الباب الوهمى.. فى مقابر القدماء المصريين

فكرة الباب الوهمي في مقابر القدماء المصريين 》
كان الغرض من الباب الوهمي …..هو يكون المرشد 《القرين》 عن مكان جسد المتوفي حتي يتقمصه ليحيا حياة ثانية.
وان الباب الوهمي دائما ما كان يقام في الجهة الشرقية
وقد تحتوي المصطبة علي أكثر من باب وهمي .
وذلك بحسب عدد من دفن داخل المصطبة
فاذا كانت الزوجة مدفونة اقيم لهم بابان وهميان
والعادة ان باب الزوجة أصغر حجما من الباب الوهمي للرجل. وجرت العادة ان يكون باب الزوجة في الجهة اليسري من المصطبة.
وكان الباب الوهمي خاليا من اي نقش. ثم بعد ذلك كتب عليه إسم المتوفي .
وبعد ذلك نقشت عليه صلوات دينية .
ثم تدرج فرسم عليه المتوفي صورته،وزوجته وبعض افراد عائلته وبخاصة الأبن الأكبر الذي بدأ يلعب دورا هاما في تقديم القرابين لابيه منذ الاسرة الرابعة .. الدولة القديمة
وفي النهاية كان يرسم في الجزء الأعلي من الباب الوهمي المتوفي وحده أو هو وزوجته وامامه مائدة قربان.
ويوجد خلف الباب الوهمي 《 البئر》 الذي كان يؤدي الي حجرة الدفن وعمقه قد يصل الي 《أربعين 》 مترا .
والمساحة لحجرة الدفن كانت تختلف بحسب مقدرة المتوفي وليس من الضروري ان يكون عدد الابار الدفن
بقدر عدد الابواب الوهمية .
والتي كانت مثبتة في الجدار الشرقي من المصطبة .
فقد يحدث ان يقيم صاحب المقبرة بابين وهميين ويكتب علي كل منهما اسمه والقابه،ففي هذه الحالة تكون حجرة الدفن موضوعة بينهما في أعماق الصخر.
وأيضا قد توجد بئر أخري بجوار البئر الذي يؤدي الي حجرة الدفن ولاتؤدي الي حجرة الدفن وهي 《بئر 》 وهمية للمصطبة .
كما يوجد بالمصطبة بابا وهميا. والغرض من《 البئر》 الوهمي الاتي بما ان للمصطبة بابا وهميا تدخل منه 《القرينة أو القرين 》لتحل في الجسم وتغذيه حتي لايموت ابديا.
كذلك كان للجسم ظل =《خو》 مقره 《البئر》 الوهمية ويصل منها الي الجسم الحقيقي ويحل محله اذا اتلفه الدهر.
والباب الوهمي كان اقارب المتوفي يجلسون امامه عند زيارتهم له ومعهم القداس ثم تطور الامر فبدلا من الجلوس امام الباب الوهمي شيدوا حجرة للجلوس ولتقديم القربان في صلب المصطبة ، وجعلوا الابواب الوهمية في جدارها الغربي اما باب الحجرة فكان في العادة في الجهة الشرقية. وهذه الحجرة التي شيدت لجلوس اقارب المتوفي بدأ مدخلها ينقش عليه صلوات دينية واسم المتوفي والقابه علي العتب العلوي ، ثم حدث تدرج اخر بعد ذلك فنقش جانباه الخارجين برسم المتوفي واقاربه ، وبعد ذلك نقش جانباه الداخليان بما يشبه ذلك، ثم لما كان المصري يعتقد انه سوف يحيا حياة اخري في القبر مماثلة لحياته الدنيوية،فمثل كل مكان يتمتع به في الدنيا علي جدران هذه الحجرة التي كانت في الاصل لوضع القرابين وجلوس اقاربه، ولما كانت الحجرة الواحدة لاتكفي ، بدأ يضيف اليها حجرات اخري وممرات حتي ان احد علية القوم كانت مقبرته تحتوي علي اكثر من《ثلاثين 》حجرة وخصص كل منها برسوم معينة
ويرجع الفضل لمعرفتنا بالحياة الإجتماعية والدينية للمصري القديم من النقوش والصور فيها.
وفي عصر الدولة القديمة كان اهتمامهم ب “الكا” اكثر من اهتمامهم ب 《 البا 》فلفظة 《 الكا》 =《الروح المادية》 انتشرت في تركيب اسمائهم مما لم نشاهده في اي عصر من عصور التاريخ المصري
فمثلا نجد اسم 《 سخم – كا 》 تعني 《الروح القوية)و 《جمن – كا 》تعني 《جدت روحي》وهكذا . ربما كان السبب في هذا أن المصري في هذا الوقت كان قريبا من المادة ولم ترتقي فكرته الي الأمور الروحانية التي تخرج من قائمة المادة .
فكان المصري في بداية الأمر كان يعتقد في الروح المادية 《الكا》 وهي الروح التي تدل علي طفولة عقله.
ثم تدرج وارتقي وأعتقد أن هناك روحانية اخري وهي 《البا 》التي تبرهن علي نضوج فكره. وربما كلن هذا سببا في اننا نجد اندماج لفظة 《 البا 》 في أسماء الاعلام المصرية في الدولة القديمة قليلا بعكس 《 الكا》 يضاف الي ذلك أن 《ملوك الاسرتين الخامسة و السادسة 》كانوا يعطون عناية خاصة للروح المادية 《الكا 》أكثر مما كانوا يعطينوه للروح النورانية 《 البا 》ولا ادل علي ذلك من ذكر كلمة 《 الكا》 في متون الأهرام اكثر من ضعف ذكر كلمة 《البا 》إذ أن 《الكا》 ذكرت نحو《مائة وأربعة》 مرة ، اما 《البا 》فذكرت 《سبعة وأربعين》 مرة.
أيضا لم يظهر علي النقوش المصرية رسم القرين لأفراد الشعب فقط وجدنا رسم قرين الملك عند ولادته وهي صورة طبق الاصل منه.
وهي لاتري في الحياة الدنيا لكنها تكون مع المتوفي في قبره وتعيش علي المادة ولذلك سميت بالروح المادية.
وكثيرا مانشاهد《 القرين 》علي شكل《 تمثال منحوت》 في أصل الباب الوهمي يخطو للإمام خارجا من المقبرة ليأخذ الطعام من المائدة التي امامه لغذاء المتوفي.
ويري البعض أن هذه النقوش والصور لمجرد الزينة فقط.
لكن هذا له سر اعمق من ذلك الغرض النفعي ،ذلك هو الاعتقاد بالحياة مرة اخري وان التعاويذ السحرية كان لها الأثر في تحويل هذه الرسوم الي حقائق يتمتع بها المتوفي. ودليل اخر يؤكد ان المصري لم ينقش هذه الرسوم في حجرات مقبرته لمجرد الزينة .
ففي مقبرة 《حتبي 》ويلقب بمدير الوثائق الملكية ورئيس ضياع الملك .نجده لم يشيد لنفسه حجرة للقرابين بل أكتفي《 بالباب الوهمي》 لكنه من جهة اخري وضع لنفسه تابوتا من الحجر الجيري الأبيض وزينه بالنقوش والأبواب الوهمية وكتب علي حافته اسمه والقابه ثم كتب علي جدار تابوته الغربي من الداخل بالمداد الاسود قائمة بالمأكولات التي كانت تكتب عادا في حجرة القرابين فوق الباب الوهمي.
وفكرة《 البعث》 ثانية وقدرة السحر علي قلب الصور الي حقائق لم تكن فكرة أفكار عامة الشعب بل نبتت أولا عند الملوك وبالتالي الناس علي دين ملوكهم.
وتمثال《 القرين》 كان يوضع في القبر لاجل ان تحل فيه روحه المادية اذا حدث لجثة المتوفي تلف. أو اختفت لاي سبب ، حتي يحيا منعما في قبره.
وزادت عدد هذه التماثيل تبعا لثراء المتوفي وكانت هذه التماثيل توضع في اماكن خاصة عرفت بالسراديب او بيت 《الكا》 وقد وضعت التماثيل في حجرات شيدت خصيصا لها وراء الباب الوهمي . وفي مقبرة الكاهن المرتل
《كا- عبر》 المعروف بشيخ البلد. وضع تمثاله وتمثال زوجته في كوة عريضة في الجدار الجنوبي لحجرة خارجية ربما كانت مقصورة. وفي عهد “حسي” كانت التماثيل توضع في نهاية حجرة القربان ، وفيما بعد اصبحت للتماثيل حجرة خاصة منفردة في قلب المصطبة. بالقرب من حجرة القربان. وفي عهد 《الاسرتين الخامسة و السادسة 》 كانت حجرات التماثيل توضع في اي جهة من جهات القبر.
والسرداب عبارة عن حجرة مشيدة من جهاتها الاربعة ومسقوفة وليس فيها أي منفذ غير ثقب صغير يمكن لزائر المصطبة ان يري التمثال منه. وهذا الثقب يوضع في الجدار الخاجي للسرادب ويختلف ارتفاعه من سطح الارض الحجرة بأختلاف حجم التمثال .وأحيانا يكون في السرداب عدة تماثيل في صف وأحد فيكون عدد الثقوب بقدر عدد التماثيل. ويضاف الي ذلك ان هذا الثقب كان من وظائفهان يوصل البخور لتمثال المتوفي
- تحياتي لكم د /خالد يوسف الحناوي
كاتب ومؤرخ متخصص فى علم المصريات



