منوعات

دور الأم في بناء الأسرة

بقلم الدكتورة: هبة المالكي 
الأم ليست أنشودة تتغنى ولا كلمة جامدة لا يفهم معناها وإنما هي نبع للعطاء ونور للحق وبستان للحياة فالأم يعجز اللسان عن وصفها وعن بيان فضلها أوصانا الله تعالى بها في كتابه بقوله : «وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ* وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ» (لقمان: 14-15)،
ورد في تفسير الطبري يقول – سبحانه عز من قائل – : وأمرنا الإنسان ببر والديه ( حملته أمه وهنا على وهن ) يقول : ضعفا على ضعف ، وشدة على شدة
فالأم وقبل أن تكون أما وزوجة كانت عزيزة في قومها بين أمها وأبيها ثم صارت زوجة لرجل قد يكون رجلا بمعنى الكلمة وقد يكون ذكرا فقط لايحمل هما ولا يراعي أحدا ثم صارت أما وفي هذه الحالة تجد الأم نفسها تصارع في بحر تتلاطمه الأمواج مابين رضى زوج وبين متطلبات أولاد تكفلهم وترعى مصالحهم وتنسى نفسها استجابة لمشاعر الأمومة بداخلها ما بين سهر ليالي حتى يسعد صغيرها وتقر عينه ومابين تحمل خدمة وتربية وتضحية فتجد الأم نفسها تاهت في متاهات الحياة حتى ينجو صغارها فإن كلمة الأم إذا وضعت في موضعها الحق نقول أن الأم هي الشمعة التي تحترق من أجل الآخرين وخاصة في هذا الزمان الذي نعيشه فالأم أحيانا تقوم بالدورين معا فقد تكون أما وأبا في آن واحد لأطفال ليس ذنبهم في هذه الحياة الدنيا إلا أنهم ولدوا ويرغبوا في أن يعيشوا حياة هادئة مستقرة
فالأم في هذه الحياة الدنيا جعلها الله مفتاحا للخير لأبنائها ومغلاقا للشر عنهم ومن هنا فقد أوصانا الله بها خيرا وعلى الأبناء أن يخفضوا جناح الذل لأمهم وأبيهم يقول سبحانه وتعالى في (سورة الإسراء 24)
“وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا”
فمن باب البر بالأم أن نعاملها بالحسنى وأن نسأل عنها ولايشغلنا عنها شاغل من شواغل الدنيا ولا صارف من صوارفها ونتذكر دائما ونضع نصب أعيننا أن من لايرحم لا يُرحم وأن أولادنا سيفعلون بنا تماما مثل الذي فعلناه بأمهاتنا فمن أحسن فلنفسه ومن أساء فعليها أسأل عن أمك طيب خاطرها بالكلمة الطيبة وبالإحسان إليها ولاتعقها وتنظر إليها نظرة مهانة أو استخفاف بها فإدخالك السرور على قلب أمك يوصلك إلى أعلى مراتب الثواب في الدنيا والآخرة ببركة دعواتها ووصلها صلها بالدعوات إن كانت على قيد الحياة وكذلك بعد الممات فأبسط الأمور أن يرد الإنسان الخير بالخير ولاينسى الفضل والمنة والعطف والإحسان ولنعلم جميعا أن الحياة دِوَل وكما تدين تدان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى