المزيد

قصص الابطال. ترويها الاجيال

الحرب مانتهتش يوم 6 أكتوبر.. في 6 أكتوبر اتحطمت أسطورة خط بارليف الحصين.. واتحطمت أسطورة “مصر مش قدنا عشان تحاربنا”.. وحطمت معاها معنويات الجنود والقادة في معسكر العدو.

لكن الحرب استمرت.. والمعارك الطاحنة استمرت لـ28 أكتوبر.

7 أكتوبر زي النهاردة.. كانت معركة الألوية المدرعة.. معركة الدبابات الكبرى.. إسرائيل بـ1000 دبابة بقيادة “أبراهام آدان”.. و”شارون” و”مندلر”.. ألوية مدرع.. ومصر بـ950 دبابة تحت قيادة “حسن أبو سعدة”، ولاحقًا تدخلت فرق المشاة بقيادة “فؤاد عزيز”.. واستمرت لتاني يوم.. 8 أكتوبر.. وانتهت بانتصارنا وانسحاب “شارون” و”آدان”، وإرسال الجنرال “مندلر” في رحلة بلا عودة؛ بصحبة عزرائيل.. عشان تبدأ ملحمة جديدة.

 

ملحمة رجال الدفاع الجوي، ضد المقاتلات الإسرائيلية في سماء بورسعيد.. وانتهت بانتصارنا عشان تجر في ذيلها معركة جديدة يوم 9 أكتوبر.. لما تقدمت الدبابات الإسرائيلية من كتائب المشاة المصرية.. التي راحت تنسحب وتتراجع، بقيادة البطل “عبد رب النبي حافظ”.. والدبابات الإسرائيلية بتطارده في ظفر.. لحد ما أكتشفوا أنه بيقودهم إلى كمين محكم.. بالاتفاق مع “حسن أبو سعدة”.. اللي فتح صواريخ “الساجر” والآر بي جي على الدبابات الإسرائيلية فجأة.. وأسقط أكتر من ثلثها.. قبلما ينسحب “آدان” بالباقي.. بعدما أسر المصريون ضابطه الشهير “عساف ياجوري”.

 

التاريخ حفظ لنا اليوم دا باسم “معركة الفردان”.

 

وانتهى يوم 9 أكتوبر وبزغت شمس 10 أكتوبر، بهجوم مدرع جديد مدعوم بقوات الكوماندوز الإسرائيلية.. انتهى بهزيمتهم هزيمة ساحقة.. وانسحابهم من جديد، مع غروب الشمس.

 

ومن 11 إلى 13 أكتوبر، كانت معركة المضائق. وانتهت بانتصار القوات المصرية، عشان تبرز على مسرح الأحداث معركة الدفرسوار.. ودي حاول “شارون” فيها عمل كوبري، يمر عليه “آدان” بالدبابات للضفة الغربية، لكن “عبد رب النبي حافظ” ورجاله.. تصدوا للدبابات بصدور عارية.. في معركة عنيفة.. كبدتهم خسائر جسيمة.. لكنهم نجحوا، وأفشلوا مهمة “شارون”.. فاضطر للانسحاب إلى شرق الدفرسوار.

 

ولمّ يوم 13 أكتوبر أطراف عباءته الدامية وأمسك بعصاه ورحل.. عشان يأتي صباح 14 أكتوبر.. حاملًا معه واحدة من أطول المعارك الجوية في التاريخ وأكثرها ضراوة وشراسة.

 

“معركة المنصورة”.

 

بأكثر من 170 طائرة فانتوم أمريكية حديثة يقودها الإسرائيليين مدعومة بالمروحيات.. ضد طائرات الميج الروسية اللي بتستخدمها القوات الجوية المصرية.. بيُسقط المصريين بقيادة اللواء “أحمد نصر”.. 50 طائرة إسرائيلية.. وبيخسر المصريين سبع طائرات.. منهم إتنين سقطوا بسبب نفاد الوقود.

 

ومع ترتيب الصفوف بيشرق صباح يوم 16 أكتوبر.. على معركة المزرعة الصينية.

 

وفي المعركة دي اشتبكت قوات الكوماندوز الإسرائيلية، برجال القوات الخاصة المصرية بقيادة “عبد رب النبي حافظ” مرة أخرى.. تحت غطاء من طائرات الاستطلاع الأمريكية، وكانت المعركة دي أقرب لمعركة رجل لرجل بالسلاح الأبيض والخناجر.. والكوماندوز الإسرائيلي تكبد فيها خسائر فادحة مروعة.. فدفعت إسرائيل بقوات المظلات تدعمه.. لكن تكبدت هي الأخرى خسائر فادحة.

 

في المعركة دي، كادت رجال القوات الخاصة المصرية أنها تبيد الكوماندوز الإسرائيلي عن بكرة أبيهم.. لولا أنهم بينسحبوا تحت غطاء نيراني من الدبابات الإسرائيلية.

 

ومع نهاية معركة المزرعة الصينية في 17 أكتوبر.. بينجح “آدان” في إسقاط كوبري بالقناة.. بتمر عليه دباباته هو و”شارون”. وبيتوجهوا إلى الإسماعيلية لتطويق مؤخرة الجيش.. لكن بتتصدى لهم كتائب الصاعقة والمظلات.. واللواء 15 مدرع.. تحت قيادة البطل “عبد المنعم خليل”.

 

وفي 22 أكتوبر بيحاول الإسرائيليين تطويق الجيش الثالث في مدينة السويس.. رغم صدور قرار مجلس الأمن 338 بوقف إطلاق النار وقبول مصر وإسرائيل به.. وبينجحوا بالفعل في حصارها.. وبيتحرك “آدان” بالدبابات لاقتحامها.. لكنه بيفاجأ بمقاومة عنيفة للغاية من رجال الشرطة.. وأهل السويس.. بتعجزهم عن دخول المدينة.. لحد ما بتتقدم الفرقة 19 مشاة.. تحت قيادة البطل “يوسف عفيفي” وتنضم للمقاومة ورجال الشرطة.. وبتستمر المعارك الطاحنة دي إلى يوم 24 أكتوبر.. بيعجز “آدان” خلالها عن اقتحام السويس.. وبيضطر ينسحب مهزومًا بعدما كاد يخسر فرقته كلها.

 

وفي يأس بالغ بتعلن إسرائيل حالة التأهب النووي، مهددة بضرب مصر نوويًا.. لكن التهديد دا مبيلاقيش أي صدى لدى المصريين.. ومن 24 إلى 27 أكتوبر، بيدفع المصريين دبابات “آدان” مرة أخرى منسحبة عبر القناة.. وبتتحاصر الفرق الإسرائيلية.. ويستسلم معظمهم كأسرى.. وينسحب الطيران الإسرائيلي إلى تل أبيب بلا رجعة.

 

وفي 27 أكتوبر، بتطلب إسرائيل عقد مباحثات.. وبتطلب إرسال وفد للمباحثات دي.. وبتبدأ “مباحثات الكيلو 101”.. اتسمت كده لأن السادات رفض يرسل أية مندوب رسمي إلى أية مكان يختاره الإسرائيليين.. واختار أن الوفد الإسرائيلي يجي عندنا في الكيلو 101 بطريق القاهرة – السويس الصحراوي.. وبييجي الوفد صاغرًا.. بعدما مابيكونش في على أرض مصر جندي إسرائيلي واحد، إلا شريد أو قتيل أو أسير.

 

وفي 28 أكتوبر بتهدأ الحرب فعليًا.. وبيبدأ بقية الجنود الإسرائيليين اللي كانت ذخيرتهم خلصت. وفقدوا بقيادتهم كل اتصال.. ينسحبوا عبر ممر متلا وممر الجدي، ويسلموا نفسهم للقوات المصرية.

 

معارك نصر أكتوبر كانت كتير ولو كتبنا عنها نحتاج مجلدات ضخمة.. بس خليك فاكر وعلم ولادك إنها مكانتش حرب ليوم واحد.. دي كانت حرب لأسابيع.. وكان أحيانًا بيبقى فيها مواجهات بين جندي مصري نفدت ذخيرته ومسلح فقط بسلاح أبيض ضد مدرعة. أو رجل شرطة بمسدس واحد.. ضد دبابة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى