حوادث

مصطفى عبيدو يكتب عن كوبري أبوغالب على الرياح البحيري ذلك المشروع الجملي المنطقة انتظرته عشرات السنين و العمل به مستمر من أربع سنوات معديات الموت مازالت تحصد أرواح الأبرياء ٢٦ فتاة ضحية الإهمال و تأخر تنفيذ الكوبري

 

من شهر أكتوبر ٢٠٢٠ م و حتى الآن حوالى أربع سنوات يتم العمل فى مشروع إنشاء كوبري علوى على الرياح البحيري فى أبوغالب شمال الجيزة دون نهاية معلومة أو وقت محدد للانتهاء من هذا الكوبري العلوى فوق الرياح البحيري لينهى مأساة معديات الموت التى تحصد أرواح الأبرياء منذ عشرات السنين في هذا المحور الحيوي الذي يربط شرق و غرب الرياح البحيري ببعضها .. و يربط قري المنوفية و شمال الجيزة بالطريق الصحراوي و كافة المزارع و المصانع و المصالح غرب الرياح البحيري فى منطقة مدينة سفنكس و ما حولها .
و الكوبري العلوى حلم ظل يراود أهالى شمال الجيزة منذ سنوات بعيده.. ينتظرونه طويلاً و الخوف يتملكهم مما سيحدث و القلق يسيطر عليهم جميعاً ، فمن عليه الدور ليغرق فى هذا البحر العميق عبر تلك المعديات ؟! و من سيموت أولا و متى يستيقظ المسئولين ؟! و أى رقم من الأموات سيحركهم ، و كم شاب او فتاه ينتهى عمره غرقاً ؟! ماذا يجعلهم يتحمسون لإنهاء معاناة قرى شمال الجيزة مع تلك المعديات القاتله ، و الآن المصيبة أكبر ، لأن الكوبري العلوي بدأ العمل به و جسمه و أعمدته قائمه مرتفعه عاليه تخرج لسانها للجميع ، لكن الكوبري لم يكتمل منذ سنين و المعدية التي حدثت بها الكارثه هي معدية حكومية تابعه للمحافظة و مؤجرة و ملاصقه للكوبري مباشرة و كأن القدر يريد أن ينبهنا الي هذا الكوبري الجملي الذي لا ينتهي منذ سنين .

و بالأمس استيقظت محافظة الجيزة و المنوفية على مصيبه كبيرة بغرق سيارة ميكروباص محملة بفتيات عاملات و يقال إنه به حوالي ٢٦ فتاه يتجهن نحو مزارع الطريق الصحراوى و المعدية طريقها الوحيد منذ سنوات دون أى جديد او تغيير في الحال .. سوى أعمدة لهيكل كوبري و اسياخ حديدية اكلها الصدأ من الانتظار للانتهاء من هذا الكوبري الجملي الذى يسير العمل فيه مثل السلحفاه منذ سنين و كأنه معطل بفعل فاعل .

و الحزن الشديد يعتصر القلب على الفتيات الصغيرات ضحايا لقمة العيش بنات المنوفيه ، و خالص العزاء لأسرهم و ذويهم ، و نسأل الله تعالى أن يكلل جهود فرق الإنقاذ بانتشال من تبقى فى ظلمات البحر .
و فى هذا الحادث تحديداً عدة عبر .. أولها أنه حدث لعاملات فتيات شابات يقال انهن ٢٦ عامله يسعين للقمه العيش غالبيتهم من الطالبات اللاتي يعملن بالصيف يأتين من محافظة المنوفية للعمل و حدث ذلك كثيرا لسيارات العمال فى ذلك المكان تحديداً .. و اماكن اخرى مشابهة حيث يخرج العمال للعمل و يعودوا جثثا ..حوادث عديده آخرها بالأمس القريب معدية القطا التي غرقت بالعمال و اليوم معدية أبوغالب .. و بالتالى لابد من إنهاء هذه الكارثة الإنسانية و هي المعديات و إغلاقها نهائيا لوقف نزيف دم الشباب و عمل سلسلة كباري و إلغاء عمل المعديات و استبدالها بكبارى .
الأمر الثاني يبدو أن المصالح الشخصية تطغى علي المصالح العامة في شمال الجيزة ، فالخدمة العامة لدى البعض ممن يتصدرون المشهد مجرد لقطه أو صورة و كلمتين لناشرهم يسجل ما يريد نشره و فقط .. لكن متابعة التنفيذ و إزالة العراقيل و تذليل العقبات أمام أي مشروع أو خدمة عامة و مراقبة الشركة المنفذة إن لزم الأمر هذا ليس من ثقافة هؤلاء رغم أن لديهم السلطة أو الحصانة ، بل أحيانا تظهر ثقافة التعطيل و التأخير و التسويف .. لذا لابد من متابعة تنفيذ أى مشروع و أن تكون هناك مشاركة و مساعدة شعبية و متابعة مستمرة حتى لا يتسلل الكسل أو الفساد إلى تلك المشروعات الهامة .
الأمر الثالث أن العمل في الكوبري بدأ بالفعل .. لكنه توقف .. ثم بدأ العمل ثم توقف.. و طالت المده عن اللازم و الكباري السابقه المشابهه في أماكن متفرقة خير دليل علي ذلك .. فمدتها لا تتجاوز الستة شهور فقط خاصة و أن طول الكوبري بسيط و عرضه أيضا غير واسع .. و هنا لابد من محاسبة المسئول عن ذلك التعطيل أو التأخير .

الأمر الرابع هو عدم وجود وحدة إنقاذ نهري قريبة لموقع المعديات مما أدى لصعوبة انتشال الجثث أو الوصول لهم احياء فالهدف من الإنقاذ هو اخراج من يسقط بالرياح البحيري أحياء و ليس اخراج الجثث .
و كالعادة يظهر الصيادين و الجمعيات الأهلية بقرية وردان و ابوغالب و محطة ابو غالب ولنشات جمعية دعوة ألحق بنكلا كافة القرى معدنهم الاصيل و يتحركون بدافع انساني و شخصي ليبحثون عن الجثث يغطسون و يتحركون بامكانياتهم البسيطة .. و يقدمون الدعم والرعاية و المساندة لأهالي الضحايا .
لذلك لابد من وجود فرق إنقاذ أما متحركة أو ثابتة تكون قريبة من معديات الموت و متواجده بشكل مستمر فى شمال الجيزة.

الأمر الخامس هو عدم وجود مستشفيات قريبة مؤهلة لاستقبال المصابين أن خرج منهم احياء .. و ها قد رأينا أحد الحالات فارقت الحياة بعدما نقلها الإسعاف بدقائق للمستشفى.. لذا لابد أن تكون هناك مستشفى عام أو مركزي بشمال الجيزة و هذا أصبح ضرورة كبرى ليس لهذا الموقف فقط بل لأي موقف آخر .
الأمر السادس المعديات نفسها .. فأن قبلنا بعملها .. فهذا واقع مر ، وعلينا التأكد من سلامتها و تصاريحها ووسائل الأمان بها وهذه المعدية تحديداً و التي تتبع محافظة الجيزة كيف تسقط منها سيارة ميكروباص محملة بالبنات؟ و يغرقن .. كيف تنحدر بسرعه لتقع بالرياح البحيري دون أي مانع أو حاجز أو امان لحجز السيارات من الناحيتين الأمامية و الخلفية أو حتى اطواق النجاه لالقائها فوراً لمن يقع بالمياه أو يسقط .. هنا لابد من لجان الامان بمراقبة تلك المعديات كل فترة و بصفة دورية للتأكد من وسائل الامان بها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى