منوعات

عرض سماوي خلّاب: زخة الجُمَيْنِيات 2025 توشك أن تُضيء قبة الليل

عرض سماوي خلّاب: زخة الجُمَيْنِيات 2025 توشك أن تُضيء قبة الليل

مصر: إيهاب محمد زايد

حلَّ ديسمبر، ومعه بلغ موسم الشهب ذروتَه السنوية في سماء النصف الشمالي من الكرة الأرضية، حيث يتوالى في هذه الفترة عبَاءَتا بهاءٍ سماويتان: زخة الجُمَيْنِيات التي تبلغ أوجَها في منتصف الشهر، لتَسلُفَها زخة القَوْدَرَانْتِيدات التي تعلو سدرتَها في مطلع يناير.

 

هذا العام، يقع ذروة زخة الجُمَيْنِيات في مساء السبت 13 ديسمبر وصَباح الأحد 14 ديسمبر، حيث قد يصل عدد الشهب المرئية إلى 150 شهابًا في الساعة، وتكون الكثافة الأعلى حوالي الساعة 08:00 بالتوقيت العالمي (3:00 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة) الثامنة بتوقيت القاهرة.

 

تقول ديانا هانيكاينين، رئيسة تحرير مجلة “ساى آند تليسكوب”: “مع أن زخة البَرْسَاوِيَّات التي تزورنا كل أغسطس أكثر شهرةً، فإن الجُمَيْنِيات عادةً ما تقدم عرضًا أكثر إبهارًا. فقط تأكد من أن ترتدي ملابس دافئة!”

 

ولزخة الجُمَيْنِيات طابعٌ استثنائيٌ يعود لأسباب عدة، ليس وفرة شهبها سوى واحدٍ منها. فأصل هذه الزخة جرمٌ سماويٌ غريبُ الطباع يُدعى فايثون 3200، وهو كتلة صخرية فضائية تجمع بين خصائص الكويكبات والمذنبات. في رحلته حول الشمس على مدار إهليلجي يتقاطع مع مدار الأرض، يخلِّف فايثون وراءه ذيلًا من الحطام. وعندما تعبر الأرض خلال هذا الدرب الحطامي، تتهاوى قطع من تلك الصخور المذنبية في الغلاف الجوي، محترقةً في طريقها لتتحول إلى شرارات متوهجة تَخْطُفُ أبصار الناظرين.

 

سُميت هذه الشهب “جُمَيْنِيات” لأنها تبدو وكأنها تتساقط من نقطة في السماء قريبة من كوكبة الجَوْزاء، فوق نجم كاستور مباشرة. وهي شهبٌ لامعةٌ تتسم بألوانها الزاهية، وتسقط بسرعة معتدلة نسبيًا، مما يعني أنها لا تترك عادةً ذيولاً لامعة طويلة، لكنها مع ذلك تمنح الناظر ومصوري السماء متعةً بصرية أخّاذة.

 

هذا العام، سيكون القمر في طور هلاله المُتناقص، مضيئًا بنسبة 26% تقريبًا خلال ذروة الزخة، مما يعني أن ضوءه الخافت لن يحجب رؤية الشهب اللامعة. كما يمكن التمتع بمشهد رائع بمشاهدة السماء في الليالي المجاورة لليلة الذروة – إذا سمحت الظروف الجوية.

 

أما ذروة زخة القَوْدَرَانْتِيدات فستوافق ليلة 2 يناير 2026، متزامنةً مع بدرٍ مكتمل، مما يجعل الجُمَيْنِيات الفرصة الأمثل هذا العام لتجربة مشاهدة الشهب قبل وصول زخة القيثاريات في أبريل 2026.

 

لا تحتاج لرؤية هذا المشهد السماوي إلى معدات خاصة، فما عليك سوى أن تتجه إلى مكان مظلم بعيد عن أضواء المدن، وتستلقي تحت جمال الليل، وتستسلم لسحر الكون وهو يرسم لوحته السنوية الخالدة.

المصدر: موقع ساينس ألرت – 12 ديسمبر 2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى