المزيد
السراج .. وباشاغا” –إختلاف اللصوص وإفتضاح الأمر سيناريو فيلم ” خيانة وطن”

تقرير من إعداد:
——————–
محمد عبدالمولي
———————
*** أبعد من التوقيف..
—————————-
تفاصيل الصراع بين السراج وباشاغا
لم يكن مشهد الموكب العسكري الحاشد الذي رافق عودة وزير داخلية حكومة الوفاق فتحي باشاغا إلى العاصمة طرابلس قادما من تركيا، الذي أخرجته بحرفية ميليشيات مصراتة والتهديدات التي وجهتها إلى نظيرتها في طرابلس الداعمة لغريمه فايز السراج، إشارة إلى انقسام معسكر الغرب الليبي بين الرجلين والمدينتين فقط، بل يعطي فكرة عمّا ستحمله الأيام القادمة وإلى أين سيأخذ هذا الصراع المفتوح على السلطة، الأوضاع في ليبيا.
وتوسعت الهوّة بين رئيس حكومة الوفاق فايز السراج ووزير داخليته فتحي باشاغا، ووصلت إلى نقطة اللاعودة، بعدما قرّر الأول توقيف الوزير عن العمل وأمر بإجراء تحقيق بشأن الاعتداءات التي استهدفت المتظاهرين، وذلك في أعقاب اتهام باشاغا ميليشيات تابعة للسراج بمهاجمة المحتجين السلميين، كما قام باستبعاده من اجتماعين أمنيين رفيعي المستوى.
وقبل تحديد موعد التحقيق مع باشاغا، الرجل القوي والصاعد في مصراتة والمرتبط بجماعة الإخوان المسلمين القريبة من تركيا، احتمى كل منهما بميليشيات مسلحة لحراسته، حيث تقف ميليشيات مصراتة خلف باشاغا ضد ميليشيات طرابلس الداعمة للسراج، ما زاد من احتمالية اندلاع صدام مسلح بين هذه الميليشيات.
النقطة التي طفح عندها الكيل
————————————-
وفي هذا السياق، رأى المحلل السياسي الليبي أبو يعرب البركي، أن المظاهرات الأخيرة لم تكن إلا النقطة التي أفاضت الكأس وأخرجت الخلافات بين الرجلين إلى العلن، مشيرا إلى أن ما يحصل هو صراع حول من يمثل إقليم طرابلس في السلطة الجديدة والتي يتم نقاشها الآن، معتبراً أن باشاغا يسعى للوصول للمنصب، ولكن هذا يتطلب الانقلاب على السراج و إخراجه من المعادلة، وهو ما حاول باشاغا فعله بمحاولة ركوب موجة الفساد ومحاربة الفاسدين.
دور تركيا
————
ولا يتوقع البركي وهو من مدينة مصراتة، أن يتطور الصراع بين باشاغا والسراج إلى صدام مسلح بين ميليشيات مصراتة ومنافستها في العاصمة طرابلس، موضحا أن تركيا ستمنع أي احتكاك مسلّح محتمل، لأن ذلك سيطيح بمخططاتها ويضعف دورها في ليبيا، الذي يعتمد على السراج وباشاغا معا، كما لن تتدخل لصالح أي أحد من الفريقين خشية انقلابه عليها وبالتالي انفراط عقد المنظومة التي تحاول تشكيلها غرب البلاد.
وتابع ، أن تطوّر النزاع في الغرب من سياسي إلى مسلّح سيحرج أنقرة أمام المجتمع الدولي ويثبت فشل تدخلها ويفضح دعمها لعصابات ومافيات مجرمة، و بالتالي فإن الأتراك سيمنعون أي مواجهات مسلّحة، لأنهم الخاسر الأكبر من انزلاق الوضع في الغرب إلى الفوضى.
حكم العصابات.. وخوف من تغوّل الإخوان
—————————————–
في المقابل، رجّح البركي أن يكون لهذا الصراع بين أهم أركان حكومة الوفاق تداعيات فورية على مستقبل وصورة الحكومة، إذ سيزيد من إضعافها داخليا وخارجيا، معتبراً أن الوفاق “سقطت أخلاقيا مثبتة أن من يحكم هم مافيات وعصابات لا يستوعبون أن السلطة هي أخلاق قبل كل شيء”.
من جانبه، أشار المحلّل السياسي محمد الرعيش، إلى أن التنافس على النفوذ بين السراج وباشاغا لم يعد مخفيا، حيث يقود باشاغا منذ فترة مخطّطا يستهدف دعم نفوذ ميليشيات مصراتة الإخوانية التي ينحدر منها وإزاحة ميليشيات العاصمة، الأمر الذي تفطن له السراج في الآونة الأخيرة وبدأ في تقوية ميليشيات طرابلس وحمايتها من المساعي التي يقودها وزير الداخلية لتفكيكها، خشية تغوّل تنظيم الإخوان وانقلابه عليه لصالح وزير الداخلية، خاصة بعد خروج باشاغا عن السيطرة وقيامه بتحركات وزيارات إلى تركيا دون دراية وتنسيق مع رئيس حكومته، وهي عوامل كلها سرّعت من قرار توقيفه عن العمل وإخضاعه للتحقيق في محاولة لتحجيم دوره وتقليص نفوذه المتصاعد.
إلى ذلك، أشار الرعيش ، إلى أن مؤشرات الصدام بين الميليشيات المسلحة الموالية للسراج وتلك الداعمة لباشاغا بدأت تظهر بعد تبادل الاتهامات ورسائل الوعيد بينهما، لكن السراج استبق ذلك بخطوة أراد من ورائها امتصاص غضب مصراتة، بتعيينه محمد علي الحداد رئيسا لأركان قوات الوفاق، وهو أحد قادة أكبر ميليشيات مصراتة (لواء الحلبوص)، في رسالة لأعيان المدينة ولقادة الميليشيات بأن الصراع مع باشاغا هو صراع شخصي وليس جهويا أو أيديولوجيا، مستبعدا في هذا السياق أن تتورط مصراتة في حرب من أجل باشاغا.
*** وفد تركي لاحتواء صراع السراج
———————————————-
وباشاغا وتوقعات بتصدع الوفاق
—————————————–
أفادت مصادر بأن تركيا أرسلت وفداً أمنياً إلى ليبيا لاحتواء الصراع القائم بين رئيس حكومة الوفاق فايز السراج ووزير داخلية الوفاق الموقوف فتحي باشاغا.
وفيما توقعت المصادر ظهور تبعات واسعة لقرار السراج المفاجئ بإيقاف باشاغا، بدأت تظهر مؤشرات لصدام محتمل، بين الأذرع العسكرية التابعة للسراج وكتائب مصراتة، المدينة التي ينحدر منها باشاغا، والتي رفضت قرار رئيس حكومة الوفاق.
وفي رسالة إلى أعيان مصراتة من أن الصراع مع باشاغا شخصي، عيّن السراج محمد علي الحداد رئيساً لأركان قوات الوفاق، وهو أحدُ قادة مليشيات مصراتة.
هذا وذكرت مصادر أن الخلافات بين السراج ووزير داخليته ليست جديدة، لكن الحراك الشعبي في طرابلس أخرجه للعلن، كاشفة عن سعي باشاغا إلى الإطاحة بالسراج وخلافته في منصبه.
السراج يعيّن وزير دفاع ورئيساً جديداً للأركان
وقرر رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج، السبت، تعيين العقيد صلاح الدين النمروش وزيرا مفوضا للدفاع، وتعيين محمد علي الحداد رئيسا للأركان العامة لقوات الوفاق بعد ترقيته.
وشغل وزير الدفاع الجديد صلاح الدين النمروش، وهو من مدينة الزاوية غرب ليبيا، منذ أكتوبر 2019، منصب وكيل لوزارة الدفاع بحكومة الوفاق، حيث بدأ مشواره المهني ضابطا ومهندسا بإدارة المشتريات العسكرية عام 2000، ثم تدرج في وظيفته حتى عيّن آمرا لمكتب المعلومات والدراسات بإدارة المشتريات العسكرية، وقد شارك بعدة دراسات وأبحاث في مجال الحاسوب وتقنية المعلومات بالمجال العسكري.
أما الحداد الذي أصبح رئيسا جديدا للأركان العامة لقوات حكومة الوفاق، وهو من مدينة مصراتة، فقد كان آمرا للمنطقة العسكرية الوسطى، وشغل منصب قائد “لواء الحلبوص”، وهي أكبر الكتائب العسكرية في مدينة مصراتة.
وجاءت هذه التغييرات التي مست وزارة دفاع حكومة الوفاق، بعد اجتماع عقده المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق اليوم السبت برئاسة فايز السراج، وحضور نائبي الرئيس أحمد معيتيق وعبد السلام كجمان، وعضوي المجلس محمد عماري زايد وأحمد حمزة.
وتزامنت هذه التكليفات مع وصول وزير الداخلية المقال من حكومة الوفاق الليبية فتحي باشاغا، إلى العاصمة طرابلس واستقباله بالمطار من طرف أكثر من 300 آلية عسكرية تابعة لميليشيات مصراتة، وسط أجواء من التوتر وتهديدات متبادلة بينها وبين ميليشيات طرابلس الموالية لفايز السراج.
*** جايينكم لعقر داركم..
——————————–
موال لباشاغا يتوعد ميليشيات طرابلس
نفخ قرار إيقاف وزير الداخلية في حكومة الوفاق الليبية، فتحي باشاغا، وإحالته إلى التحقيق، الروح مجدداً في الصراع الكامن تحت الرماد بين الميليشيات المتعددة في العاصمة الليبية، لا سيما بين كتائب مدينة مصراتة التي يتحدر منها باشاغا وبين وميليشيات طرابلس التي تدعم رئيس الوفاق فايز السراج.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل، أحد العناصر الموالين للوزير يهدد بمهاجمة ميليشيات طرابلس في عقر دارهم.
فقد راح أحد هؤلاء المسلحين الموالين لباشاغا يتوعد عناصر السراج قائلاً: “جايينكم لعقر داركم، في ساحة الشهداء، وسط طرابلس”.
ومن على متن إحدى الآليات العسكرية، بدا المتحدث يستعرض فوجا من الآليات وراءه، قائلاً: “جايينكم يا ميليشيات في عقر داركم، للساحة بتاعتكم، إلى ميدان الشهداء”.
وتابع: “قوات إنفاذ القانون آتية، وزير الداخلية آت، خليكم في الميدان.. الميليشيات تسب الوزير”.
أتى ذلك، بعد أن وصل باشاغا مساء أمس السبت إلى مطار معيتيقة في طرابلس قادماً من تركيا، بحماية نحو 300 آلية عسكرية كانت قد توجهت إلى قاعدة معيتيقة لمواكبته.
واحتشد مسلحون من جماعات متطرفة ومن الإخوان لمواكبته، فور وصوله إلى معيتيقة.
يذكر أن رئيس حكومة الوفاق فايز السراج كان أوقف مساء الجمعة وزير داخليته، معلناً أنه سيجري تحقيقاً في أسلوب معالجته للاحتجاجات التي شهدتها العاصمة والحملة العنيفة التي شنت ضد المحتجين.
*** وصول باشاغا إلى معيتيقة
—————————————
بحماية عشرات الآليات العسكرية
—————————————–
وصل مساء اليوم السبت إلى طرابلس وزير الداخلية المقال من حكومة الوفاق الليبية فتحي باشاغا، قادماً من تركيا.
وقد وصل باشاغا إلى مطار معيتيقة بحماية نحو 300 آلية عسكرية كانت قد توجهت إلى قاعدة معيتيقة لمواكبته. وقد واكب مسلحون من جماعات متطرفة ومن الإخوان باشاغا فور وصوله إلى معيتيقة.
ووصل باشاغا على متن الخطوط الجوية الليبية قادماً من اسطنبول.
وكان رئيس حكومة الوفاق فايز السراج قد أوقف مساء أمس الجمعة، وزير داخليته فتحي باشاغا عن أداء مهامه، وقال إنه سيجري تحقيقاً في أسلوب معالجته للاحتجاجات التي شهدتها العاصمة طرابلس والحملة العنيفة التي شنت ضد المحتجين.
وتزامنت هذه الخطوة مع تقارير عن تصاعد الخلافات بين السراج وباشاغا، وهو شخصية مؤثرة من مدينة مصراتة التي تضم ميناءً ومركزاً عسكرياً مهماً.
ولعب باشاغا، الذي عُين وزيراً للداخلية في عام 2018، دوراً محورياً في معارك الوفاق فيي طرابلس ضد الجيش الوطني الليبي.
وجاء في المرسوم الذي أصدره السراج أن رئاسة حكومة الوفاق ستحقق مع باشاغا خلال 72 ساعة، وأن نائبه خالد أحمد مازن سيقوم بمهامه.
وكلف مرسوم آخر قوة بقيادة أسامة جويلي، وهو قائد من الزنتان، وهي مدينة أخرى ذات نفوذ عسكري، بالمساعدة في ضمان الأمن بطرابلس.
من جهته، أبدى باشاغا في بيان، استعداده للتحقيق ولكنه قال إنه يجب بثه تلفزيونياً لضمان الشفافية .
وتصاعدت منذ يوم الأحد الاحتجاجات على تدهور أوضاع المعيشة والفساد في طرابلس. واستخدم مسلحون الرصاص لتفريق المتظاهرين وفرض السراج حظر تجول في خطوة اعتبرها منتقدون تكتيكاً للحد من الاحتجاجات.
وهناك توترات منذ فترة طويلة بين جماعات طرابلس ومصراتة المسلحة. وهيمنت جماعات مصراتة المسلحة على العاصمة لعدة سنوات بعد انقسام ليبيا إلى جناحين متناحرين في غرب وشرق البلاد في 2014. وفقدت فيما بعد وجودها لصالح جماعات طرابلس المسلحة.
وبعد إبعاد وزير الداخلية، احتفلت الميليشيات في طرابلس بالقرار بإطلاق النار في الهواء، بينما نزل آخرون في مصراتة، مسقط رأس باشاغا، إلى الشوارع للتعبير عن دعمهم للوزير.




