إسلاميات
شيخ القراء وابن صانع الحصير
كتب : دكتور فوزي الحبال
الحاج خليل جاءته رؤيا عجيبة ،رأى عمودَه الفقري يتشكل ويتدلى عنقودًا من العنب، والناس تأتي جماعات جماعات ، يأكلون من عنقود العنب، وعنقود العنب لا ينفد ،و لمّا تكرّرت الرؤيا،ذهب لأحد الشيوخ وقصّها عليه، فسأله الشيخ إن كان له ذرية ،قال ولدي محمود عمره عامان ،قال الشيخ ألْحِقه بالأزهر ، يتعلّم العلوم الشرعية، فسوف يكون له شأن كبير، وقد كان .
الحاج خليل رجل يشتغل بصناعة الحصير وكان كلّما وجد مصلّى بلا حصيرة، أو مفروشاً بقش الأرز، هرع إليه وفرشه بالحصير الجديد، وكانت المصلّيات آنذاك تُفرش بالحصير .
ألحَقَه بالأزهر وختم محمودُ القرآنَ في عمر الثامنة، وكان أوّلَ من سجّل المصحف المرتل في أنحاء العالم بطريقة رواية حفص عن عاصم، ورفض أخذ أجرة مالية عليها فوضع الله لها القبول في الأرض .
1961 أول من سجّل القرآن برواية حفص عن عاصم.
1964 أول من سجّل القرآن برواية ورش عن نافع.
1968 أول من سجل القرآن برواية قالون ورواية الدورى عن أبي عمرو البصري.
1969 أول من سجّل القرآن المعلم طريقة التعليم .
1975 أول من رتل القرآن بطريقة المصحف المفسر.
1977 أول من رتل القرآن في الأمم المتحدة، وأذّن لصلاة الظهر في الأمم المتحدة.
1978 أول من رتل القرآن في القصر الملكي في لندن، و أوّل من رتل القرآن في قاعة هايوارت المطلة على نهر التايمز في لندن ،و أول قارئ يقرأ القرآن في البيت الأبيض ، وقاعة الكونغرس الأمريكي .
إنه القارئ محمود خليل الحصري شيخ القرّاء .
توفي رحمه الله في ٢٤ نوفمبر سنة ١٩٨٠م بعد صلاة العشاء بعد أن امتدت رحلته مع كتاب الله الكريم ما يقرب من خمسة وخمسين عامًا.
ولا نزال نأكل من عنقود العنب ، وعنقود العنب لا ينفد .
أحسن الوالدُ بفرش المساجد حتى لُقِّب بالحصري، فنشر الله صوت ابنه في أنحاء الأرض باسم الحصري الذي لا يزال يتردد على أسماعنا في مشارق الأرض ومغاربها بهذا اللقب ،لا تستصغر عملاً أردتَ به وجهَ الله .