سعر الذهب اليوم الثلاثاء 16 ديسمبرفي السوق المصرية
كتبت: وفاء عبدالسلام
واصل الذهب في السوق المصرية الحفاظ على المكاسب التي حققها خلال الأسبوع الماضي، مستفيدا من الزخم الصاعد الذي دعمه تحسن العوامل العالمية واستقرار الطلب المحلي، حيث جاءت تعاملات اليوم على ارتفاع ملحوظ دفع الأسعار إلى الاقتراب من مستوى 5800 جنيه للجرام، ويأتي هذا الأداء في ظل متابعة دقيقة من المستثمرين والمتعاملين لحركة الأسعار اليومية، خاصة مع حالة عدم اليقين التي تسيطر على الأسواق العالمية، وهو ما يعزز توجه شريحة واسعة من الأفراد إلى الذهب باعتباره ملاذا آمنا للحفاظ على القيمة في أوقات التقلبات الاقتصادية.
وسجلت أسعار الذهب في مصر مستويات مرتفعة مقارنة بالفترات السابقة، حيث بلغ سعر جرام الذهب عيار 24 نحو 6565 جنيها، بينما سجل جرام الذهب عيار 21 وهو الأكثر تداولا في السوق المحلية حوالي 5745 جنيها، في حين وصل سعر جرام الذهب عيار 18 إلى نحو 4924 جنيها، كما سجل سعر الجنيه الذهب نحو 45690 جنيها، وتعكس هذه المستويات حالة من الاستقرار النسبي عند القمم السعرية، وسط ترقب لتحركات جديدة قد تشهدها الأسعار خلال الأيام المقبلة وفقا للتطورات العالمية وسعر صرف العملات.
ويأتي هذا الأداء في وقت تترقب فيه الأسواق العالمية صدور بيانات اقتصادية جديدة تتعلق بسوق العمل الأمريكي ومعدلات التضخم، حيث ينظر المستثمرون إلى هذه المؤشرات باعتبارها عوامل حاسمة في تحديد توجهات السياسة النقدية خلال المرحلة المقبلة، وتزداد أهمية هذه البيانات بعد أن تسبب الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة في تعطيل صدور عدد من الإحصاءات الاقتصادية الرئيسية لشهر أكتوبر، وهو ما خلق حالة من الضبابية دفعت الأسواق إلى الاعتماد على أي إشارات جديدة لتقييم المسار المتوقع للاقتصاد الأمريكي.
وتركز الأسواق بشكل خاص على توجهات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة، خاصة بعد قرار البنك المركزي خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال الأسبوع الماضي، وهو القرار الذي جاء وسط انقسام واضح بين أعضاء المجلس، مع الإشارة إلى احتمالية التوقف المؤقت عن خفض الفائدة خلال الاجتماعات المقبلة، وذلك في ظل استمرار الضغوط التضخمية وعدم وضوح الصورة الكاملة لسوق العمل، الأمر الذي ينعكس بشكل مباشر على حركة الذهب العالمية ومن ثم على الأسعار المحلية في مصر.
ويعزز هذا المشهد حالة الترقب داخل السوق المصرية، حيث يوازن المتعاملون بين العوامل العالمية والمحلية في قرارات الشراء والبيع، مع توقعات باستمرار التحركات السعرية ضمن نطاقات مرتفعة خلال الفترة الحالية، ما لم تطرأ متغيرات قوية تؤثر على اتجاهات السياسة النقدية العالمية أو حركة الدولار، وهو ما يبقي الذهب في دائرة الاهتمام كأحد أهم أدوات التحوط في المرحلة الراهنة.
