خلايا البويضات تعيش في المبيض لفترة طويلة بشكل غير عادي

خلايا البويضات تعيش في المبيض لفترة طويلة بشكل غير عادي
مصر:إيهاب محمد زايد
تولد الثدييات مع كل البويضات (أو خلايا البويضات) التي ستحتاجها في أي وقت، ولكن كيفية بقاء الخلايا حية ونشطة لفترة طويلة يعد أمرًا غامضًا. وقد كشفت دراستان الآن أن الأمر قد يعود إلى قوة بروتيناتها.
استخدم البحثان نظائر يمكن تتبعها مدمجة في أجنة الفئران النامية لقياس عمر البروتينات في المبيضين، ووجدوا أن العديد منها يعيش لفترة أطول بكثير من البروتينات الموجودة في بقية الجسم. يبدو أن وجود هذه الجزيئات “طويلة العمر” والدعم الذي تقدمه للبويضات والخلايا المحيطة بها أمر بالغ الأهمية في الحفاظ على الخصوبة.
قامت الدراسة الأولى التي أجراها فريق بقيادة باحثين من معهد ماكس بلانك للعلوم المتعددة التخصصات في ألمانيا، بتحليل البويضات في فئران عمرها 8 أسابيع، عندما كانت الحيوانات في ذروة الإنجاب. حوالي 10% من بروتينات البويضات التي تم إنتاجها أثناء وجود الحيوانات في الرحم كانت لا تزال موجودة.
ثم نظر الباحثون إلى الفئران الأكبر سنا لمعرفة المدة التي تستغرقها هذه البروتينات الثابتة لتتحلل. الجواب: ليس بسرعة كبيرة على الإطلاق، نسبيا. وبقيت بعض البروتينات في مبايض الفئران خلال معظم فترات حياتها القصيرة.
وكتب الباحثون في تقريرهم: “تثبت بياناتنا أن العديد من البروتينات في البويضات والمبيض مستقرة بشكل غير عادي، مع فترات نصف عمر أعلى بكثير من تلك المسجلة في أنواع الخلايا والأعضاء الأخرى، بما في ذلك الكبد والقلب والغضاريف والعضلات والدماغ”. ورقة منشورة.
“إن نصف عمر العديد من البروتينات أعلى بكثير في المبيض منه في الأعضاء الأخرى، والعديد من البروتينات الإضافية تكون طويلة العمر بشكل فريد في المبيض.”
كما وجدت دراسة ثانية أجراها فريق بقيادة باحثين أمريكيين دليلا على وجود بروتينات مبيضية طويلة الأمد لدى الفئران الصغيرة، بما في ذلك البروتينات التي كانت موجودة قبل ولادة الفئران. تم تحديد بروتينات معينة طويلة الأمد، مثل ZP3، للدراسات المستقبلية.
بعض هذه البروتينات القوية كانت موجودة في ميتوكوندريا الخلية، حيث يتم توليد طاقة الخلية. نظرًا لأن الميتوكوندريا موروثة كجزء من خلية البويضة التي ينمو منها الحيوان الثديي، فقد يضمن ذلك بقاء هذه العضيات الحيوية فعالة أثناء انتقالها من الأم إلى الأبناء.
في نهاية المطاف، حتى هذه البروتينات التي تعيش بشكل يتجاوز المعيار الطبيعي تتلاشى وتموت، حسبما أفاد الباحثون. تشير الدراسة إلى أن ذلك قد يكون مرتبطًا بالانخفاض الطبيعي في قدرة المرأة على الإنجاب، ويمكن أن يشير في النهاية إلى طرق لعلاج العقم أو على الأقل تشخيصه بشكل أفضل.
لا تزال النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسات على الفئران بحاجة إلى تكرارها على البشر، ولكن إذا حدث ذلك، فإنها ستمثل خطوة مهمة إلى الأمام في فهمنا للخصوبة وكيف يمكن الحفاظ على البويضات في حالة صحية.
وكتب الباحثون وراء الدراسة الثانية في ورقتهم المنشورة: “إن الثبات الاستثنائي لهذه الجزيئات طويلة العمر يشير إلى دور حاسم في الحفاظ على الأنسجة التناسلية مدى الحياة وتدهور الأنسجة التناسلية المعتمد على العمر”.
تم نشر البحث في Nature Cell Biology وeLife.