أكبر مصفاة نفط في أفريقيا تواجه اتهامات خطيرة
أكبر مصفاة نفط في أفريقيا تواجه اتهامات خطيرة
كتبت: وفاء عبدالسلام
قال مسؤول حكومي كبير من أهمية أكبر مصفاة نفط في أفريقيا في سدّ الفجوة داخل سوق البنزين المحلية المتعطشة للإمدادات وخفض الأسعار ويراهن كثيرون على المصفاة وهي مصفاة دانغوتي النيجيرية بقدرة 650 ألف برميل يوميًا، لإنهاء استيراد الوقود من الخارج بتكلفة باهظة، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) وخرج الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم صناعة النفط، فاروق أحمد، بتصريحات صادمة تتهم مصفاة دانغوتي بالرغبة في احتكار السوق، ما جعل مواطنين يطالبون بإقالته من منصبه.
ووفق تصريحات المسؤول الكبير، فالمصفاة المملوكة لأغنى رجال أفريقيا أليكو دانغوتي في مدينة لاغوس، تنتج بنزينًا أقل جودة من نظيره المستورد، كما أن إنتاجها لن يكفي بمفرده في تلبية احتياجات سكان الدولة الواقعة غرب أفريقيا وخشية اتهامات بالاحتكار أيضًا، قرّر أليكو دانغوتي التخلّي عن خطط لدخول قطاع الصلب، في ضربة للصناعة المتعثرة منذ وقت طويل.
خلاف على استيراد الوقود
دافع رئيس هيئة تنظيم صناعة النفط في نيجيريا فاروق أحمد عن استمرار استيراد المشتقات النفطية من الخارج، رغم أن مصفاة دانغوتي بدأت منذ مطلع العام الجاري في إنتاج وقود الطيران والديزل.
وإذ قال، إن نيجيريا لا يمكنها الاعتماد على مصفاة واحدة لتلبية احتياجات الأمة، أكد أحمد أن بلاده لن تتوقف عن استيراد المشتقات النفطية كما اتّهم المصفاة بإنتاج ديزل عالي الكبريت بمعدل يصل إلى ألف جزء من المليون، مشيرًا إلى انخفاض الجودة بالمقارنة بمعيار غرب أفريقيا، وفق تقرير لصحيفة “بانش” المحلية (punchng) وكانت التصريحات ردًا على اتهامات لهيئة تنظيم صناعة النفط بمنح تراخيص لبعض التجّار لاستيراد البنزين عالي الكبريت.
وبدوره، قال فاروق، إن بنزين مصفاة دانغوتي يحتوي على النسبة الكبرى من الكبريت ونفى ما أسماه بـ”مزاعم” بعض وسائل الإعلام بشأن القيام بخطوات لإفشال المصفاة، قائلًا، إنها لم تحصل على تراخيص التشغيل بعد، كما أنها مازالت في مرحلة ما قبل التشغيل وبحسب فاروق، طالب القائمون على أكبر مصفاة نفط في أفريقيا من الهيئة وقف تراخيص استيراد الوقود، لتكون “دانغوتي” هي المزوّد الوحيد للوقود في نيجيريا.
وأوضح أنه لا يمكن الاعتماد بشدة على مصفاة واحدة، لأن دانغوتي تطلب تعليق أو وقف استيراد المشتقات النفطية كافة، وتوجيه كل شركات التسويق إلى المصفاة، مضيفًا أن ذلك لا يصبّ في صالح تحقيق أمن الطاقة، ولا السوق، لأنه بمثابة “احتكار” قبل تصريحات فاروق أحمد، واجهت مصفاة دانغوتي أزمات عدّة، كان آخرها مع شركات النفط العالمية التي اتُّهِمت بالتآمر من خلال رفض تزويدها بالنفط الخام أو البيع بسعر أعلى من السوق وقال نائب الرئيس لشؤون النفط والغاز في شركة دانغوتي إندستريز ديفاكومار إدوين: “يبدو أن هدف شركات النفط العالمية هو ضمان بقاء نيجيريا دولة تُصدّر الخام وتستورد المشتقات النفطية المكررة، إنهم يحرصون على تصدير المواد الخام إلى بلادهم.. ويُغرقون نيجيريا بالمنتجات المكررة باهظة الثمن، وبذلك يجعلوننا معتمدين على المنتجات المستوردة”.
وبسبب تلك الأزمة التي أعلن رجل الأعمال أليكو دانغوتي حلّها بمساعدة شركة النفط الوطنية والحكومة الفيدرالية، تأجَّل موعد طرح البنزين بالسوق المحلية شهرًا إلى أغسطس/آب (2024).
وظهر على السطح بوادر خلاف بين شركتي دانغوتي إندستريز، والنفط الوطنية النيجيرية، التي قيل، إنّ حصتها بالمصفاة 20%، لكن أليكو دانغوتي خرج في تصريحات ليقول، إن الشركة الحكومية لم تلتزم بسداد مقابل حصتها، ولذلك انخفضت النسبة إلى 7.2% من الأسهم بدورها، قالت شركة النفط، إنها اتخذت قرار وضع حدّ للمشاركة في أسهم المصفاة الضخمة قبل أشهر، وأبلغت “دانغوتي بذلك وأثارت تقارير حالة من الجدل بشأن عدم قدرة المصفاة على خفض أسعار البنزين، في ضوء قرار الرئيس برفع الدعم عن الوقود وارتفاع أسعار النفط عالميًا.
كما تعتمد المصفاة على واردات النفط من الخارج، في ضوء ضعف الإنتاج المحلي وتقلبات أسعار صرف الدولار أعلن رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لشركة دانغوتي غروب، أليكو دانغوتي، تخلّيه عن خطط سابقة لدخول صناعة الصلب وقال دانغوتي في يونيو/حزيران (2024)، إنه يدرس خططًا لدخول صناعة الصلب في المستقبل القريب، بعد استكمال أكبر مصفاة نفط في أفريقيا، مع الوصول إلى مستوى إنتاج يضمن كون كل الصلب المستعمل في غرب أفريقيا منبعه نيجيريا وعزا دانغوتي السبب إلى الرغبة في تجنّبه اتّهامه بالاحتكار، وفق تقرير لصحيفة “نايرا ميتريكس” النيجيرية (Naira Metrics)، الذي رصدته منصة الطاقة المتخصصة.