الكمبوتشا يمكن أن يؤدي إلى فوائد مماثلة للصيام

الكمبوتشا يمكن أن يؤدي إلى فوائد مماثلة للصيام

مصر:إيهاب محمد زايد

يدرك الناس أمعائهم وتريليونات الميكروبات التي تعيش فيها بشكل لم يسبق له مثيل. لكن العلماء ما زالوا يعملون على كيفية “زرع” أمعائنا بشكل آمن مع “البكتيريا الجيدة” التي قد تحسن جوانب معينة من الصحة.

الكمبوتشا هي واحدة من المشروبات الأكثر شعبية والتي تحتوي على نسبة منخفضة من الكحول في العالم، وجزء كبير من جاذبيتها هو قدرتها على تزويد الأمعاء بالبروبيوتيك.

تسبح الدفعة المخمرة من شاي كومبوتشا في الخميرة وبكتيريا الأمعاء “المعززة للصحة”، مثل ميكروبات حمض اللاكتيك، والتي ربطتها الدراسات بتحسين معالجة الدهون في الفئران.

ومع ذلك، من غير المعروف حتى الآن ما إذا كان الكمبوتشا قادرًا على توفير ما يكفي من النباتات الدقيقة لتغيير تركيبة الميكروبيوم البشري بأي طريقة مهمة.

وجدت دراسة جديدة عن الديدان المستديرة (Caenorhabditis elegans) دليلاً على أن الميكروبات المرتبطة بشاي كومبوتشا يمكنها “استعمار” أمعاء الحيوانات بقوة.

يقول الباحثون في جامعة نورث كارولينا تشابل هيل إن الديدان التي تم تغذيتها بهذه الميكروبات بدلاً من نظام غذائي آخر أظهرت عملية التمثيل الغذائي للدهون “متجددة”.

على وجه التحديد، أظهرت ديدان كومبوتشا انخفاضًا ملحوظًا في مخزون الدهون، ولم يكن ذلك بسبب ضعف امتصاص العناصر الغذائية. وبدلاً من ذلك، يشير التحليل الإضافي للنشاط الجيني للديدان إلى أن التأثير نابع من زيادة البروتينات التي تكسر الدهون المنتجة في أمعاء الدودة.

ويقول الباحثون إن مثل هذه التأثيرات تعكس فوائد الصيام لدى البشر.

وخلصت راشيل دوميز كورنيجاي، طالبة الدراسات العليا في علم الأحياء الجزيئي وفريقها إلى أن “هذا البحث يضع أساسًا حاسمًا لتفكيك الآليات الجزيئية التي قد تكمن وراء الفوائد الصحية المزعومة لشاي كومبوتشا باستخدام نموذج حيواني قابل للتتبع وراثيًا”.

في السنوات الأخيرة، ارتفعت مبيعات البروبيوتيك، التي تحتوي على بكتيريا حية، ومكملات البريبايوتك التي تغذي ميكروبيوم الأمعاء، حيث تربط الأدلة الناشئة بين بعض الميكروبات وتحسين النتائج الصحية.

لكن أسرار القناة الهضمية لا تزال وفيرة. لقد قام العلماء فقط بكشط سطح هذا المجال الناشئ. ما زالوا بحاجة إلى معرفة كيفية وصول الميكروبات إلى الأمعاء، وما الذي يغير تكوين الميكروبيوم، وكيف يمكن التحكم فيه. في حين تشير بعض الأبحاث إلى أن البروبيوتيك يمكن أن يحسن صحة المناعة أو اضطرابات الجهاز الهضمي، فإن النتائج حتى الآن مختلطة.

بالنسبة للكومبوتشا على وجه التحديد، فقد وجدت بعض الدراسات الصغيرة أن المشروب قد يفيد صحة الأمعاء لدى أولئك الذين يتناولون نظامًا غذائيًا على النمط الغربي. لكن معظم الأبحاث حتى الآن تم إجراؤها على نماذج حيوانية، ويمكن أن تكون النتائج متناقضة.

ليست كل أنواع الكمبوتشا مصنوعة بنفس الطريقة أيضًا. إنه يأتي في أشكال مختلفة مع تركيبات مختلفة من البادئات الميكروبية. إذا لم يتم الاحتفاظ بالمشروب في درجة حرارة مناسبة، فقد يموت هؤلاء اللاعبون المفيدون بسهولة قبل استهلاكهم.

حتى الآن، عدد قليل جدًا من التجارب السريرية البشرية اختبرت تأثير الكمبوتشا على صحة الأمعاء. في عام 2023، وجدت دراسة سريرية تجريبية أجريت على عشرات المشاركين أن الكمبوتشا والوجبات الغنية بالكربوهيدرات مجتمعة خفضت مستويات السكر في الدم أثناء الصيام بعد أربعة أسابيع مقارنة بالعلاج الوهمي.

تشير النتائج إلى أن الكمبوتشا قد يكون له تأثير مضاد لمرض السكري، ولكن يجب تأكيد ذلك بين مجموعات أكبر.

وجدت تجربة سريرية أخرى أكثر عمومية أن تناول نظام غذائي غني بالأطعمة المخمرة، بما في ذلك الكمبوتشا، يمكن أن يزيد من تنوع الميكروبيوم ويقلل علامات الالتهاب.

وبينما ننتظر المزيد من التجارب السريرية، فإن النماذج الحيوانية مثل C. elegans ستسمح للعلماء باستكشاف الآليات المحتملة وراء فوائد الكمبوتشا المزعومة. نظرًا لأنه يمكن الوصول إلى جينوم الديدان وتحليله بسهولة، فإن هذه الحيوانات تعد نماذج رائعة لمعرفة بروتينات الأمعاء التي يتم تنظيمها بعد استهلاك الميكروبات المرتبطة بالكومبوتشا.

وبالفعل، فقد أسفرت مثل هذه الأبحاث عن نتائج غير متوقعة.

“لقد فوجئنا عندما وجدنا أن الحيوانات التي تستهلك نظامًا غذائيًا يتكون من ميكروبات البروبيوتيك الموجودة في شاي كومبوتشا أظهرت انخفاضًا في تراكم الدهون …” يقول الباحثون من تشابل هيل.

“تشير هذه النتائج إلى أن الميكروبات الموجودة في شاي كومبوتشا تؤدي إلى حالة تشبه الصيام في المضيف حتى في وجود العناصر الغذائية الكافية.”

ونشرت الدراسة في مجلة PLOS Genetics.