مقالات

مصطفي جاب الله : رجل يعشق الحجر … منحه الله موهبة تحيل ” الحجر إلي أثر “

مصطفي جاب الله :  رجل يعشق الحجر … منحه الله موهبة تحيل ” الحجر إلي أثر

كتبت / نورهان خالد سليمان 

لم يكن حظه من التعليم سوى الإبتدائية القديمة ، نتحدث اليوم عن شيخ النحاتين وكبيرهم مصطفى جاب الله على سليمان، ابن محافظة المنيا، تحديدًا بقرية البهنسا، التابعة لمركز بنى مزار، عمره 82عامًا، قضى منه أكثر من 40 عاماً  في مجال النحت، وذاع صيته ليس في قريته أو محافظته، بل خارج حدود مصر،

ذكريات شيخ النحاتين 

«جاب الله».. رغم سنوات عمره الطويلة والتي تتضح من قسمات وجهه، إلا أنه ذاكرته لا تزال تحتفظ بكل تفصيلة خاصة بإبداعاته، لا تزال تحفظ عن ظهر قلب ما أبدعته يداه، وعن البدايات قال «شيخ النحاتين»: أواخر حكم الملك فاروق وأوائل حكم الرئيس جمال عبد الناصر صدر قرار بأن من بلغ 16 عاما لا يكمل تعليمه، وكنت في حيرة شديدة، والمولى عز وجل ألهمنى العمل مع أبى في النحت والترميم، ووالدي كان يعمل وقتها تاجر آثار برخصة 113 المنيا ، ويمكن القول بأن والده هو  معلمه الأول وأستاذه الوحيد.

مباحث الآثار تشك في تماثيله المنحوتة .. والمحكمة تبرئه من القضية 

وفى يوم من الأيام تم القبض على مصطفى جاب اللة بتهمة تجارة آثار غير مرخصة ، وتم عمل محضر له فى نقطة صندفا ،وثم بعد ذلك تحول المحضر إلى قسم مركز بنى مزار  ، وأثناء حبسة فى السجن طلب من وكيل النيابة أن يحضر له حجر وبعض من الأدوات، التى كان يستخدمها فى نحت التماثيل فاستجاب له وكيل النيابة وحضر له كل مايطلبه ” مصطفى جاب الله ” ومن هنا بدأ مصطفى فى عمل تمثال مثل المضبوط فى المحضر ووضع بداخله نقود وعندما جاء موعد الجلسة ، كان قد تم الانتهاء من نحت التمثال ، وفي أثناء الجلسة قام  محامى  مصطفي جاب الله ليترافع له في قضيته، وأثناء ذلك طلب مطصفى من القاضى بأن يدافع هو عن نفسه فقدم مصطفى جاب الله التمثال للقاضى قائلا له هذا التمثال نفس التمثال الذى تم ضبطة معى قائلا له  القاضى نعم ، وقام  مصطفى وطلب من القاضي  بكسر التمثال فكسر التمثال القاضى وهنا سقطت النقود  الحديدية،  فقال مصطفى للقاضي  هل الآثار الحقيقة تكون بداخلها نقود قال له القاضي ، بالطبع لا فقال له مصطفى جاب الله اذاً  براءه  يا سيدي القاضي فقال القاضي مصطفى جاب الله  براءة.

وتم تعيينه بوزارة الثقافة ، وكانت  أول درجة حصل عليها من تاريخ تعيينه درجة خبير نحت ، كما لم يحصل على اى علاوات ولا اى ترقيات ، وبعد سنوات  طلبوا من مصطفى قائلين له : هننقلك على الدرجة الثالثة فقال لهم الدرجة الثالثة لا توازى  درجة الخبير  وعاش فى الثقافة من 16/7/1979 حتى 16/7/1999  .

انجازات شيخ النحاتين 

شارك مصطفى فى العديد من المعارض ، منها معرض النصر والسلام ببيت ثقافة بنى مزار بتوجيهات من السيد أنور السادات رئيس الجمهورية عام 1/8/1979، بالإضافة إلي معرض العيد الأول للفن والثقافة بمدينة الفنون بالهرم وحصل على المركز الأول  عام 1/10/1979 ، وأيضاً معرض حديقة الخالدين بالحسين وحصل على جائزة نقدية ،كما شارك بالكثير والكثير من المعارض وحصل  على شهادات تقدير من وزارة الثقافة ومن الهيئة العامة للقصور ،ولم يكتفى بذلك فقد سعت  إليه الكثير من القنوات الفضائية وسجلت معه أفلام وثائقية لحياتة مثل قناة الصعيد وغيرها من القنوات العالمية .

ويطلب “شيخ النحاتين ” من رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلا: «أبلغ من العمر نحو 82 عامًا ولدى من الأبناء والأحفاد 77، فيهم فنانون مبدعون قاربوا سن المعاش، في مقدمتهم الفنان حسنى جاب الله نجلى الذي أدعو أن تهتم الدولة بفنه وتساعده علي نحت تمثال آخر لأبو الهول بصحراء سيناء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى