بقلم: عبدالفتاح موسى
كان يا مكان في سالف العصر و الأوان كان هناك مجموعة من رجال البدو الرحالة ينتقلون من مكان الي مكان واثناء رحلاتهم بالتحديد ذات ليلة غلبهم التعب والإجهاد فقرر شيخهم أن تنال المجموعة قسطاً من الراحة فنصبوا الخيام في مكان على أحد الوديان وكان قريباً من جبل كبير وجلسوا وأحضروا الطعام وبدأوا يأكلون و لكن أثناء تناول الطعام شعروا بأمر لم يكن طبيعاً حيث يأتي من اتجاه الجبل ولاحظوا تساقط الرمال وبعض الصخور الصغيرة من فوق الجبل فأصابهم الرعب الشديد و واسرعوا بالابتعاد عن الجبل وظلوا يراقبونه من بعيد منتظرين حدوث شيء كبير زلزال أو بركان مثلاً وفي لحظة هدأ الجبل و خرج من احد جحوره فأراً صغيراً و بعد أن كان يسيطر الرعب عليهم ظلوا يضحكون جميعاً و قال لهم شيخهم تمخض الجبل فولد فأراً .
و كانت هذه هي قصة المثل فكم من جبال أنجبت فئران . فكم مرة يا عزيزي تعشمت في احدهم و كم مره كانت توقعاتك في أحد الأشخاص سراباً.
فأنت في بعض الأحيان تعلق آمراً ما و يكون أمراً هاماً بل ومصيرياً بشخص ما فيصيبك بالإحباط حينما يلد الفأر بعد ان حسبته جبلاً.
تلك هي الايام و هكذا يكون الناس تظن في بعضهم انهم أصحاب شأن تخدعك المظاهر والملابس الباهظة الثمن و تتناسي ان هناك أناس أغلى ما فيهم ملابسهم وأرخص ما فيهم قلوبهم.
فهناك من يعطيك إنطباع أنه يستطيع أن يفعل أي شيء من أجلك و يعطي نفسه أكثر من حجمه الأصلي و هو في حقيقة الأمر ضعيف هذيل لا يستطع أن ينفع نفسه قبل أن ينفعك أو ينفع غيرك .
و هناك نوعاً آخر من تلك الجبال المزعومة بالفعل يكن لديها هذه القوة والقدر و يمكنه مساعدتك ولكن يمتنع عنك ليس لسبب معين ولكن شحا و بخلاً منه ويوفر طاقته لنفسه فقط أو لمن يرد له المعروف ويجامله في عالم المصالح لاشيئ مجاني وبالطبع هذا النوع لم يلد أيضاً إلا فأراً
و أخيراً يا عزيزي سوف احكي لك موقفاً مع صديق لي ، في يوم من الايام كنت جالس مع صديق وكنت يائساً محبطاً من موقف مع شخص ما كان يريد أن يمنع عني خيراً فقال لي صديقي لا تحزن ولا تغضب من هذا الشخص فهو في حقيقة الامر لم يفعل لك شيء على الإطلاق.
و قال لي أن الخير الذي تظن أنه منعه عنك لم يكن لك من الأصل فهو من نصيب شخصٌ آخر غيرك وليس كما تظن فإن كان لك لأتاك ولا يمكن لمخلوق مهما عظمت قدرته أن يمنعه عنك.
فتذكرت ما جاء في وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس في الحديث الذي رواه الإمام الترمذي أنه صلى الله عليه وسلم قال له: (… واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف) صدقت يا حبيبي يا رسول الله.
