العادات الإثنا عشرة فى التعلم الفعال

بقلم:الدكتورة نهلة السعدي
العادات الإثنا عشرة فى التعلم الفعال ليس زهواً ولا فخراً لكنني أعتقد أن من أهم المهارات التي أكرمني الله بها هي مهارة التَعّلُم (وليس التَعليِم)
وبرأيي المتواضع فهذه المهارة هي من أهم المهارات التي يجب أن تمتلكها إن كنت تريد أن تصل حيث لا يصل الآخرون
دعوني أعرفكم بالقواعد الإثنا عشرة التي أستخدمها في التَعَلُم المُستمر
١- أنا أشك إذا أنا موجود
أفضل دافع للتَعَلُم هو الفضول وأفضل دافع للفضول هو التفكير النقدي Critical Thinking ونقصد به عدم قبول الأفكار بدون برهان وبذهن بليد أي فكرة تُعرض عليك تأكد أن تختبرها وتشك بها حتى إذا وجدت عليها دليلاً قبلتها وقد أمرنا ربنا سبحانه بذلك فقال (ولا تقف ما ليس لك به علم)
٢- المراقبة والمحادثة Observation & Conversation
ولا أقصد بذلك المُراقبة الفضولية الذميمة التي تُصنف في باب التدخل فيما لا يعنيك بل أقصد المُراقبة والمُحادثة التي تمتع بها سيدنا موسى عندما أراد أن يتعلم من ذي القرنين حيث كان يراقبه ثم يناقشه في أسباب التصرفات التي يقوم بها
احرص على مراقبة مُدراءك وزملاءك الأكثر خبرة منك أثناء أدائهم العمل ثم تحدث معهم وأسألهم وأستزد علماً وفهماً
٣- أي شخص يمكن أن يكون معلماً لك
لا أعلم أني أستحقرت أبداً رأي أو نصيحة أي شخص حتى لو كان يقل عني بكثير في تحصيله العلمي أو خبرته العملية كُنت دائماً أستمع لمن هم أصغر مني سِناً وأقل خبرة وعلماً بكثير حتى ينتهوا من كلامهم وكثيراً ما وجدت في كلامهم حكمة أضيفها لي تذكّر (الحكمة ضالة المؤمن أن وجدها فهو أحق بها)
٤- تَعلم من عدوك
البعض يَستكبر إذا قيل له أن منافسه يفعل كذا أو يقوم بكذا فيهاجم المنافسين والأعداء ويقلل من شأنهم وهذا من الغباء بمكان عدوك أو منافسك قد يكون أفضل مُعلم لك راقب تحركاته وإستراتيجياته وتَعلم منها وطورها وأضف لها
٥- أتخذ مرشداً
لو عُدنا إلى قصة سيدنا موسى مع الخضر عليه السلام لوجدت أن سيدنا موسى مع أنه نبي مُرسل تَشوق إلى طلب العلم عن طريق مُرشد هو أعلم منه عندما أخبره الله تعالى بذلك ثم شّد الرحال تاركاً أهله وقومه في طلب هذا المرشد
المرشد الناصح الأمين سيختصر عليك ربما سنوات عديدة من التَعلم وينقل لك ثروة من الخبرة والحكمة المتراكمة
٦- تواضع للعِلم والعُلماء
الخيلاء والفخر عدواً الحكمة والعِلم ومن المستحيل أن تجد حكيماً مِتعال أو فخور كلما تبحرت في العلوم عَلمت أنك لا تعلم إلا القليل وتواضعت أكثر أياً كان مُعلمك تواضع له فالمُعلمون أيضاً لا يبخلون بالعلم للمُتواضعين ويبخلون به عن المتكبرين
٧- أستعن بالتدوين
جميعنا خطرت في باله مئات وربما آلاف الأفكار الرائعة أو سمع محاضرات قيمة ثم لم يودونها ونسي كل ما قيل أو كل ما خطر في باله من أفكار
حسناً من حُسن الحظ أننا جميعاً الآن نملك موبايلات تستطيع أن تُدون عليها بكلمات قليلة أو تسجيل صوتي ما تعلمته أو ما فكرت فيه أجعلها عادة عِندك وأرفقها بعادة مراجعة هذه الملاحظات في أوقات فراغك
٨-أجعل التَعَلُم عادة
التَعَلُم يعتمد كثيراً على الإستمرارية والتكرار وأفضل طريقة للإستمرارية هي ربط التَعَلُم بعادة مثلاً كُلنا لديه عادات محددة مثل صلاة الفجر أو فنجان القهوة الصباحي أربط هذه العادة بعادة تَعَلُم مثل قراءة مقال أو الإستماع إلى مقطع مفيد شيئاً فشيئاً ترتبط هاتان العادتان ويصبح من الصعب التوقف عن عادة التَعَلُم وهذا ما أنصح دائماً عند مراجعة تسجيلات المحاضرات
٩- نَوع مصادر التعلم
لا تقف أبداً عند مُعلم واحد أو مدرسة واحدة مهما كانت جيدة تنوع المدارس في التَعَلُم هو ما سيجعلك مُتميزاً عن الجميع فِهمك للمُقاربات المختلفة وآخذ كل مدرسة أو مُعلم على الآخرين هو ما يجعل منك مدرسة جديدة بحد ذاتها والأهم من ذلك أن تبتعد كل البُعد عن التعصب لمدرسة دون مدرسة بل أتبع القاعدة الأولى التي ذكرتها لك في الأعلى دون تحيز أو عصبية
١٠- لا حدود لِلتَعَلُم
عندما تُطبق القواعد السابقة سَيتولد لديك قدرة على التَعَلُم تتجاوز الأشخاص إلى كل ما يحيط بك قد تَتعلم من نملة أو نحلة أو شجرة أو غيمة سَتصبح بلا شك آلة تَعَلُم وهذه بحد ذاتها من أفضل النعم التي يمكن أن يحبك الله بها
١١- الصبر على التَعَلُم
لنِكن واقعيين ليس كل المُعلمين يتمتعون بأخلاق حميدة بعضهم قد يغضب بسرعة وبعضهم غير صبور وغير ذلك أياً كان الوضع عليك أن تَتحلى بالصبر حتى تُدرك المنال وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحم الله أخي موسى لوددت أنه لو كان صبر (على الخضر) حتى يَقُص علينا من أخبارهما
وأتقوا الله ويُعَلِمكم الله
التقوى والدعاء من أفضل أدوات التعلم وكما قال الإمام الشافعي رحمه الله
شَكَوتُ إِلى وَكيعٍ سوءَ حِفظي فَأَرشَدَني إِلى تَركِ المَعاصي وَأَخبَرَني بِأَنَّ العِلمَ نورٌ
وَنورُ اللَهِ لا يُهدى لِعاصي
وكثيراً ما إستعصى على الأئمة الأعلام فهم مسألة ما فلجؤا إلى الدعاء حتى فتح الله عليهم من العلم والفهم ما غلق على غيرهم وهذا لا شك أحد أسباب تَسيُد الحضارة الإسلامية والعالم لقرون عديدة
وإن كان لديكم المزيد من النصائح الجيدة في التَعَلُم فشاركوها هنا لكى نستفيد منها جميعاً.