في ندوة بدار الكتب.. تراثنا العلمي متصل ومتجدد والأمية العلمية إلى زوال
أقامت الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، برئاسة الأستاذة الدكتورة نيفين محمد موسى، اليوم أولى ندوات سلسلة شوامخ المحققين التي ينظمها مركز تحقيق التراث التابع للإدارة المركزية للمراكز العلمية بالهيئة.
أقيمت الندوة بعنوان “من شوامخ المحققين.. أحمد يوسف الحسن” وتحدث فيها الأستاذ الدكتور عبد الحميد مدكور عضو مجمع اللغة العربية مؤكدا أن الفحص الدقيق لتراثنا العلمي يدلنا على تميز المحتوى الذي قدمته الحضارة الإسلامية للفكر الإنساني. وحضارتنا لم تكتف بترجمة ما توصلت إليه الحضارات الأخرى بل أضافت وعدلت وقدمت علوما أخرى كعلم مصطلح الحديث. كما صححنا بعض العلوم كعلم الكيمياء الذي كان ينظر له أنه قاصر على تحويل المعادن إلى ذهب.
وكان اليونانيون يهتمون بالجانب الفكري لكننا أضفنا الجانب العملي إلى الفكر والعلم. وهذا هو ما جعل الحضارة الإسلامية مستمرة ومتواصلة.
ومن جانبه تحدث الدكتور أحمد فؤاد باشا الأستاذ بكلية العلوم ونائب رئيس جامعة القاهرة سابقا عن علم الميكانيكا الذي كان يعرف قديما باسم علم الحيل. وأعرب الدكتور أحمد فؤاد باشا عن أسفه من انتشار الأمية العلمية وقد يعزى ذلك إلى صعوبة اللغة العلمية وغياب المنهجية السليمة في التعامل مع التراث.
وتحدث الدكتور أحمد فؤاد باشا عن كتاب الحيل لبني موسى الذين كانوا ثلاثة أشقاء علماء و ذكروا في كتابهم أكثر من ١٠٠ حيلة واختراع والذي ترجمه دونالد هيل إلى اللغة الإنجليزية ثم جاء أحمد يوسف الحسن وحقق ذلك الكتاب مستعينا بالنص الأصلي والترجمة الإنجليزية. وعمل الحسن أستاذا زائرا في عدة جامعات أوروبية ومن مؤلفاته تحقيق تقي الدين والهندسة الميكانيكية لابن معروف، والساعات المائية والهندسة المدنية العربية وغيرها من المؤلفات المهمة التي قدمت للعالم إسهامات المسلمين في مجالات الميكانيكا والهندسة وغيرها من العلوم.
وخلصت الندوة إلى أهمية الدور الفريد الذي لعبه أحمد يوسف الحسن في شرح وتحقيق المخطوطات العربية العلمية حيث كان مهندسا بارعا وقد اهتم بوضع معجم مفاهيمي لشرح المصطلحات المعقدة والتقنيات المختلفة التي اكتشفها أو اخترعها العلماء العرب.