واشنطن متأكدة من سقوط كابل.. بعد سيطرتها على مدينة تلو الأخرى … وتفاوض طالبان بعد استيلائها وتستولي على محطة إذاعية
📝بقلم /اسامه شحاته
أعلنت حركة طالبان، السبت، السيطرة على مدينة شرانة عاصمة ولاية بكتيكا شرقي أفغانستان، فيما شنت هجوما كبيرا على مدينة مزار شريف شمالي البلاد، وسيطرت على محطة إذاعية في مدينة قندهار جنوبا.
وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، إن “الحركة تعلن السيطرة على مدينة شرانة مركز ولاية بكتيكا، وتسيطر على كافة المرافقة الأمنية والرسمية فيها”.
ومن جهة أخرى، قال المتحدث باسم حاكم ولاية بلخ منير أحمد فرهاد، إن طالبان هاجمت مدينة مزار شريف من عدة اتجاهات، مما أدى إلى اندلاع قتال عنيف على مشارفها، فيما لم ترد أنباء فورية عن وقوع خسائر بشرية.
وتعد مزار شريف رابع أكبر مدن أفغانستان، وهي عاصمة ولاية بلخ، ويعيش بها أكثر من نصف مليون شخص.
وفي السياق ذاته، سيطرت الحركة على محطة إذاعية في قندهار، السبت.
وأصدرت طالبان مقطعا مصورا أعلن فيه متمرد لم يذكر اسمه، استيلائه على محطة الإذاعة الرئيسية في المدينة، التي أعيدت تسميتها بـ”صوت الشريعة”.
وقال إن جميع الموظفين كانوا حاضرين ويقومون ببث الأخبار والتحليلات السياسية وتلاوات القرآن الكريم.
ولم يتضح ما إذا كانت طالبان قد طردت الموظفين السابقين أو سمحت لهم بالعودة إلى العمل.
وتثير هذه الهجمات السريعة المخاوف من استيلاء كامل على السلطة، قبل أقل من 3 أسابيع من موعد سحب الولايات المتحدة لقواتها الأخيرة.
وسيطرت طالبان على جزء كبير من شمال وغرب وجنوب أفغانستان في الأسابيع الأخيرة، تاركة الحكومة المدعومة من الغرب تسيطر على عدد قليل من الأقاليم في الوسط والشرق.
وحسب تقارير صحفية، فإن مسلحي طالبان باتوا قريبين من العاصمة كابل، مما يهدد بسقوطها بيد الحركة المتطرفة.
وأثار انسحاب القوات الأجنبية والتراجع السريع للقوات الأفغانية، مخاوف من عودة طالبان إلى السلطة، أو انزلاق البلاد في حرب أهلية.
وصلت أول مجموعة من قوات المارينز أو مشاة البحرية الأميركية من كتيبة قوامها 3 آلاف جندي، الجمعة، للمساعدة في إخلاء سفارة الولايات المتحدة جزئيا، ومن المقرر أن يصل الباقون بحلول الأحد.
وأثار انتشارهم تساؤلات حول ما إذا كانت الإدارة ستفي بالموعد النهائي للانسحاب في 31 أغسطس الجاري.
☆☆☆ تقارير: واشنطن متأكدة من سقوط كابل.. وتفاوض طالبان
بعد أن أصبحت واشنطن على يقين بأن العاصمة الأفغانية ستسقط في قبضة حركة طالبان، دخلت في مفاوضات معها بشأن السفارة الأميركية في كابل، وفق ما كشفت صحيفة “نيويورك تايمز”، الجمعة.
وهذه أول مرة يكشف فيها النقاب مع مفاوضات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان بشأن السفارة الأميركية، إذ كانت المفاوضات السابقة متصلة بعملية السلام بين الحكومة الأفغانية والحركة.
وكانت الإدارة الحالية والسابقة في واشنطن تقول إن المفاوضات مع طالبان تتعلق حصرا بخلق مناخ توافقي بين طالبان وحكومة الرئيس أشرف غني.
ويبرز تقرير الصحيفة الأميركية أن احتمال سقوط العاصمة الأفغانية بات في حكم المؤكد، خاصة من اقتراب مقاتلي طالبان منها.
وقالت “نيويورك تايمز” نقلا عن ثلاثة مسؤولين أميركيين إن المبعوث الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد هو الذي يقود المفاوضات حاليا، حيث يحاول انتزاع تأكيدات من حركة طالبان بأنها لن تهاجم السفارة الأميركية في كابل، في حال استولت الجماعة المسلحة على العاصمة وأرادت الحصول على مساعدات أجنبية.
وتسعى هذه المفاوضات إلى تجنب الإخلاء الكامل للسفارة الأميركية، مع تسارع وتيرة سقوط المدن الأفغانية في أيدي حركة طالبان.
وكان المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، الخميس أن بلاده ستعيد عددا غير محدد من 1400 موظف أميركي يعملون في مقر السفارة الأميركية، وذلك في إطار تقليص الوجود الدبلوماسي هناك.
الأهداف الأميركية
———————–
ورغم أن تقدم حركة طالبان يثير الرعب في كابل، إلا أن واشنطن لا تريد أن تخلي السفارة، وفق ما قال برايس.
وقال 5 مسؤولين أميركيين سابقين وحاليين إن المزاج العام داخل السفارة هو القلق والتوتر، مع اقتراب شبح إقفال السفارة التي افتتحت عام 2001.
ويأمل خليل زاد في أن يقنع حركة طالبان بالإبقاء على السفارة الأميركية مفتوحة وبعيدة أن أي أعمال عنف تمسها، وذلك في مقابل تلقي مساعدات مالية أو أي مساعدة أخرى كجزء من حكومة البلاد المستقبلية.
وبحسب “نيويورك تايمز”، فإن قيادة حركة طالبان إنها تريد أن يُنظر إليها على أنها ممثل شرعي لأفغانستان، وتسعى لإقامة علاقات مع قوى عالمية أخرى، بما في ذلك روسيا والصين، في خطة ترمي في جانب منها لتلقي المساعدات.
وقال مسؤول أميركي إن حركة طالبان ستفقد أي شرعية في حال استولت على كابل أو أزاحت الحكومة الأفغانية عن السلطة.
ومن جانبه، يقول الباحث الأميركي العراقي، ريبوار أمينكى لموقع “سكاي نيوز عربية”: “القادة الميدانيون الأميركيين كانوا مشاركين مباشرين طوال جولات المفاوضات، وهم كانوا الأكثر معرفة بتوازنات القوى والوضع الميداني على الأرض، بالإضافة لمعرفتهم التامة بنوايا حركة طالبان نفسها”.
وأضاف: “غالباً كان القرار السياسي الحاسم بالانسحاب، دافعاً لهم لطرح موضوع مستقبل السفارة الأميركية في العاصمة، كضمانة وحيدة لعدم الدخول في منطقة (الهزيمة الماحقة)، وهو أمر وافقت عليه الإدارة السياسية غالباً”.
المسؤولون كذبوا
———————-
وفي السياق نفسه، نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية عبر تقرير مفصل من جزأين بعنوان “وثائق أفغانستان” ما أسمته التاريخ السري للحرب الأميركية في ذلك البلد.
وكشفت الصحيفة أنها أجرت مقابلات مع أكثر من ألف مسؤول أميركي عملوا في أفغانستان، خلال فترات خمسة إدارات أميركية متتالية.
واقرا هؤلاء بأنهم نقلوا “معلومات مُضللة” إلى الجمهور الأميركي.
وذكرت الصحيفة “لقد اختار القادة السياسيون والعسكريون دفن أخطائهم وترك الحرب تطول. وتوج ذلك بقرار الرئيس جو بايدن الانسحاب من أفغانستان هذا العام، وطالبان في أقوى فتراتها”.