منوعات

“الذوق مخرجش من مصر” مقولة شهيرة تعرف على قصتها

كتبت خلود فراج
 أولا لابد أن نعرف من هو “الذوق”؟  الذوق هو أسم أحد التجار والفتوات فى مصر قديما ، و يدعى “حسن الذوق” ، كان يعيش بحي الجمالية بعصر المماليك ، كان معروف بين الناس بأخلاقه وحكمته لذلك كان يرجع إليه الناس لأخذ مشورته .
كان للفتوات في ذلك الوقت دورا تاريخيا بالغ الخطورة على المستوى الاجتماعى والمستوى السياسى فى أواخر الدولة العثمانية فى مصر ، بعد ان شهدت البلاد انهيارا سياسيا وصراعا على الحكم ، أدى بالبلاد إلى فوضى عارمة ولم يجد الشعب بدا معها من اللجوء إلى الفتوات طلبا للحماية وإسهاما فى تحقيق العدل ومن ثم التوازن الاجتماعي .
كان الشيخ “حسن الذوق” أحد تجار الحسين ، مغربي الأصل ، وأحد فتوات المحروسة بالمعنى الشعبي ، وكان رجل ذو بأس وقوة ، وحكمة ورجاحة عقل ، وكانت له خشية وهيبة في نفوس الناس ، فاتخذه أهل المحروسة حكمًا بينهم ، يفصل في المشادات والمشاحنات بين الأهالي ويصلح بينهم ، ويحكم بالعدل بينهم .
ذات يوم نشبت مشاجرة كبيرة بين فتوات المنطقة ، وحاول “حسن الذوق” أن يتدخل لفضها والصلح بين المتشاجرين ، ولكنها كانت المرة الأولى التي يفشل فيها في الصلح بين المتخاصمين ، ووصل الأمر للحاكم العسكري الذي أمر بحبسهم في السجون العسكرية ، بعدها قرر حسن أن يخرج من مصر لاستشعاره الحرج!!.
لم يتحمل حسن ألم الفراق ، فسقط متوفياً فور مروره عند باب الفتوح وهنا تجمهر الناس حوله ، فكان الخبر المفجع “لقد مات الذوق”.. فقرروا دفنه مكان سقوطه ، يمين باب الفتوح من الداخل.. ووضعوا على قبره الصغير تعريفا وكتبوا عليه “ضريح العارف بالله سيدى الذوق”.
ومن بعد تلك الواقعة وكلما احتدم الصراع بين الفتوات ليصل لصراع دموى ، يخرج أحدهم صارخا : “يا جماعة عيب .. ده الذوق مخرجش من مصر” اي أن الذوق مدفون بيننا .
وهكذا وبمرور السنين وإلى الآن ، كلما مرّ الناس على مقامه ، قرأوا الفاتحة ل”سيدى الذوق” الذي لم يخرج من مصر لكنه مات حزنا قبل خروجه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى