اسامه شحاته يتناول اهم الاحداث

صباح الخير قراءنا الكرام،
مع تغير كل أمورنا الحياتية، وتسارع معدلات التطور، نجد أن هذا التغير امتد لعمليات الشحن أيضًا، لتطل علينا آلية جديدة يطلق عليها “الدروبشيبنج” (dropshipping)، أو “إحالة الشحن”.
في هذا السياق، تحاول نشرتنا اليوم إلقاء مزيد من الضوء على هذه الآلية، وكيفية عملها، والمجالات المختلفة المرتبطة بها.
نتمنى أن ينال العدد إعجابكم، وأن يثري معارفكم.
القسم الأول: ماهية الدروبشيبينج (Dropshipping)
القسم الثاني: أرقام وإحصاءات
القسم الثالث: “الدروبشيبينج” في مصر
الفسم الرابع: “الدروبشيبينج” في السوق العالمية
القسم الخامس: أفكار كارتونية
القسم السادس: “الدروبشيبينج” والاستدامة
القسم السابع: “الدروبشيبينج” وسلاسل التوريد
القسم الثامن: “الدروبشيبينج” خلال جائحة “كوفيد-19”
الفسم التاسع: مستقبل “الدروبشيبينج”
لأن رأيك يهمنا.. شارك معنا فى تقييم النشرة
كان الهدف منذ خروج العدد الأول من هذه النشرة إلى النور قبل حوالي عام، أن تكون نافذة تواصل مباشر معكم.
الآن وبعد عام من إطلاق النشرة، تشرفنا خلاله بأن نطل عليكم صباح كل يوم عبر أكثر من 250 عدد، ولأن آرائكم تهمنا، وغايتنا الأولى والأخيرة هي تقديم خدمة معلوماتية ومعرفية متميزة لكم، قمنا بإعداد استطلاع سريع، مكون من ٦ أسئلة بسيطة وسريعة لنتعرف من خلالها على آرائكم في النشرة، ونبني على هذه الأراء، ونلبي أي مقترحات.
نتمنى أن تتفاعلوا مع استطلاع الرأي المرفق، فرأيكم دومًا يمثل إضافة لنا.
اضغط هنا لبدء الاستطلاع
القسم الأول
الدروبشيبينج: سمة الرأسمالية العالمية، فما هو؟

“الدروبشيبينج” (Dropshipping) أو “إحالة الشحن” هو طريقة شحن الطلب مباشرة من الشركة المصنعة إلى منزل العميل، دون أن يحتفظ بائع التجزئة بأي مخزون، وهو وسيلة لتجار التجزئة لتلبية طلبات العملاء، فبعد أن يشتري العميل منتجًا – عبر الإنترنت، أو في متجر مادي، أو عبر الهاتف – يتم شحن الطلب مباشرة من موِرد الجملة إلى منزله، لذلك لا يتعين على بائع التجزئة الاحتفاظ بالمخزون.
تم اعتماد تلك الطريقة تاريخيًّا من قِبل شركات الطلبات عبر البريد، وفيما بعد من قِبل المتاجر التقليدية لبيع الأثاث أو الأجهزة أو المنتجات التي يصعب الاحتفاظ بها باستمرار في المخازن، ومع ازدهار التجارة الإلكترونية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تحوّل المزيد من تجار التجزئة إلى الدروبشيبينج؛ لتلبية الطلبات عبر الإنترنت بكفاءة، وبات الدروبشيبينج سمة واضحة للرأسمالية العالمية؛ حيث يتكون ذلك النموذج من شبكة متشابكة ومعقدة من موردي المواد والمصنعين والموزعين والبائعين للتأثير على عملية التسوق عبر الإنترنت.
وفي ظل الدروبشيبينج باتت المنصات الرقمية، علامات تجارية افتراضية وواجهات متاجر برأس مال قليل وبدون مخزون مع عدد قليل من الموظفين، فهي في الأساس واجهات رقمية تم إنشاؤها من قبل رواد أعمال مستقلين، لا يمتلكون أو يتعاملون مع أي مخزون مادي قبل إنشاء متجر.
المصدر
منذ الستينات والسبعينات: ماذا عن تاريخ الدروبشيبينج؟

