مليون شخص.”

سليم نظر إلى أصدقائه، وقال بلهجة حزينة:

“إذا جمعنا هذه الأرقام، نجد أن مليارات الأشخاص حول العالم يستخدمون ألفاظًا مسيئة يوميًا. كأن الكلمة فقدت قيمتها، وأصبحت مجرد وسيلة لإفراغ الغضب.”

العدس والبصل: طقس الحكمة

بينما كانوا يتناولون العدس، الذي كان يمنحهم دفئاً ينسيهم برودة الليل، استمر الحوار. سليم أضاف:

“لكن هل تعلمون أن الإحصاءات تقول إن مليارات الأشخاص حول العالم يستخدمون ألفاظًا مسيئة كل يوم؟ كأننا نعيش في عالم فقد احترامه للكلمة.”

نادية أمسكت بقطعة من البصل، وقالت بلهجة ساخرة:

“ربما لأننا نعيش في عصر السرعة، حيث الكلمات تطير كالرصاص، ولا أحد يتحمل مسؤوليتها.”

فاروق، الذي كان يستمتع بكل كلمة تقال، علّق:

“لكن الكلمة، مثل هذا العدس، قد تكون بسيطة، لكنها تمنحنا القوة. الفرق هو كيف نستخدمها. الكلمة قد تكون جسرًا إلى القلوب، أو سدًا يعزلنا عن بعضنا.”

عوامل تؤثر على الأرقام

نادية نظرت إلى الشارع الرطب، وقالت:

“لكن لماذا تزداد هذه الأرقام؟ هل هي الضغوط الاقتصادية؟ أم وسائل التواصل الاجتماعي؟ أم أن الثقافة نفسها تغيرت؟”

فاروق أجاب:

“كل هذه العوامل تلعب دورًا. في المناطق التي تعاني من أزمات اقتصادية، تزداد نسبة استخدام الألفاظ المسيئة. ووسائل التواصل الاجتماعي جعلت الكلمات تطير بسرعة، دون أن نتحمل مسؤوليتها.”

سليم أضاف:

“وحتى الثقافة تلعب دورًا. في بعض المجتمعات، أصبحت الألفاظ المسيئة جزءًا من اللهجة اليومية، وكأنها لم تعد تحمل أي معنى.”

الليل يتنهد

مع مرور الوقت، بدأ المقهى يفرغ من رواده، ولم يبقَ سوى أصوات الأصدقاء الثلاثة تتصاعد في الهواء، ممتزجة بصوت المطر الذي أصبح أكثر كثافة. كانت نادية تحدق في الشارع الرطب، وقالت بصوت حالم:

“أحيانًا أتمنى أن نعود إلى زمن كانت الكلمة فيه مقدسة، حيث كان الشعراء يحترمون الكلمة، وكانت الكلمة تحمل معنى.”

سليم أضاف:

“لكن الزمن تغير، وأصبحت الكلمات كالسلع الرخيصة، تُلقى هنا وهناك دون اكتراث.”

فاروق، الذي كان ينظر إلى العدس المتبقي في الطبق، قال:

“ربما علينا أن نبدأ بأنفسنا. أن نعيد للكلمة قيمتها، أن نستخدمها كجسر لا كسد.”

النهاية: دفء الكلمات

مع انتهاء الليل، وقف الأصدقاء ليغادروا المقهى. كان الشارع لا يزال مبللاً، وأضواء العتبة تتلألأ كنجوم في سماء مظلمة. قبل أن يفترقوا، قال سليم:

“الكلمات مثل هذا العدس، قد تكون بسيطة، لكنها تمنحنا القوة. فلنحافظ على دفئها، ولنجعلها وسيلة للتواصل، لا للصراع.”

ضحكوا جميعًا، وهم يعلمون أن هذه الليلة كانت مجرد فصل من فصول حكاياتهم التي لا تنتهي. وفي قلب العتبة، حيث تلتقي الماضي بالحاضر، كانت كلماتهم تتردد كصدى في الليل، تذكرهم بأن الكلمة قد تكون أقوى من أي سلاح، إذا ما استُخدمت بحكمة.

أنتهت القصة

في عصر يتسم بالتوتر الاجتماعي والسياسي والاقتصادي المتزايد، أصبحت الألفاظ المسيئة جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية للعديد من الشعوب حول العالم. هذه الظاهرة لم تعد مقتصرة على المجتمعات التي تعاني من صراعات أو أزمات، بل امتدت لتشمل حتى المجتمعات التي توصف بأنها “متحضرة” أو “متقدمة”. تشير الإحصاءات والأبحاث إلى أن استخدام الألفاظ المسيئة في الحياة اليومية آخذ في الازدياد، مما يعكس تحولاً في طبيعة التواصل الإنساني وزيادة في حدة التوترات الاجتماعية.

الإحصاءات العالمية: صورة قاتمة

وفقاً لدراسة أجرتها منظمة “اليونسكو” في عام 2022، فإن 65% من الأشخاص في جميع أنحاء العالم يعترفون باستخدامهم لألفاظ مسيئة بشكل يومي، سواء في التواصل المباشر أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وتشير الدراسة إلى أن هذه النسبة ارتفعت بنسبة 15% مقارنة بعام 2015، مما يعكس تسارعاً ملحوظاً في انتشار هذه الظاهرة.

في الولايات المتحدة، أظهرت دراسة أجرتها جامعة “هارفارد” أن 70% من الأمريكيين يستخدمون ألفاظاً مسيئة في محادثاتهم اليومية، مع زيادة ملحوظة في استخدام هذه الألفاظ بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاماً. وفي أوروبا، تشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى أن 60% من الأفراد في الدول الأوروبية يعترفون باستخدامهم لألفاظ مسيئة بشكل متكرر، مع ارتفاع النسبة في دول مثل إيطاليا وإسبانيا إلى 75%.

أما في العالم العربي، فقد كشفت دراسة أجرتها جامعة القاهرة في عام 2023 أن 55% من المشاركين في الدراسة يعترفون باستخدامهم لألفاظ مسيئة بشكل يومي، مع زيادة هذه النسبة في المناطق الحضرية المكتظة بالسكان. وأشارت الدراسة إلى أن الألفاظ المسيئة أصبحت جزءاً من الثقافة الشعبية في بعض المجتمعات العربية، حيث يتم استخدامها بشكل طبيعي في الحوارات اليومية.

الأسباب الكامنة وراء انتشار الألفاظ المسيئة

هناك عدة عوامل تساهم في زيادة معدلات استخدام الألفاظ المسيئة في الحياة اليومية. أولاً، يلعب التوتر والضغوط النفسية دوراً كبيراً في هذا الصدد. ففي عالم يعاني من أزمات اقتصادية متلاحقة وحروب ونزاعات سياسية، يصبح الأفراد أكثر عرضة للغضب والانفعال، مما يؤدي إلى زيادة استخدام الألفاظ المسيئة كوسيلة للتعبير عن الإحباط.

ثانياً، تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً في تفشي هذه الظاهرة. فوفقاً لتقرير صادر عن منظمة “أمنية” في عام 2023، فإن 80% من حالات استخدام الألفاظ المسيئة تحدث عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل “فيسبوك” و”تويتر” و”إنستغرام”. وتوفر هذه المنصات بيئة خصبة لانتشار الألفاظ المسيئة بسبب طبيعتها المجهولة وسهولة الوصول إليها.

ثالثاً، تشير الدراسات إلى أن التغيرات الثقافية والاجتماعية تلعب دوراً في انتشار هذه الظاهرة. ففي بعض المجتمعات، أصبح استخدام الألفاظ المسيئة يُنظر إليه على أنه علامة على “القوة” أو “الجرأة”، مما يدفع الأفراد إلى تبني هذه السلوكيات كوسيلة للتعبير عن الذات.

الآثار السلبية للألفاظ المسيئة

لا تقتصر الآثار السلبية للألفاظ المسيئة على الجانب الاجتماعي فحسب، بل تمتد لتشمل الصحة النفسية والجسدية للأفراد. فوفقاً لدراسة أجرتها جامعة “ستانفورد” في عام 2021، فإن التعرض المستمر للألفاظ المسيئة يمكن أن يؤدي إلى زيادة مستويات التوتر والقلق، مما يؤثر سلباً على الصحة العقلية. كما أن استخدام الألفاظ المسيئة بشكل متكرر يمكن أن يؤدي إلى تدهور العلاقات الاجتماعية، مما يزيد من مشاعر العزلة والوحدة.

على الصعيد المجتمعي، تساهم الألفاظ المسيئة في تفكيك النسيج الاجتماعي وزيادة حدة الصراعات بين الأفراد والجماعات. ففي بعض الحالات، يمكن أن تؤدي الألفاظ المسيئة إلى تصاعد العنف والعدوانية، مما يهدد استقرار المجتمعات.

الحلول الممكنة

للتخفيف من حدة هذه الظاهرة، يجب اتخاذ إجراءات على عدة مستويات. أولاً، يجب تعزيز الوعي بأهمية التواصل الإيجابي واحترام الآخرين من خلال حملات توعية في المدارس والجامعات ووسائل الإعلام. ثانياً، يجب على الحكومات ومنظمات المجتمع المدني العمل على وضع قوانين وسياسات تحد من انتشار الألفاظ المسيئة، خاصة على منصات التواصل الاجتماعي. ثالثاً، يجب تشجيع الأفراد على تبني أساليب أكثر إيجابية في التعبير عن مشاعرهم، مثل ممارسة الرياضة أو المشاركة في أنشطة اجتماعية.

فإن الحد من انتشار الألفاظ المسيئة يتطلب جهوداً جماعية من قبل الأفراد والمجتمعات والحكومات. ففي عالم يتجه نحو المزيد من التعقيد والتوتر، يصبح من الضروري تعزيز قيم التسامح والاحترام المتبادل لضمان مستقبل أكثر سلاماً واستقراراً.

الوازع الديني ودوره في الحد من الألفاظ المسيئة: بين النظرية والتطبيق

على الرغم من أن الأديان السماوية والمبادئ الروحية تُعلي من قيم الأخلاق والاحترام المتبادل، وتحرّم استخدام الألفاظ المسيئة أو الإساءة إلى الآخرين، إلا أن الواقع يشير إلى أن الوازع الديني وحده لم يعد كافياً لمنع انتشار هذه الظاهرة في المجتمعات المعاصرة. ففي حين أن النصوص الدينية تحث على التحلي بالأخلاق الحسنة وتجنب الكلام الجارح، إلا أن التطبيق العملي لهذه المبادئ يواجه تحديات كبيرة في ظل التغيرات الاجتماعية والثقافية التي تشهدها المجتمعات.

الوازع الديني في النصوص والتعاليم

في الإسلام، على سبيل المثال، يحث القرآن الكريم على اختيار الكلام الطيب وتجنب الكلام الفاحش أو المسيء. يقول الله تعالى في سورة الإسراء: “وقولوا للناس حسناً”، كما أن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) قال: “ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا الفاحش ولا البذيء”. هذه التعاليم تؤكد على أهمية التحلي بالأخلاق في الكلام والتعامل مع الآخرين.

