حكايه الشيخ العرب همام

《من هو شيخ العرب همام 》
《القصة الحقيقية 》
بقلم د خالد الحناوى
شيخ العرب همام بن يوسف احمد الهوارى
زعيم الهوارة بالجنوب المصري 《الصعيد》
وهو من اشهر الشخصيات في تاريخ فرشوط
شيخ العرب الأمير همام بن يوسف بن احمد بن محمد بن همام إبن أبو صبيح سيبة
ولد في 《1709 م (1121 》هجري
وتوفي 《 7 ديسمبر 1769》 ميلادي
فى اليوم الثامن من شهر شعبان من عام
1183》هجري
الجناب الأجل والكهف الأظل، الجليل المعظم والملاذ المفخم الأصيل الملكى ملجأ الفقراء ومحط الرجال الفضلاء والكبراء
《شيخ العرب همام》هو الأمير شرف الدولة
《 همام بن يوسف بن احمد بن محمد بن همام إبن أبو صبيح سيبة》
عظيم بلاد الصعيد ومن كل خيره يعم القريب والبعيد
بهذه الكلمات رثى الجبرتى واحدة من تلك الشخصيات الفذة التى تتابع ظهورها فى فترة آلام المخاض التى سبقت ولادة عصر اﻹستقلال الجديد لأمة بلغت من العمر عتيا وبدأت فى التململ من حكم العثمانيين.
《شيخ العرب .. همام 》
بكر الأبناء الذكور للشيخ يوسف زعيم قبائل الهوارة تلك القبائل التى هاجرت إلى 《مصر من المغرب 》
فى عهد الدولة 《 الفاطمية》
وإستقرت فى جنوب البلاد فى صعيد 《مصر》 وتمتعت بقدر هائل من الثروة والنفوذ وسيطر شيوخها على مقاليد الأمور فى الصعيد حتى عام《 1575 م》
وكان مولد《 شيخ العرب همام 》 الذى آلت إليه زعامة قبائل الهوارة، فى 《فرشوط》 محافظة《 قنا 》فى عام 《1709 م _1121 هجري》.
وفى الشمال .. فى القاهرة .. وبينما كان
《على بيك الكبير 》يسعى إلى مشيخة البلاد ويتطلع إلى الإستقلال بها بدون منافس .
وكان 《الشيخ العرب همام 》يعمل على مد سلطانه على ولاية《 جرجا》 التى كانت تضم كافة أقاليم الصعيد من 《المنيا إلى الشلال》فى محافظة أسوان
ولم تبارح مخيلة《 على بيك》، فى سعيه للخلوص بمصر من امبراطورية بنى عثمان أطياف اسلافه العظام من سلاطين المماليك والتى مازالت أعمالهم تنتصب شامخة فى قلب القاهرة ..
والتى مازالت صور مواكبهم وأصوات إحتفالاتهم قائمة لا تبرح ذاكرة المصريين.
وهكذا كانت أيضا ذكرى ثوروة الهوارة بزعامة الأمير 《حصن الدين بن ثعلب 》فى عام
《1253 م /651 》هجري
والتى إنتهت باستقلال الصعيد، حية فى نفوس الهوارة ومستقرة فى وجدان كبير الصعيد شيخ العرب همام.
ونجح《 على بيك الكبير 》فى مسعاه فى عام 《1760 م》حتى يصبح أمير اللواء《 على بك》 كبيرا للمماليك ويتولى منصب شيخ البلد.
ويمضى بعدها فى تثبيت مركزه بالتخلص من منافيسه من كبار المماليك من أمثال《 عبد الرحمن كتخدا》 و《حسين بك كشكش 》و《صالح بك شاهين 》
وأخذ فى تعزيز قوته العسكرية حتى بلغ عدد مماليكه الستة آلاف.
ومضى فى تكوين التحالفات ونسج المؤامرات للقضاء على كافة القوى المنافسه له. وينتهى على بك من كبار المماليك الذين ينازعونه سلطانه فى معركة حاسمة دارت رحالها شمال محافظة 《 بنى سويف》 فى عام 《1767 م / 1181هجرى》 ليدخل بعد ذلك القاهرة وقد ثبتت أقدامه فى “إمارة مصر ورياستها..
وظهر بعد ذلك الظهور التام، وملك الديارالمصرية، والأقطار الحجازية، والبلاد الشامية، وقتل المتمردين وقطع المعاندين وشتت شمل المنافقين، وخرق القواعد، وخرم العوائد
ونجح《 الشيخ العرب همام 》 هو الآخر فى مساعيه،فلا تحل سنة 《 1767 م \ 1181 هجري》حتى تصبح كافة أقاليم الصعيد، من محافظة
《المنيا إلى أسوان》 تحت سيطرته وقيادته
ويمضى الرجل قدما فى تأسيس شبه دولة.
فينشئ الدواوين لإدارة شئون الأراضى الواقعة تحت سيطرته ولرعاية العاملين فيها، ويشكل قوة عسكرية من الهوارة ومن المماليك الفارين إلى الصعيد
وكان عنده من الأجناد والقواسة وأكثرهم من بقايا القاسمية إنضموا إليه وإنتسبوا إليه وهم عدة وافرة وتزاوجوا وتوالدوا وتخلقوا بأخلاق تلك البلاد ولغاتهم وتشيع أخبار مجالسه التى كان يعقدها لسماع شكاوى الأهالى ولحل مشاكلهم .
يستوى فى ذلك الجميع الغنى منهم والفقير لا يستكنف من محادثة أجلافهم فكان اذا جلس مجلسا عاما وضع بجانبه فنجانا فى قطنة وماء وردا فاذا إقترب منه بعض الأجلاف وتحادثوا معه وإنصرفوا مسح بتلك القطنة عينيه وشمها بأنفه حذرا من رائحتهم وصنانهم .
وقد أدى النظام الذى وضعه الشيخ همام للأمن والعناية التى كان يبذلها لصيانة الترع والجسور إلى ازدهار الزراعة وتحقيق الرخاء للأهالى.
لم《 ذهب محمد بيك أبو الذهب》 إلى جهة قبلي لمنابذة 《شيخ العرب همام 》وجرى بينهما الصلح على أن يكون لهمام من حدود 《برديس》 وتم الأمر على ذلك ورج《 محمد بيك 》
إلى مصر و أرسل علي بيك يقول له:
إني أمضيت ذلك بشرط أن تطرد المصريين الذين عندك ولا تبقي منهم أحدًا بدائرتك.
فجمعهم وأخبرهم بذلك وقال لهم:
اذهبوا إلى《 أسيوط》 واملكوها قبل كل شيء فإن فعلتم ذلك كان لكم بها قوة ومنعة وأنا أمدكم بعد ذلك بالمال والرجال فاستصوبوا رأيه وبادروا وذهبوا إلى《 أسيوط》 فملكوا وتحصنوا بها وهرب من كان فيها ووردت الأخبار بذلك إلى 《علي بك》
وهكذا كان الصدام بين الرجلين محتوما، فيحشد له 《على بك الكبير》 ثلاثة جيوش ويجمع قوادها ويوصيهم قائلا:
إذهبوا إلى《 أسيوط 》وإملكوها وتدور المعركة الفاصلة فى يونيو 《1769 م / 1183 》 هجري
عند جبانة 《أسيوط 》لتسفر عن إنتصار ساحق لجيوش على بك الكبير.
وبعدها أقامو 《بأسيوط 》أياما ثم ارتحلوا إلى قبلى بقصد محاربة همام والهوارة. وإجتمع كبار الهوارة مع من إنضم إليهم من الامراء المنهزمين . فراسل 《 محمد بك أبو الدهب》 مملوك على بك الكبير – ليراسل《 إسماعيل أبو عبد الله》 ابن عم
《شيخ العرب همام》 وإستمالته ومناه برياسة البلاد حتى ركن إلى قوله وصدق تهويماته وتقاعس وتثبط عن القتال وخذل طوائفه ولما بلغ《 شيخ العرب همام》
ما حصل ورأى فشل القوم خرج من 《فرشوط 》 وتركها بما فيها من الخيرات
مات 《الشيخ العرب همام》
في اليوم
الثامن من شهر شعبان في سنة《 1183》 هجري
يوم《 7 ديسمبر 1769 م》 ودفن في بلدة تسمى 《قمولة 》فقضى عليه بها رحمه الله
مكمودا مقهورا.
ووصل 《محمد بك》 ومن معه 《فرشوط 》
فلم يجدوا مانعا فملكوها ونهبوها واخذوا جميع ما كان بدوائر همام وأقاربه وأتباعه من ذخائر وأموال وغلال وزالت دولة《 شيخ العرب همام 》فى جنوب الصعيد المصري .
وخلف من الأولاد الذكور 《ثلاثة》 وهم :
《درويش 》و《شاهين》 و《عبد الكريم》
ولما مات انكسرت نفوس الأمراء ثم ان اكابر الهوارة قدموا ابنه درويش.
《غاب عنا جسدك 》
وقدمات لنا الرجولة وعاشنا من بعدك مثلك وأخذنا
من شجاعتك حتي لا تموت الرجال
وبقا لنا إسمك.. فخر وهمه للرجال
《 ياشيخ العرب همام 》
《رحم الله شيخ العرب همام واسكنه فسيح جناته》
《تحياتي لكم 》
- 《كاتب ومؤرخ د /خالد يوسف الحناوي 》