يعود تاريخ الدروبشيبينج إلى الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، قبل وقت طويل من ظهور الإنترنت وتطوره. فخلال ذلك الوقت، عادة ما كان يوجد مع الأشخاص الكتيبات أو الكتالوجات الصغيرة؛ حيث يمكن للمرء تقديم طلب المنتج المطلوب من الكتالوج عبر الهاتف ثم استلامه في منزله.
استمر الأمر هكذا لعدة سنوات إلى أن غيّرت المنصات الرقمية؛ مثل: “أمازون” (Amazon) و”إي باي” (eBay) الطريقة التي اعتاد الأفراد بيع المنتجات بها عبر الإنترنت؛ حيث بات في إمكان الأشخاص الذين يرغبون في بيع منتجاتهم وضعها على المواقع والسماح لمواقع التجارة الإلكترونية بتوجيه حركة المرور نحو ذلك المنتج.
أما اليوم، فعادة ما تحتاج المواقع فقط إلى العثور على المورد للمنتج الذي يقوم بالمهمة المتبقية لهم، خاصة في وجود مواقع؛ مثل: ” أليكسبريس” (Aliexpress) و”شوبيفاي”(Shopify) ، والتي سهلت بدء عمل التجارة الإلكترونية، مع سرعة العثور على الشركات المصنعة والمتسوقين هنا.
المصدر
منذ البداية: قصة انتشار الدروبشيبينج

ثمة عوامل عدة أسهمت في انتشار الدروبشيبينج على مستوى العالم، يأتي في مقدمتها منصة التجارة الإلكترونية “شوبيفاي” (Shopify)، والتي كان لها الأثر الأكبر في صعود الدروبشيبينج عالميًّا، لكنها لم تكن المنصة الأولى التي تقوم بذلك؛ فقد سبقتها منصات أخرى في مقدمتها أمازون (Amazon) ، و”إي باي” (e-Bay) اللتان فتحتا أبوابهما أمام بائعي التجزئة الخارجيين.
يمثل البائعون من الجهات الخارجية، نحو 50% من النشاط التجاري لشركة أمازون؛ حيث يبيع آلاف التجار من خلال (Fulfillment by Amazon) (FBA)، وهو برنامج يشبه الدروبشيبينج الذي يضمن لشركة أمازون نحو 15% من المبيعات، فعلى سبيل المثال تتطلب (FBA) من البائعين الاستثمار في البضائع – سواء أكانت مملوكة لهم أم من مصنع خارجي – وتخزينها في مستودعات أمازون للشركة للتعامل مع عمليات التعبئة والشحن والمرتجعات.
بالنسبة إلى المتسوقين، يقدم هذا نوعًا من مراقبة الجودة، حتى إذا تم بيع المنتج تقنيًا بواسطة شركات الشحن، فإن الطلب يصل في حزمة أمازون ويخضع للإرجاع والمبالغ المستردة بموجب سياسة أمازون.
في السياق ذاته، أشار “ألكسندر تشيرنيف”، أستاذ التسويق في مدرسة كيلوج للإدارة في “نورث وسترن” إلى أن الأمر لم يقتصر على “أمازون”؛ حيث سبقها في ذلك موقع “إي باي” الذي ساعد البائعين على زيادة عدد الزيارات للمنتجات الفردية، ومن خلاله لم يكن البائعون بحاجة إلى متجر مادي لشحن الأشياء، ولم يكن عليهم حتى بيع منتجات متعددة، فبإمكانهم النجاح، حتى لو كان هناك طلب مرتفع على منتج واحد فقط قاموا ببيعه.
وفي ظل إدراك إمكانية الربح بسرعة من انخفاض الشحن، فقد توافد البائعون على أي سوق افتراضية ترحب بهم، مثل(Facebook Marketplace) و (Etsy) وحتى (Depop)، حيث سئم البعض من الخضوع لمصالح “أمازون”، وزعموا أن نمو “أمازون” على مدار العقد الماضي جعل من الصعب الحفاظ على عمل مستقل؛ إذ تمثل “أمازون” نحو 37 % من جميع مبيعات التجارة الإلكترونية في أمريكا الشمالية.
في ظل تلك الأوضاع، سعى الكثيرون إلى البحث عن منصات أخرى تحصل على عائدات أقل من المبيعات وتسمح للبائعين بالاحتفاظ بهوية مميزة للعلامة التجارية والتواصل مع العملاء، وجاء في مقدمتها (Shopify)، والتي من خلالها يمكن توفير الدعم الخلفي: إنشاء موقع الويب ، ومعالجة الدفع ، والتسويق عبر البريد الإلكتروني ، والمساعدة في استهداف الإعلان.
ومن خلال تلك المزايا، أصبحت “شوبيفاي” (Shopify) المنصة المفضلة لشركات الشحن الحديثة وأي شخص يريد بيع الأشياء عبر الإنترنت، من العلامات التجارية المباشرة إلى المستهلكين إلى منشئي المحتوى، وهكذا فالتوسع في الدروبشيبينج شهادة على هيمنة “شوبيفاي” الناشئة في التجارة الإلكترونية، وهو مدعوم بظهور وسائل التواصل الاجتماعي القابلة للتسوق.
المصدر
الدروبشيبينج: مزايا عديدة وفوائد كبيرة

ثمة العديد من المزايا والفوائد التي يوفرها الدروبشيبينج لرواد الأعمال الطموحين، والتي يأتي في مقدمتها:
سهولة إنشاء شركات الدروبشيبينج: لا تحتاج شركات الدروبشيبينج إلى خبرة عمل سابقة، كما يتميز هذا النموذج بأنه منخفض التكلفة، خاصة عند مقارنته بأنواع أخرى من نماذج أعمال البيع بالتجزئة؛ حيث لا توجد حاجة إلى مستودع لتخزين المنتجات أو فريق عمل كبير.
عدم الحاجة إلى مكان عمل: لا يحتاج الدروبشيبينج إلى مكان عمل، ويمكن إدارة النشاط التجاري بالكامل من جهاز الكمبيوتر، دون الحاجة إلى القيام بأي استثمارات عالية المستوى، وستكون أكبر النفقات هي الإعلانات.
المرونة: يُعدُّ الدروبشيبينج واحدًا من أكثر المهن مرونة التي يمكن لأي شخص متابعتها؛ حيث يمكن العمل من المنزل، والعمل في الأوقات الأكثر ملاءمة، هذا فضلًا عن أنه يوفر مساحة كبيرة لاتخاذ القرارات المناسبة.
سهولة الإدارة: يمكن إدارة كل شيء في الدروبشيبينج بأقل قدر من المتاعب، فبمجرد العثور على الموردين وإعداد كل شيء، ستكون مسؤولًا فقط عن إدارة واجهة المتجر عبر الإنترنت.
المصدر
الوجه الآخر للدروبشيبينج: ماذا عن التحديات؟

رغم المزايا العديدة التي يتمتع بها الدروبشيبينج، لكن ثمة تحديات وتأثيرات سلبية في المقابل يجب التعامل معها عند اللجوء إليه، ومن بينها:
الاعتماد على موردي الطرف الثالث: يعتمد الدروبشيبينج بشكل أساس على الموردين، ما يجعل عمله متوقفًا على هؤلاء الموردين ومتأثرًا بهم، فإذا توقف أحد الموردين فجأة عن العمل، فسيواجه الدروبشيبينج اضطرابًا هائلًا في العمليات التجارية. كذلك يضع الدروبشيبينج السيطرة على مجالات مثل، توافر المنتج ومراقبة الجودة في أيدي أطراف ثالثة أيضًا، فيحرم تجار التجزئة من القدرة على تقديم خدمات ذات قيمة مضافة.
مستوى عال من المنافسة: وذلك نتيجة للسهولة التي يتمتع بها، وهذا يعني أنه ما لم يكن للشركة اتفاقية حصرية مع أحد الموردين لشحن بعض المنتجات، فلا يوجد ما يمنع المنافسين من بيع نفس المنتجات التي تقدمها.
هوامش ربح ضيقة: نظرًا لأن الدروبشيبينج يتضمن الاستعانة بمصادر خارجية لجزء من عملية تنفيذ الطلب لطرف ثالث، فإنه يقلل من الإيرادات، ما يعني ضرورة زيادة حجم المبيعات من أجل تحقيق نفس الربح مثل بائع التجزئة التقليدي.
المصدر
النهج الصحيح: كيف يمكن إدارة الدروبشيبينج بفعالية؟

في ظل المزايا التي يتمتع بها الدروبشيبينج والتحديات والتأثيرات السلبية التي يواجهها، فالأمر يتطلب إدارته بفعالية من خلال استراتيجيات محددة، يأتي في مقدمتها:
أبحاث السوق: يمكن استخدام الدروبشيبينج للتخفيف من المخاطر في تجربة منتجات جديدة واستخدامها في أبحاث السوق. وبدلًا من استخدام منتج لا يمكن التنبؤ به، يتطلب الأمر اختباره بفترة تجريبية باستخدام الدروبشيبينج. ومن خلال الدروبشيبينج أيضًا، يمكن تقدير أفضل لمقدار المبيعات؛ مما يوفر رقمًا أكثر دقة للكمية التي يجب شراؤها.
الحماية من الإفراط في البيع: تقلبات السوق لا يمكن التنبؤ بها دائمًا، لذلك فبدلًا من زيادة تكاليف المخزون عن طريق زيادة المخزون لتلبية الحد الأقصى غير المحتمل، فإن وجود مورد الدروبشيبينج كنسخة احتياطية يوفر الأموال دون فقدان تلك المبيعات.
تأمين ضد المخاطر المحتملة: توفر خيارات الدروبشيبينج تأمينًا ضد الظروف القصوى، فإذا نشبت أحداث غير متوقعة؛ مثل: كارثة طبيعية في مساحة المستودع، فلا يزال هناك إمكانية لتلبية الطلبات المعدة مسبقًا عن طريق الدروبشيبينج، وينطبق الشيء نفسه على التأخيرات المفاجئة في الشحن.
المصدر
اللاعبون الرئيسون في الدروبشيبينج

ثمة لاعبون رئيسون يتحكمون في الدروبشيبينج، ويأتي في مقدمة هؤلاء اللاعبين صاحب الدروبشيبينج أو البائع المسجل كما يطلق عليه، وذلك باعتباره الشخص الذي يبيع المنتج إلى المستهلك النهائي، فهو من يحدد السعر، ويسجل الشراء كإيرادات، ويتحمل المسؤولية عن ضريبة المبيعات على عملية بيع معينة، حتى عندما يقوم طرف ثالث بتخزين العناصر وشحنها، فهو البائع المسجل لأنه يمتلك المنتجات قبل شحنها إلى العميل.
يتمثل ثاني اللاعبين في المصنّعين، الذين يصنعون منتجات لبيعها لتجار الجملة وتجار التجزئة؛ حيث يمكن شراء البضائع من الشركات المصنعة، ولكن قد تكون كميات الشراء بالجملة المطلوبة عائقًا أمام بدء العمل أو توسيع نطاقه، وفي هذا السياق، قد تقدم بعض الشركات المصنعة خدمات الدروبشيبينج.
ثالث هؤلاء اللاعبين، هم تجار الجملة، ففي سلسلة توريد المنتجات النموذجية، يشتري تجار الجملة من الشركات المصنعة ويبيعونها لتجار التجزئة بسعر طفيف، فهم يعملون كوسطاء، لا يبيعون للمستهلكين النهائيين، ولكن قد يقدمون خدمات دروبشيبينج لتجار التجزئة.
المصدر
منتجات الدروبشيبينج: ماذا عن أفضلها وأكثرها ربحية؟

رغم تعدد منتجات الدروبشيبينج، لكن ثمة منتجات معينة تتمتع بالأفضلية والمزيد من الربحية مقارنة بغيرها من المنتجات، ومن بينها:
المنتجات الصديقة للبيئة: أصبح المستهلكون أكثر وعيًا بالبيئة من أي وقت مضى، وتنعكس مشاعرهم في عادات التسوق لديهم، فقد وجدت دراسة أجرتها “جرين برينت” (GreenPrint) أنه إذا تم تصنيف المنتج بوضوح على أنه صديق للبيئة، فمن المرجح أن يشتري العملاء 78% من المنتج. كذلك وجدت دراسة استقصائية أجرتها شركة “برايس ووترهاوس كوبرز” أن 50% من المستهلكين على مستوى العالم يعتبرون أنفسهم أكثر صداقة للبيئة الآن، و53% يشترون منتجات أكثر استدامة.
النباتات: وفقًا لجمعية البستنة الوطنية، فقد نمت مبيعات النباتات المنزلية في الولايات المتحدة الأمريكية إلى 1.7 مليار دولار أمريكي على مدى ثلاث سنوات – بزيادة تقارب 50%.
كما أظهرت دراسة “ساينس دايلي” (ScienceDaily) أن النباتات الداخلية تحسن التركيز والإنتاجية بنسبة تصل إلى 15%، واليوم تنمو صناعة النباتات أكثر من أي وقت مضى؛ حيث يبحث الأفراد عن منافذ إبداعية جديدة ومهدئة وغير رقمية في الداخل والخارج.
منتجات العمل من المنزل: يمكن لمن يقوم بالدروبشيبينج الاستفادة من جميع الأموال التي يستثمرها العمال عن بُعد بعناصر تعزز مساحات العمل والإنتاجية ورغم أن الكراسي والمكاتب قد تكون ثقيلة بحيث لا يمكنك البدء بها، فإن هناك عناصر أخرى تعمل على تحسين وظيفة مساحة العمل – بما في ذلك حوامل الكمبيوتر المحمول وكاميرات الويب.
مستلزمات الحيوانات الأليفة: تعتبر مستلزمات الحيوانات الأليفة فئة مستقرة يجب أن يأخذها المتسوقون في الاعتبار عند تحديد المكان المناسب للبيع فيه، حيث ينفق المالكون ما يصل إلى 500 دولار أمريكي على حيواناتهم الأليفة كل عام ، ويذهب جزء كبير منها إلى الإمدادات.
وقد شهدت فئة مستلزمات الحيوانات الأليفة طفرة في عام 2020 والتي من المحتمل أن تكون مرتبطة بزيادة تبني الحيوانات الأليفة في عام 2020؛ نتيجة جائحة “كوفيد-19” وفي هذا الصدد، فمستلزمات الحيوانات الأليفة تعدُّ فئة صناعية رائدة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث بلغت مبيعاتها حوالي 22.1 مليار دولار في عام 2020، وهنا تأتي أطباق الطعام والأسرة والألعاب دائمًا منتجات جيدة لتبدأ بها.
المصدر
دور الدروبشيبينج في التجارة الإلكترونية

بالتزامن مع التطوُّر التكنولوجي الذي بات يواكبه العالم، أصبح مصطلح الـ “دروبشيبينج“(Drop Shipping) يتردد في كثير من الأحيان، ويعني قيام بائع التجزئة الإلكتروني بتحويل طلبات العملاء إلى تاجر الجملة أو إلى الشركة المصنعة، ويعتبر هذا الإجراء أسلوبًا لإدارة سلاسل التوريد التي لا يحتفظ فيه بائع التجزئة بالبضائع.
استجابةً للتطور التكنولوجي السريع خلال الآونة الأخيرة، ثمة ضغوط شديدة باتت تواجه تجار الدروبشيبينج الإلكترونيين أثناء تقديم المنتجات والخدمات بسرعة أكبر من ذي قبل، حيثُ أصبحت تلك الضغوط ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمدى قدرة التاجر الإلكتروني الإيفاء بالخدمات المقدمة بشكل فعال، والذي يعتبر من أكثر المهام تعقيدًا للتاجر الإلكتروني.
وفي دراسة بحثية أُجريت في شركة “داستن” (Dustin) في السويد -الرائدة في مجال تكنولوجيا المعلومات والأجهزة الإلكترونية المخصصة للاستخدام اليومي- أظهرت نتائجها أن البيع عبر سلاسل التجزئة والاستعانة بمصادر خارجية لهما خصائص متشابهة، ويُستخدمان لتحقيق نتائج متكافئة، إلا أنه من غير المؤكد ما إذا كان هناك ترابط بين انخفاض البيع عبر سلاسل التجزئة، وأسلوب الاستعانة بمصادر خارجية.
المصدر
الدليل الكامل للدروبشيبينج: الطريق المتعرج بين الإيجابيات والسلبيات

يمنح نشاط الدروبشيبينج الإلكتروني البائعين ميزة إطلاق متاجر إلكترونية دون الحاجة إلى امتلاك البضائع والمنتجات، فضلًا عن التخفيف من متاعب سلاسل التوريد، مثل إدارة المخزون، أو تحمل أعباء لوجستيات الشحن.
كما يُمكّن هذا النشاط الإلكتروني السهل البائعين من نقل وتوصيل المنتجات إلى مختلف أنحاء العالم في الوقت المناسب، وبطريقة فعالة من حيث التكلفة، حيثُ يتميز هذا النموذج من التجارة بانخفاض استثمار رأس المال، إلا أنه في الوقت نفسه لا يخلو من التحديات.
في هذا الإطار، هناك مجموعة من المقاربات التي تُظهر الإيجابيات والسلبيات لنشاط الدروبشيبينج الإلكتروني، وسنقوم بطرح الإيجابيات أولًاـ وهي كالآتي:
انخفاض رأس المال المُستثمر: حيثُ يتيح هذا النشاط تجنب إنفاق مبالغ ضخمة على المخزون مقدمًا، بل يُصبح للتاجر مطلق الحرية في الحصول على منتجات تتوافق مع قدراته المادية، ومن ثمَّ طرحها في السوق قبل حتى إجراء عملية البيع.
المرونة: تتيح تجارة البيع بالتجزئة الإلكترونية للشركات الصغيرة التحكم في عدد ساعات العمل، كما تُمكّن أصحاب المشروعات تشغيل أعمالهم فعليًّا من أي مكان في العالم؛ حيثُ ينصب التركيز الأساسي في هذا النشاط على التواصل الفعال مع العملاء والموردين.
القابلية في التوسع: فكلما زادت عدد الطلبات التي يحصل عليها التاجر، زاد العمل المطلوب للوفاء بها، وهنا يتولى المُورّد هذه المسؤولية من حيثُ الإنتاج والاختيار والتعبئة والشحن؛ الأمر الذي يجعل من السهل تجنب اختناقات سلاسل التوريد، وتنمية عمليات البيع والشراء بسرعة.
قابلية الاختبار: أتاح البيع بالتجزئة الإلكتروني إمكانية تبديل المنتجات داخل المتجر وخارجه كما يشاء التاجر، وسهولة الحصول على المنتجات الجديدة، وتحسين الجهود التسويقية لأي منتج؛ مما يحقق أفضل أداء، وأعلى هامش.
القدرة على تنويع المنتجات: حيثُ يمنح النشاط القدرة على الحفاظ على العديد من الشركات، ومن ثمّ تنويع عروض المنتجات، وبالتالي توفير قدر من الحماية من تقلبات السوق الموسمية.
في المقابل، وعلى الرغم من العديد من المزايا التي تمنحها تجارة البيع الإلكتروني، فإن هناك العديد من السلبيات التي تظهر أثناء ممارسة نشاط البيع بالتجزئة الإلكتروني، وهي:
زيادة عنصر المنافسة: حيثُ يُمكن لأي شخص لديه متجر على الإنترنت، ومُورّد الدخول في أعمال التجارة الإلكترونية؛ ونتيجة لذلك، تصبح العديد من الأسواق الإلكترونية مشبعة بدرجة عالية من قبل المتاجر التي تقدم منتجات متطابقة يتم الحصول عليها من نفس الموردين.
انخفاض هامش الربح: في هذا النشاط الذي يتشاطر فيه أطراف متعددة، يُمكن تقييد أسعار الجملة بسبب الحجم الصغير نسبيًّا للطلبات في أي وقت، وإلى جانب المنافسة العالية، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تقليل هوامش ربح العديد من التجّار الإلكترونيين قد يصل إلى 10%.
طول مدة تسليم الطلبات: تصبح الأوقات التي يأخذها الطلب حتى وصوله إلى المستهلك نتيجة ثانوية طبيعية للطريقة التي تعمل بها عملية التجارة الإلكترونية، وتتمثل في أن أوقات الشحن تصبح أطول بكثير مما لو كان العميل في نفس مكان البائع.
احتمالات حدوث مشكلات مع الموردين: على الرغم من أن العزوف عن مسؤولية التعبئة والشحن يمكن أن يُوفّر بعض الوقت، فإن احتمالات حدوث مشكلات مع أحد الموردين يمكن أن يكون له تأثير معاكس في أحد طلبات العملاء.
عدم وجود رقابة على الجودة: تواجه جميع الشركات المصنعة جزءًا من المنتجات المعيبة، وعندما يخسر تجار التجزئة عبر الإنترنت هذا الإشراف المباشر على ضمان الجودة، قد يُخفّف المُصنّع معايير جودة المنتجات؛ مما يؤدي إلى مزيد من المنتجات المعيبة.
ختامًا، يُعدُّ نشاط التجارة الإلكتروني مثله مثل بقية الأنشطة الأخرى، لديه من المميزات والعيوب ما تُعرف به مختلف الأنشطة الإلكترونية الأُخرى، إلا أن تجارة التجزئة الإلكترونية تُعدُّ طريقة رائعة لاختبار منتج أو مُورّد جديد؛ نظرًا لإشباع السوق بالمنافسين، فمن المحتمل أن يضطر البائع إلى التنافس على السعر بمجرد إثبات قدرته على الوصول إلى السوق المستهدفة بمنتجه.
المصدر
الدروبشيبينج وخدمة العملاء: 7 تحديات مختلفة.. وحلول لمواجهتها

مع بدء العديد من الأشخاص نشاطهم التجاري عبر الإنترنت، ربما لا تجد آلية خدمة العملاء مكانها وسط هذا النشاط، على الرغم من أن الاهتمام بخدمة العملاء يعتبر أمرًا في غاية الأهمية، فضلًا عن كونه أحد أهم جوانب أي عمل تجاري.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الاهتمام بتقديم خدمة عملاء ممتازة يؤدي إلى ارتفاع معدلات اكتساب العملاء الجدد، ويُعدُّ توفير خدمة عملاء ممتازة أكثر أهمية في التجارة الإلكترونية نتيجة تزايد عنصر المنافسة في هذا النشاط الإلكتروني.
في المقابل، هناك مجموعة من التحديات الأكثر شيوعًا تواجه المتاجر الإلكترونية أثناء تقديم الخدمة للعملاء المختلفين، والتي يتعين على الأنشطة التجارية الإلكترونية التعامل معها على أساس يومي، والأهم من ذلك تعلُّم كيفية التغلب عليها، وهي:
انخفاض مستوى خدمة عملاء متاجر تجارة التجزئة الإلكترونية: على الرغم من ارتفاع التوقعات بنمو حجم سوق الشحن السريع العالمي بنسبة 28% بين عامي 2019 و 2025، جنبًا إلى جنب مع النمو الهائل للتجارة الإلكترونية، فإن انخفاض مستوى خدمة العملاء يُعتبر أحد أكبر العقبات التي تواجه الشركات العاملة في هذا النشاط.
يمكن في هذا الإطار التغلب على هذا التحدي باتباع قدر كافٍ من الاحترام مع العملاء، بالإضافة إلى تبني أسلوب متابعة ما بعد البيع، والتعامل مع المرتجعات بفعالية ومرونة.
خدمة العملاء غير الشخصية: حيثُ إن عدم قدرة المتجر الإلكتروني على تقديم خدمة العملاء لكل عميل على حدة يجعل من الصعب تقديم نهج كامل للتعامل مع العملاء بشكل شخصي، ويمكن التغلُّب على هذا التحدي عن طريق تطوير علاقات أكثر جدوى، وزيادة رضا العملاء، والتعاون بين الإدارات، مثل: التسويق والمبيعات وخدمة العملاء.
عدم وجود وكيل بشري للرد على استفسارات العملاء: حيثُ لا يوجد لدى المتاجر الإلكترونية مساعد مبيعات متاح بسهولة لمساعدة الزائرين بالنصائح المتعلقة بمنتجاتهم أو خدماتهم، ويمكن التغلُّب على ذلك بتطبيق “الأتمتة”؛ حيثُ إنها تُعدُّ طريقة ممتازة لزيادة رضا العملاء، وتقوم العديد من الشركات الآن بأتمتة عمليات خدمة العملاء، وتُعدُّ الأتمتة منطقية يمكن أن تساعد الشركات على تحقيق مبيعات أعلى بتكاليف أقل.
الرد على استفسارات العملاء في الوقت المحدد: تمثل رغبة العملاء في تلقي الإجابة في اللحظة التي يتساءلوا فيها تحديًا كبيرًا للمتاجر الإلكترونية، ويمكن التغلُّب عليه عن طريق التفكير في إنشاء مركز اتصال متعدد القنوات للإجابة عن جميع الاستفسارات في الوقت المحدد.
تقديم إجابات للأسئلة الشائعة على موقع الويب الخاص بالمتجر: من وجهة نظر خدمة العملاء، لا يمكن لموظفي خدمة العملاء التواصل مع عملاء المتجر، ولمواجهة هذا التحدي، يتعيّن على صاحب المتجر الإلكتروني السماح لعملائه بالاتصال بفريق خدمة العملاء بسهولة، والحصول على جميع المعلومات الضرورية على موقع الويب الخاص بالمتجر.
البيع بالتجزئة متعدد القنوات يتطلب دعم عملاء متعدد القنوات: دائمًا ما يتوقع العملاء إمكانية التسوق عبر مختلف القنوات والمنصات، الأمر الذي يفض تحدي الجمع بين قنوات المبيعات الخاصة بالمتجر من خلال منصات التواصل الاجتماعي والأسواق والمتاجر عبر الإنترنت كلما أصبح ذلك ممكنًا، ويتطلب التعامل مع هذا التحدي بذل الجهد في الخدمات الإضافية التي يمكن أن تُعزّز تجربة العميل، كالتوسع في تنفيذ استراتيجية متعددة القنوات حتى تصبح متاجر الويب والأسواق والتطبيقات ومنصات الوسائط الاجتماعية متاحة حتى في وضع عدم الاتصال، وهو لا يشمل المبيعات فحسب، بل يتضمن أيضًا خدمة العملاء.
الاهتمام بسرد التفاصيل الإضافية الخاصة بالمنتج: بالنسبة لبعض المنتجات أو الخدمات المحددة، والتي يتم بيعها تقليديًّا في وضع عدم الاتصال، يمكن أن يشكل التشغيل عبر الإنترنت تحديات أكثر صعوبة، كبيع النظارات عبر الإنترنت دون أن يحاول العملاء تجربتها أولًا، ويمكن التصدي لذلك من خلال بذل الجهد في سرد تفاصيل ذاتية شاملة تصف المنتجات.
ختامًا، تُعدُّ بيئة البيع بالتجزئة عبر الإنترنت صعبة للغاية في عالم اليوم، لا سيما في ظل احتدام المنافسة بالتزامن مع تفشي جائحة “كوفيد-19″، لذلك، يجب على كل متجر إلكتروني معاملة كل عميل بعناية فائقة وتطبيق النصائح المذكورة حول كيفية التغلب على هذه التحديات.
المصدر
القسم الثاني
اتجاهات وتوقعات صناعة “الدروبشيبينج” حتى عام 2027

ستنمو سوق ” الدروبشيبينج” بمعدل نمو سنوي مركب قدره 28.80% في الفترة المتوقعة من 2020 إلى 2027، ويُعدُّ الانتشار المتزايد للهواتف الذكية عاملًا أساسيًّا يدفع بنمو السوق.
هذا، وتُعدُّ الزيادة في دخل المستهلك عاملًا حاسمًا في تسريع نمو سوق ” الدروبشيبينج”، كما أن صناعة التجارة الإلكترونية سريعة النمو، وتوسيع قاعدة المستهلكين من المتسوقين عبر الإنترنت، وزيادة تفضيل التسوق عبر الإنترنت هي العوامل الرئيسة من بين عوامل أخرى تعزز سوق ” الدروبشيبينج”، بالإضافة إلى ذلك، فإن التطورات والتحديثات التكنولوجية المتزايدة ستخلق المزيد من الفرص الجديدة لتلك السوق خلال فترة التوقع المحددة.
المصدر
تقديرات حجم سوق ” الدروبشيبينج” استنادًا إلى التوزيع الجغرافي

يتم تقسيم سوق “الدروبشيبينج” العالمية إلى خمس مناطق رئيسة وهي؛ أمريكا الشمالية، وأوروبا، وآسيا والمحيط الهادئ، وأمريكا اللاتينية، ومنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.
وتشير التقديرات إلى أن سوق “الدروبشيبينج ” في منطقة آسيا والمحيط الهادئ ستشهد نموًا ملحوظًا خلال فترة التوقعات المحددة على خلفية ازدهار النمو الاقتصادي في تلك المنطقة، وتزايد قاعدة المستهلكين، بالإضافة إلى العدد الكبير من الشركات المُصنعة لمختلف المنتجات، بما في ذلك صناعة المنسوجات والأثاث والإلكترونيات.
في السياق ذاته، من المتوقع أن تكتسب السوق في منطقة أمريكا الشمالية الحصة الكبرى من النمو طوال فترة التوقعات بسبب الاعتماد المتزايد على “الدروبشيبينج”، لأنه يوفر التكلفة ويتطلب استثمارات أقل. لذا، تم إنشاء عدد كبير من مشروعات “الدروبشيبينج” في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا خلال السنوات القليلة الماضية، ومن المحتمل أيضًا أن يؤدي وجود العديد من المساهمين الرئيسين في المنطقة إلى تعزيز نمو السوق.
المصدر
سوق “الدروبشيبينج” العالمية ستصل إلى 571.1 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2027

من المتوقع أن تصل السوق العالمية “للدروبشيبينج ” المقدرة بـ 128.6 مليار دولار أمريكي في عام 2020 إلى حجم قدره 571.1 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2027، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 23.7% خلال فترة التحليل 2020-2027.