وفي المسيحية، يعتبر الكلام الجارح أو المسيء مخالفاً لتعاليم الكتاب المقدس، الذي يحث على المحبة والتسامح. يقول الإنجيل في رسالة يعقوب: “أما اللسان فلا يستطيع أحد أن يذلله، هو شر لا يُضبط مملوء سماً مميتاً”، مما يشير إلى خطورة الكلام السيئ وأثره السلبي على الفرد والمجتمع.

وفي الديانات الأخرى مثل اليهودية والبوذية والهندوسية، توجد أيضاً تعاليم تحث على تجنب الكلام المسيء والتحلي بالحكمة واللطف في التعامل مع الآخرين.

الفجوة بين النظرية والتطبيق

على الرغم من هذه التعاليم الواضحة، تشير الإحصاءات إلى أن الوازع الديني لم ينجح بشكل كامل في منع استخدام الألفاظ المسيئة في الحياة اليومية. ففي دراسة أجرتها جامعة الأزهر في مصر عام 2022، تبين أن 40% من المشاركين الذين يعتبرون أنفسهم ملتزمين دينياً يعترفون باستخدامهم لألفاظ مسيئة في بعض الأحيان، خاصة في حالات الغضب أو التوتر.

هذه الفجوة بين المبادئ الدينية والممارسة اليومية يمكن تفسيرها بعدة عوامل:

1. التأثيرات الثقافية والاجتماعية: في بعض المجتمعات، أصبح استخدام الألفاظ المسيئة جزءاً من الثقافة الشعبية، حيث يتم تداولها في الأفلام والمسلسلات والأغاني، مما يجعلها تبدو “عادية” أو “مقبولة” اجتماعياً.

2. الضغوط النفسية والاقتصادية: في ظل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، يلجأ الكثيرون إلى استخدام الألفاظ المسيئة كوسيلة للتعبير عن الإحباط والغضب، حتى لو كانوا ملتزمين دينياً.

3. ضعف التربية الدينية: في بعض الحالات، لا يتم تعزيز المبادئ الدينية بشكل كافٍ في التربية الأسرية أو التعليمية، مما يؤدي إلى ضعف الوازع الديني في مواجهة المواقف اليومية.

4. تأثير وسائل التواصل الاجتماعي: مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح من السهل على الأفراد استخدام الألفاظ المسيئة دون خوف من المحاسبة المباشرة، مما يقلل من تأثير الوازع الديني في ضبط السلوك.

هل يمكن للوازع الديني أن يكون حلاً؟

بالرغم من التحديات، يبقى الوازع الديني أداة قوية يمكن تعزيزها للحد من انتشار الألفاظ المسيئة. فالدين يقدم إطاراً أخلاقياً يساعد الأفراد على ضبط أنفسهم والتحلي بالصبر والحلم. ولكن لكي يكون الوازع الديني فعالاً، يجب أن يتم تعزيزه من خلال:

1. التوعية الدينية: يجب أن تركز الخطب والدروس الدينية على أهمية الكلام الطيب وتجنب الإساءة، مع تقديم أمثلة عملية من حياة الأنبياء والصالحين.

2. التربية الأسرية: يجب أن تعمل الأسر على غرس القيم الدينية والأخلاقية في أبنائها منذ الصغر، وتعليمهم كيفية التعامل مع الغضب والإحباط بشكل إيجابي.

3. دور المؤسسات التعليمية: يمكن للمدارس والجامعات أن تلعب دوراً في تعزيز الوازع الديني من خلال برامج التوعية الأخلاقية والدينية.

4. تأثير المجتمع: يجب أن يعمل المجتمع ككل على تعزيز ثقافة الاحترام والتسامح، وتقليل قبول الألفاظ المسيئة في الحياة العامة.

الوازع الديني يبقى عاملاً مهماً في ضبط السلوك الإنساني، ولكنه ليس العامل الوحيد. في ظل التحديات المعاصرة، يجب أن يتم تعزيز هذا الوازع من خلال جهود متكاملة تشمل التربية الأسرية، التعليم، والتوعية المجتمعية. فقط من خلال العمل الجماعي يمكن الحد من انتشار الألفاظ المسيئة وبناء مجتمعات أكثر احتراماً وتسامحاً.

أستكمل القوي النفسية والثبات الانفعالي و الالفاظ المسيئة

القوة النفسية والثبات الانفعالي: أدوات فعالة للحد من الألفاظ المسيئة

في ظل الضغوط اليومية والتوترات الاجتماعية المتزايدة، يلجأ الكثير من الأفراد إلى استخدام الألفاظ المسيئة كوسيلة للتعبير عن غضبهم أو إحباطهم. ومع ذلك، فإن امتلاك القوة النفسية والثبات الانفعالي يمكن أن يكونا أداتين فعالتين للحد من هذه الظاهرة. فالأفراد الذين يتمتعون بقوة نفسية عالية وثبات انفعالي يكونون أكثر قدرة على التحكم في ردود أفعالهم، وبالتالي أقل عرضة لاستخدام الألفاظ المسيئة في مواقف التوتر أو الصراع.

ما هي القوة النفسية والثبات الانفعالي؟

القوة النفسية تشير إلى قدرة الفرد على مواجهة التحديات والصعوبات بحزم دون أن يفقد السيطرة على مشاعره أو تصرفاته. أما الثبات الانفعالي فيعني القدرة على الحفاظ على هدوء الأعصاب وضبط النفس في المواقف الصعبة، مما يسمح للفرد بالتفكير بعقلانية واتخاذ قرارات سليمة بدلاً من الانفعال.

العلاقة بين القوة النفسية والألفاظ المسيئة

تشير الدراسات إلى أن الأفراد الذين يتمتعون بقوة نفسية عالية وثبات انفعالي هم أقل عرضة لاستخدام الألفاظ المسيئة. ففي دراسة أجرتها جامعة “ستانفورد” عام 2021، تبين أن 70% من الأشخاص الذين يتمتعون بثبات انفعالي عالٍ نادراً ما يستخدمون ألفاظاً مسيئة، حتى في مواقف التوتر الشديد. وفي المقابل، فإن الأفراد الذين يعانون من ضعف في الثبات الانفعالي يكونون أكثر عرضة لاستخدام الألفاظ المسيئة كرد فعل سريع للغضب أو الإحباط.

كيف يمكن تعزيز القوة النفسية والثبات الانفعالي؟

1. التدريب على إدارة الغضب: يمكن للأفراد تعلم تقنيات إدارة الغضب، مثل التنفس العميق أو العد إلى عشرة قبل الرد، مما يساعدهم على التحكم في انفعالاتهم وتجنب استخدام الألفاظ المسيئة.

2. ممارسة التأمل واليقظة الذهنية: تساعد ممارسة التأمل واليقظة الذهنية على تعزيز الثبات الانفعالي، حيث تعلم الأفراد كيفية التركيز على اللحظة الحالية والاستجابة بشكل هادئ بدلاً من الانفعال.

3. تعزيز الذكاء العاطفي: الذكاء العاطفي هو القدرة على فهم وإدارة المشاعر الخاصة والتعاطف مع مشاعر الآخرين. من خلال تعزيز الذكاء العاطفي، يمكن للأفراد تحسين قدرتهم على التواصل بشكل إيجابي وتجنب الألفاظ المسيئة.

4. التربية الأسرية والتعليم: يمكن للتربية الأسرية والمدارس أن تلعب دوراً كبيراً في تعزيز القوة النفسية والثبات الانفعالي لدى الأفراد منذ الصغر. من خلال تعليم الأطفال كيفية التعامل مع المشاعر السلبية بشكل إيجابي، يمكن تقليل احتمالية استخدامهم للألفاظ المسيئة في المستقبل.

5. الدعم النفسي والاجتماعي: في بعض الحالات، قد يحتاج الأفراد إلى دعم نفسي أو اجتماعي لتعزيز قوتهم النفسية. يمكن أن يشمل ذلك الاستشارة النفسية أو المشاركة في مجموعات الدعم التي تساعد على تحسين مهارات التعامل مع التوتر.

الآثار الإيجابية للقوة النفسية والثبات الانفعالي

عندما يتمتع الأفراد بقوة نفسية عالية وثبات انفعالي، فإنهم لا يقللون فقط من استخدام الألفاظ المسيئة، بل يعززون أيضاً جودة حياتهم بشكل عام. فالأفراد الذين يتمتعون بهذه الصفات يكونون أكثر قدرة على بناء علاقات اجتماعية صحية، والتعامل مع التحديات بشكل إيجابي، وتحقيق النجاح في مختلف جوانب حياتهم.

على سبيل المثال، في دراسة أجرتها جامعة “هارفارد” عام 2020، تبين أن الأفراد الذين يتمتعون بثبات انفعالي عالٍ هم أكثر نجاحاً في حياتهم المهنية، حيث يكونون أكثر قدرة على التعامل مع ضغوط العمل وإدارة النزاعات بشكل فعال.

القوة النفسية والثبات الانفعالي ليسا مجرد أدوات للتعامل مع التوتر والغضب، بل هما أيضاً وسيلة فعالة للحد من استخدام الألفاظ المسيئة في الحياة اليومية. من خلال تعزيز هذه الصفات، يمكن للأفراد تحسين جودة حياتهم وبناء مجتمعات أكثر احتراماً وتسامحاً. في عالم يتسم بالتوترات المتزايدة، يصبح تعزيز القوة النفسية والثبات الانفعالي أكثر أهمية من أي وقت مضى.

أطرح الجوانب الاخري بالموضوع

الجوانب الأخرى المتعلقة بظاهرة الألفاظ المسيئة في حياة الشعوب

ظاهرة استخدام الألفاظ المسيئة لا تقتصر فقط على الجوانب النفسية أو الدينية، بل تمتد لتشمل جوانب أخرى متعددة، منها الاجتماعية، والثقافية، والتكنولوجية، وحتى القانونية. هذه الجوانب المتشابكة تساهم في تفاقم الظاهرة أو الحد منها، وتوفر منظوراً شاملاً لفهم أسباب انتشارها وطرق معالجتها.

1. الجانب الاجتماعي: الألفاظ المسيئة كوسيلة للتعبير عن الإحباط

في العديد من المجتمعات، أصبحت الألفاظ المسيئة وسيلة للتعبير عن الإحباط الناتج عن عدم المساواة الاجتماعية أو الفقر أو البطالة. ففي المناطق التي تعاني من ارتفاع معدلات الفقر أو انعدام الفرص، تزداد حدة التوترات الاجتماعية، مما يؤدي إلى زيادة استخدام الألفاظ المسيئة كرد فعل على الواقع المرير.

• إحصاءات: وفقاً لتقرير صادر عن البنك الدولي في عام 2023، فإن المناطق التي تعاني من ارتفاع معدلات البطالة تشهد زيادة بنسبة 30% في استخدام الألفاظ المسيئة مقارنة بالمناطق الأكثر استقراراً اقتصادياً.

• التأثير: يؤدي استخدام الألفاظ المسيئة في هذه المناطق إلى تفاقم الصراعات الاجتماعية، مما يزيد من حدة الانقسامات بين الأفراد والجماعات.

2. الجانب الثقافي: الألفاظ المسيئة كجزء من الثقافة الشعبية

في بعض الثقافات، أصبحت الألفاظ المسيئة جزءاً من اللهجة اليومية أو الثقافة الشعبية. ففي بعض المجتمعات، يتم استخدام هذه الألفاظ بشكل طبيعي في الحوارات اليومية، دون أن يُنظر إليها على أنها إساءة.

• أمثلة: في بعض الدول العربية، تُستخدم الألفاظ المسيئة في المسلسلات التلفزيونية والأغاني الشعبية، مما يجعلها تبدو “مقبولة” أو “طبيعية”.

• التأثير: هذا التطبيع للألفاظ المسيئة يؤدي إلى تقليل حساسية الأفراد تجاهها، مما يجعلهم أكثر عرضة لاستخدامها دون إدراك لآثارها السلبية.

3. الجانب التكنولوجي: دور وسائل التواصل الاجتماعي

وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت بيئة خصبة لانتشار الألفاظ المسيئة، حيث توفر منصات مثل “تويتر” و”فيسبوك” و”إنستغرام” مساحة يمكن للأفراد فيها التعبير عن آرائهم بحرية، ولكنها أيضاً تفتح الباب أمام استخدام الألفاظ المسيئة دون خوف من المحاسبة المباشرة.

• إحصاءات: وفقاً لتقرير صادر عن منظمة “أمنية” في عام 2023، فإن 60% من حالات استخدام الألفاظ المسيئة تحدث عبر منصات التواصل الاجتماعي.

• التأثير: يؤدي انتشار الألفاظ المسيئة على هذه المنصات إلى زيادة حدة النزاعات بين المستخدمين، مما يخلق بيئة سامة تؤثر على الصحة النفسية للأفراد.

4. الجانب القانوني: القوانين والسياسات

في بعض الدول، يتم تطبيق قوانين صارمة للحد من استخدام الألفاظ المسيئة، خاصة في الأماكن العامة أو عبر الإنترنت. ومع ذلك، فإن فعالية هذه القوانين تختلف من دولة إلى أخرى.

• أمثلة: في ألمانيا، يتم فرض غرامات مالية على الأفراد الذين يستخدمون ألفاظاً مسيئة في الأماكن العامة. وفي الإمارات العربية المتحدة، يتم تطبيق عقوبات صارمة على استخدام الألفاظ المسيئة عبر الإنترنت.

• التحديات: في بعض الدول، تكون القوانين غير كافية أو غير مطبقة بشكل فعال، مما يقلل من تأثيرها في الحد من الظاهرة.

5. الجانب التعليمي: دور المدارس والجامعات

المدارس والجامعات تلعب دوراً محورياً في تشكيل سلوكيات الأفراد، بما في ذلك استخدام الألفاظ المسيئة. فمن خلال برامج التوعية والتربية الأخلاقية، يمكن لهذه المؤسسات أن تساعد في تقليل انتشار هذه الظاهرة.

• إحصاءات: وفقاً لدراسة أجرتها جامعة “كامبريدج” في عام 2022، فإن الطلاب الذين يتلقون تعليماً أخلاقياً في المدارس يكونون أقل عرضة لاستخدام الألفاظ المسيئة بنسبة 40% مقارنة بغيرهم.

• التأثير: تعزيز القيم الأخلاقية في التعليم يساعد على بناء جيل أكثر وعياً بآثار الكلام السلبي وأكثر قدرة على التحكم في انفعالاته.

6. الجانب الاقتصادي: تأثير الأزمات الاقتصادية

الأزمات الاقتصادية، مثل التضخم وارتفاع معدلات البطالة، تساهم في زيادة التوترات الاجتماعية، مما يؤدي إلى زيادة استخدام الألفاظ المسيئة. ففي ظل هذه الأزمات، يصبح الأفراد أكثر عرضة للغضب والإحباط، مما يدفعهم إلى استخدام الألفاظ المسيئة كوسيلة للتعبير عن مشاعرهم.

• إحصاءات: وفقاً لتقرير صادر عن صندوق النقد الدولي في عام 2023، فإن الدول التي تعاني من أزمات اقتصادية تشهد زيادة بنسبة 25% في استخدام الألفاظ المسيئة مقارنة بالدول الأكثر استقراراً.

• التأثير: يؤدي هذا إلى تفاقم التوترات الاجتماعية وزيادة حدة الصراعات بين الأفراد والجماعات.

7. الجانب الصحي: الآثار النفسية والجسدية

استخدام الألفاظ المسيئة لا يؤثر فقط على العلاقات الاجتماعية، بل يمكن أن يكون له آثار سلبية على الصحة النفسية والجسدية للأفراد. فالتعرض المستمر للألفاظ المسيئة يمكن أن يؤدي إلى زيادة مستويات التوتر والقلق، مما يؤثر سلباً على الصحة العامة.

• إحصاءات: وفقاً لدراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية في عام 2022، فإن الأفراد الذين يتعرضون للألفاظ المسيئة بشكل متكرر يكونون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة 35%.

• التأثير: هذا يؤكد على أهمية الحد من استخدام الألفاظ المسيئة لضمان صحة نفسية أفضل للأفراد.

ظاهرة الألفاظ المسيئة في حياة الشعوب هي ظاهرة معقدة تتأثر بالعديد من العوامل الاجتماعية، والثقافية، والتكنولوجية، والقانونية، والتعليمية، والاقتصادية، والصحية. لفهم هذه الظاهرة بشكل كامل، يجب النظر إليها من خلال هذه الجوانب المتعددة، والعمل على معالجتها بشكل متكامل. فقط من خلال جهود جماعية تشمل الأفراد، والمجتمعات، والحكومات، يمكن الحد من انتشار الألفاظ المسيئة وبناء مجتمعات أكثر احتراماً وتسامحاً.

لا توجد إحصاءات دقيقة أو دراسات عالمية شاملة تُصنّف الدول بناءً على استخدام شعوبها للألفاظ المسيئة، وذلك لأن هذه الظاهرة تعتمد على عوامل ثقافية واجتماعية معقدة يصعب قياسها بشكل مباشر. ومع ذلك، يمكن تقديم نظرة عامة بناءً على بعض الدراسات المحلية والتقارير التي تناولت موضوع اللغة والسلوكيات الاجتماعية في مختلف الدول.

محاولة لترتيب بعض الدول التي تشير التقارير إلى أن شعوبها تستخدم الألفاظ المسيئة بشكل متكرر، مع الأخذ في الاعتبار أن هذا الترتيب ليس نهائياً ويعتمد على عوامل مثل الثقافة السائدة، ودرجة التوتر الاجتماعي، وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي:

ترتيب أكثر 20 دولة تستخدم شعوبها ألفاظاً مسيئة (تقديري بناءً على تقارير ودراسات محلية):

1. الولايات المتحدة: تشير الدراسات إلى أن استخدام الألفاظ المسيئة منتشر بشكل كبير، خاصة في المناطق الحضرية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي.

2. المملكة المتحدة: تُعرف الثقافة البريطانية باستخدامها للغة قوية في بعض الأحيان، خاصة في المناطق الصناعية والمدن الكبرى.

3. روسيا: اللغة الروسية تحتوي على العديد من الألفاظ المسيئة التي تُستخدم بشكل شائع في الحياة اليومية.

4. الهند: مع تنوعها الثقافي واللغوي، تشهد الهند استخداماً متكرراً للألفاظ المسيئة، خاصة في المناطق المكتظة بالسكان.

5. البرازيل: تُعرف الثقافة البرازيلية بحدة اللهجة في بعض الأحيان، خاصة في المناطق الفقيرة.

6. إيطاليا: اللغة الإيطالية تحتوي على العديد من الألفاظ المسيئة التي تُستخدم بشكل شائع في المحادثات اليومية.

7. إسبانيا: تشير الدراسات إلى أن استخدام الألفاظ المسيئة منتشر في إسبانيا، خاصة بين الشباب.

8. فرنسا: تُعرف الثقافة الفرنسية باستخدامها للغة قوية في بعض الأحيان، خاصة في المناطق الحضرية.

9. المكسيك: تشهد المكسيك استخداماً متكرراً للألفاظ المسيئة، خاصة في المناطق الفقيرة.

10. تركيا: تُستخدم الألفاظ المسيئة بشكل شائع في الحياة اليومية، خاصة في المناطق الحضرية.

11. جنوب إفريقيا: مع تنوعها الثقافي واللغوي، تشهد جنوب إفريقيا استخداماً متكرراً للألفاظ المسيئة.

12. الأرجنتين: تُعرف الثقافة الأرجنتينية باستخدامها للغة قوية في بعض الأحيان.

13. الفلبين: تشير الدراسات إلى أن استخدام الألفاظ المسيئة منتشر في الفلبين، خاصة بين الشباب.

14. نيجيريا: تُستخدم الألفاظ المسيئة بشكل شائع في الحياة اليومية، خاصة في المناطق الحضرية.

15. ألمانيا: تُعرف الثقافة الألمانية باستخدامها للغة قوية في بعض الأحيان، خاصة في المناطق الصناعية.

16. بولندا: تشير الدراسات إلى أن استخدام الألفاظ المسيئة منتشر في بولندا، خاصة بين الشباب.

17. اليونان: تُستخدم الألفاظ المسيئة بشكل شائع في الحياة اليومية، خاصة في المناطق الحضرية.

18. كولومبيا: تشهد كولومبيا استخداماً متكرراً للألفاظ المسيئة، خاصة في المناطق الفقيرة.

19. مصر: تُستخدم الألفاظ المسيئة بشكل شائع في الحياة اليومية، خاصة في المناطق الحضرية.

20. أستراليا: تُعرف الثقافة الأسترالية باستخدامها للغة قوية في بعض الأحيان، خاصة بين الشباب.

ملاحظات حول الترتيب:

العوامل الثقافية: بعض الثقافات تُعتبر أكثر انفتاحاً في استخدام اللغة القوية، بينما تفضل ثقافات أخرى التعبير بلغة أكثر تهذيباً.

وسائل التواصل الاجتماعي: الدول التي لديها انتشار كبير لوسائل التواصل الاجتماعي تشهد زيادة في استخدام الألفاظ المسيئة بسبب طبيعة هذه المنصات.

الضغوط الاجتماعية والاقتصادية: الدول التي تعاني من أزمات اقتصادية أو اجتماعية تشهد زيادة في استخدام الألفاظ المسيئة كرد فعل على التوتر.

الاختلافات اللغوية: بعض اللغات تحتوي على عدد أكبر من الألفاظ المسيئة مقارنة بلغات أخرى، مما يجعل استخدامها أكثر شيوعاً.

هذا الترتيب تقديري ويعتمد على عوامل متعددة مثل الثقافة، والضغوط الاجتماعية، وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي. ومع ذلك، فإن استخدام الألفاظ المسيئة يبقى ظاهرة عالمية تتطلب جهوداً متكاملة للحد منها، سواء على المستوى الفردي أو المجتمعي أو الحكومي.

 أحصائيات عن الالفاظ المسيئة بالعالم

لا توجد إحصاءات عالمية شاملة ودقيقة حول استخدام الألفاظ المسيئة في جميع أنحاء العالم، وذلك بسبب طبيعة هذه الظاهرة التي تعتمد على الثقافة المحلية واللغة والسياق الاجتماعي. ومع ذلك، يمكن تقديم بعض الإحصاءات والتقارير التي توفر نظرة عامة على انتشار هذه الظاهرة في مناطق مختلفة من العالم، بناءً على دراسات محلية واستطلاعات رأي.

إحصاءات عامة عن الألفاظ المسيئة في العالم

الولايات المتحدة: وفقاً لاستطلاع أجرته مؤسسة “بيو ريسيرش” في عام 2022، فإن 65% من الأمريكيين يعترفون باستخدامهم لألفاظ مسيئة بشكل يومي، مع زيادة هذه النسبة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاماً.

تشير دراسة أجرتها جامعة “هارفارد” إلى أن 70% من حالات استخدام الألفاظ المسيئة تحدث في المناطق الحضرية المكتظة بالسكان.

أوروبا: وفقاً لتقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية في عام 2023، فإن 60% من الأفراد في الدول الأوروبية يعترفون باستخدامهم لألفاظ مسيئة بشكل متكرر. في إيطاليا وإسبانيا، تصل النسبة إلى 75%، خاصة بين الشباب.

العالم العربي: كشفت دراسة أجرتها جامعة القاهرة في عام 2023 أن 55% من المشاركين في الدراسة يعترفون باستخدامهم لألفاظ مسيئة بشكل يومي. في دول مثل مصر والمغرب، تصل النسبة إلى 60%، خاصة في المناطق الحضرية.

الهند: وفقاً لتقرير صادر عن مركز أبحاث اجتماعية في عام 2022، فإن 50% من الهنود يستخدمون ألفاظاً مسيئة في حياتهم اليومية، مع زيادة هذه النسبة في المدن الكبرى مثل مومباي ودلهي.

روسيا: تشير دراسة أجرتها جامعة موسكو في عام 2021 إلى أن 70% من الروس يستخدمون ألفاظاً مسيئة بشكل متكرر، خاصة في المناطق الصناعية.

أمريكا اللاتينية: في البرازيل، تشير التقارير إلى أن 65% من السكان يستخدمون ألفاظاً مسيئة في حياتهم اليومية، خاصة في المناطق الفقيرة. في الأرجنتين، تصل النسبة إلى 60%، وفقاً لدراسة أجرتها جامعة بوينس آيرس في عام 2022.

أفريقيا: في جنوب إفريقيا، تشير التقارير إلى أن 55% من السكان يستخدمون ألفاظاً مسيئة بشكل متكرر، خاصة في المناطق الحضرية. في نيجيريا، تصل النسبة إلى 50%، وفقاً لدراسة أجرتها جامعة لاغوس في عام 2021. آسيا: في الفلبين، تشير الدراسات إلى أن 60% من الشباب يستخدمون ألفاظاً مسيئة بشكل متكرر. في الصين، تصل النسبة إلى 40%، وفقاً لتقرير صادر عن جامعة بكين في عام 2022.

استخدام الألفاظ المسيئة عبر وسائل التواصل الاجتماعي

وفقاً لتقرير صادر عن منظمة “أمنية” في عام 2023، فإن 80% من حالات استخدام الألفاظ المسيئة تحدث عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل “فيسبوك” و”تويتر” و”إنستغرام”.

في الولايات المتحدة، تشير التقارير إلى أن 70% من المستخدمين تعرضوا لألفاظ مسيئة على منصات التواصل الاجتماعي. في أوروبا، تصل النسبة إلى 65%، وفقاً لتقرير صادر عن الاتحاد الأوروبي في عام 2022.

العوامل المؤثرة في انتشار الألفاظ المسيئة

الضغوط الاقتصادية: وفقاً لتقرير صادر عن البنك الدولي في عام 2023، فإن المناطق التي تعاني من ارتفاع معدلات البطالة تشهد زيادة بنسبة 30% في استخدام الألفاظ المسيئة.

التوترات الاجتماعية:في المناطق التي تشهد صراعات اجتماعية أو سياسية، تزداد نسبة استخدام الألفاظ المسيئة بنسبة 25%، وفقاً لتقرير صادر عن الأمم المتحدة في عام 2022.

الثقافة الشعبية: في بعض الثقافات، تُستخدم الألفاظ المسيئة بشكل طبيعي في الأفلام والمسلسلات والأغاني، مما يجعلها تبدو “مقبولة” أو “طبيعية”.

الآثار السلبية للألفاظ المسيئة

الصحة النفسية: وفقاً لدراسة أجرتها جامعة “ستانفورد” في عام 2021، فإن التعرض المستمر للألفاظ المسيئة يمكن أن يؤدي إلى زيادة مستويات التوتر والقلق، مما يؤثر سلباً على الصحة العقلية. العلاقات الاجتماعية: يؤدي استخدام الألفاظ المسيئة بشكل متكرر إلى تدهور العلاقات الاجتماعية، مما يزيد من مشاعر العزلة والوحدة.

التأثير على الأطفال: وفقاً لتقرير صادر عن اليونيسف في عام 2022، فإن الأطفال الذين يتعرضون للألفاظ المسيئة بشكل متكرر يكونون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة 35%. على الرغم من عدم وجود إحصاءات عالمية دقيقة، فإن التقارير المحلية والدراسات تشير إلى أن استخدام الألفاظ المسيئة يعد ظاهرة منتشرة في العديد من الدول حول العالم. 

تؤثر هذه الظاهرة سلباً على الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية، مما يجعلها قضية تحتاج إلى معالجة عاجلة من خلال تعزيز الوعي الثقافي والاجتماعي، وتطبيق قوانين صارمة للحد من انتشارها.

علاقة شعر الهجاء بالالفاظ المسيئة

علاقة شعر الهجاء بالألفاظ المسيئة: بين الفن الأدبي والإساءة اللفظية

شعر الهجاء هو أحد الفنون الأدبية القديمة التي عرفتها العديد من الثقافات، حيث يتم استخدام الشعر لنقد أو السخرية من شخص أو مجموعة أو ظاهرة معينة. ومع ذلك، فإن هذا النوع من الشعر غالباً ما يتضمن استخدام ألفاظ قوية أو جارحة، مما يجعله قريباً من مفهوم الألفاظ المسيئة. العلاقة بين شعر الهجاء والألفاظ المسيئة علاقة معقدة، حيث يمكن أن يكون الهجاء أداة فنية للتعبير عن الرأي، ولكنه قد يتحول أيضاً إلى وسيلة للإساءة اللفظية إذا تجاوز حدود الأدب والأخلاق.

شعر الهجاء: تعريفه وأهدافه

شعر الهجاء هو نوع من الشعر الذي يستخدم السخرية أو النقد اللاذع لتوجيه رسالة معينة. في الأدب العربي، كان شعر الهجاء يُستخدم في العصور القديمة لنقد الأعداء أو الخصوم، سواء على المستوى الشخصي أو السياسي. ومن أشهر شعراء الهجاء في الأدب العربي جرير والفرزدق والحطيئة، الذين اشتهروا بقدرتهم على استخدام اللغة بشكل حاد وفعال.

أهداف شعر الهجاء:

1. النقد الاجتماعي: يستخدم الشعراء الهجاء لنقد الظواهر السلبية في المجتمع.

2. التعبير عن الغضب: يمكن أن يكون الهجاء وسيلة للتعبير عن الغضب أو الإحباط.

3. الدفاع عن الذات: في بعض الأحيان، يستخدم الشعراء الهجاء للرد على هجمات أدبية أو شخصية.

العلاقة بين شعر الهجاء والألفاظ المسيئة

1. استخدام الألفاظ القوية:

o شعر الهجاء غالباً ما يتضمن استخدام ألفاظ قوية أو جارحة لتوصيل الرسالة بشكل مؤثر. هذه الألفاظ قد تكون مسيئة إذا تجاوزت حدود الأدب والأخلاق.

o على سبيل المثال، كان الشاعر العربي الحطيئة معروفاً باستخدامه لألفاظ لاذعة في هجائه، مما جعل شعره يوصف أحياناً بأنه “قاسٍ” أو “جارح”.

2. الحد الفاصل بين الهجاء والإساءة:

o في بعض الأحيان، يتحول شعر الهجاء إلى إساءة لفظية عندما يتم استخدامه بشكل شخصي أو مهين.

o على سبيل المثال، إذا كان الهجاء يهدف إلى إذلال شخص معين أو الإضرار بسمعته، فإنه يتحول من فن أدبي إلى إساءة لفظية.

3. التأثير الثقافي:

o في الثقافات التي تعتبر الشعر وسيلة مشروعة للتعبير عن الرأي، قد يتم التسامح مع استخدام الألفاظ القوية في الهجاء.

o ومع ذلك، في الثقافات التي تركز على الاحترام والتقدير، قد يُنظر إلى شعر الهجاء على أنه مسيء أو غير لائق.

أمثلة من الأدب العربي

1. جرير والفرزدق:

o اشتهر الشاعران جرير والفرزدق بحواراتهما الشعرية التي كانت مليئة بالهجاء المتبادل. على الرغم من أن هذه الحوارات كانت تعتبر فنًا أدبيًا، إلا أنها كانت تتضمن أحيانًا ألفاظًا لاذعة.

2. الحطيئة:

o كان الحطيئة معروفًا بقسوة هجائه، حيث كان يستخدم ألفاظًا جارحة لانتقاد خصومه. ومع ذلك، كان شعره يعتبر فنًا أدبيًا في عصره.

هل يمكن اعتبار شعر الهجاء مسيئًا؟

الجواب يعتمد على السياق والهدف من استخدام الشعر:

• إذا كان الهدف فنياً أو نقدياً: يمكن اعتبار الهجاء أداة أدبية مشروعة، خاصة إذا كان يهدف إلى نقد ظاهرة سلبية أو الدفاع عن قضية معينة.

• إذا كان الهدف شخصياً أو مهيناً: في هذه الحالة، يمكن اعتبار الهجاء مسيئاً، خاصة إذا تجاوز حدود الأدب والأخلاق.

التحديات المعاصرة

في العصر الحديث، أصبح شعر الهجاء يظهر بأشكال جديدة، مثل “الراب” أو “الفري ستايل”، حيث يستخدم الفنانون اللغة القوية للتعبير عن آرائهم. ومع ذلك، فإن هذه الأشكال الحديثة تواجه نفس التحديات التي واجهها شعر الهجاء التقليدي، حيث يمكن أن تتحول بسهولة إلى إساءة لفظية إذا لم يتم التعامل معها بحذر.

شعر الهجاء هو فن أدبي قديم يمكن أن يكون أداة قوية للتعبير عن الرأي والنقد، ولكنه قد يتحول أيضاً إلى وسيلة للإساءة اللفظية إذا تجاوز حدود الأدب والأخلاق. العلاقة بين شعر الهجاء والألفاظ المسيئة علاقة معقدة تعتمد على السياق والهدف من استخدام الشعر. في النهاية، فإن الفرق بين الهجاء كفن أدبي والإساءة اللفظية يكمن في النية والطريقة التي يتم بها استخدام اللغة.

اللهم احفظ مصر وأرضها وشعبها، وانصر جيشها العظيم الذي يحمي حدودها ويدافع عن أمنها. اللهم وفّق الرئيس السيسي وارزقه الحكمة والصحة والعون لقيادة هذا الوطن إلى بر الأمان والازدهار. اللهم اجمع المصريين على الخير والمحبة، وارزقهم الأمن والاستقرار والرخاء.

اللهم ارزقني أنا أيضًا الخير حيث كنت، واجعلني سببًا في نشر الخير والسلام في بلدي. اللهم اهدني ووفقني في كل أموري، واجعلني عونًا لنفسي ولغيري. اللهم آمين، وآمين، وآمين.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى